الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإجازة الزوجية "قبلة حياة" غائبة في الأسر العربية

الإجازة الزوجية "قبلة حياة" غائبة في الأسر العربية
23 سبتمبر 2011 15:28
يحتاج الكثير من الأزواج والزوجات إلى هدنة أو مايطلق عليه المتخصصون "إجازة زوجية"، لتكون فرصة لكسر حالة الروتين والملل اليومي، وتجديد النشاط والحب في حياة الشريكين، لكن هناك الكثير من العوائق التي تقف حائلاً أمام هذه "الهدنة"، التي يعتبرها البعض رفاهية، فيما يراه آخرون ضرورة ملحة. وفي هذا الصدد قالت غادة قاسم سورية ومتزوجة منذ 3 سنوات، إن الإجازة الزوجية مهمة جداً لالتقاط الأنفاس واستعادة النشاط في كل أوجه الحياة وبخاصة المنزل، مضيفة أنها لجأت لاقناع زوجها بهذه الخطوة العام الماضي، وبعد الحاح شديد وافق وقضي كل منهما أسبوع مع أصدقائه. وتعتبر غادة أن تجربتها وزوجها كانت ناجحة إلى حد بعيد، حيث اقتنعا كل منهما أن الانفصال المؤقت هو فرصة لتجديد الحب ليس أكثر. في حين ترفض إيمان بحري، مصرية متزوجة منذ 12 عاماً، فكرة الإجازة الزوجية وتعتبرها فقط للناس "الرايقة"، على حد قولها. وتؤكد أنها لن تستطيع وزوجها تحمل مصاريف إجازتين منفصلتين لمجرد تجديد النشاط. وتتساءل من جهة أخرى: مع من سوف يقضي أبنائى الثلاثة إجازتهم في هذه الحالة معي أم مع والدهم؟. وتعترف ايمان أن ضغوط الحياة وأعبائها لن تعطيهما هذه الفرصة ابداً، كما أن زوجها لن يكون بالسهل اقناعه أن تقضي زوجته إجازة بمفردها حتى ولو كانت مع صديقات يعرفهم جيداً. وتتفق هند، إمارتية متزوجة منذ 9 سنوات وأم لثلاثة أطفال، مع إيمان في أن الزوج قد يكون عائقاً أمام تطبيق الإجازة بمنتهى العدل، فقد يخرج الزوج في إجازة طويلة مع أصدقائه ويسافر ويلهو معهم، لكن الرجل الشرقي لا يرضى غالباً أن تقوم زوجته بإجازة مثله تترك فيها أعباء الحياة والأطفال وترفه عن نفسها مع بعض الأهل أو الصديقات. ولكن في الوقت نفسه، تعتبر هند أن كثيرات من النساء المتزوجات يحتجن لهذه الإجازة أكثر من الرجل، لأن تحركات المرأة غالباً أقل، فهي على سبيل المثال ربة منزل وبالتالي فالبيت والاطفال ومشاكلهم هم محور حياتها، ومن ثم فالتغيير أدعى بالنسبة للمرأة، لكن الزوج لا يتفهم ذلك. وأكدت اسراء عبد الله، أردنية متزوجة منذ 9 سنوات وأم لطفلين، أن الاجازة الزوجية هي أسرع وسيلة لإنهاء المشكلات الزوجية، لكنها تقول إن وجود أطفال في حياة الزوجين قد يعيق ذلك، مضيفة أن الزوجة قد تكون الأحوج لمثل هذه الإجازة، خاصة وأن الزوج في المجتمعات الشرقية يتمتع بحرية أكثر، لكن المرأة يكون عليها قيود وتزداد هذ القيود عندما تصبح متزوجة، حيث أن خطواتها قد تصبح معدودة عليها. وأيد كريم النجاري، مهندس ديكور مصري متزوج منذ 6 سنوات، فكرة الإجازة الزوجية، لكنه يشير إلى أن النساء دائماً يبحثن عن التغيير وكسر حالة الملل، لكن بالنسبة للإجازة الزوجية فإن المرأة تعدل دائماً عنها وتستبعدها نظراً لما ينتابها من شكوك بخصوص سلوك زوجها أثناء السفر، لذا فإجازته الخاصة لاتتجاوز 3 أيام درء للمشاكل الزوجية والقيل والقال. ويشير د. أيمن عبد الفتاح، استشاري الطب النفسي والعلاقات الزوجية، إلى بعد غائب في قضية الاجازة الزوجية وهو فكرة الاستقلالية التي تتوارى شيئاً فشيئاً وسط زحام الحياة ومشاكل الزواج والأطفال، فكل طرف في المعادلة الاسرية يحتاج نفسياً إلى مساحة من الهدوء والاستقلال ربما لاتتوافر فى وجود الشريكين بشكل متلازم مع بعضهما. ويقول إن الإجازة الزوجية بمثابة فرصة جيدة لكسر حالة الملل والفتور الذي ربما ينتاب حياة بعض الأزواج والزوجات. ولا يحبذ عبد الفتاح أن تأتي الاجازة الزوجية كنتيجة لشجار بين الزوجين، ففي هذه الحالة لا يمكن اعتبارها إجازة، لأن المقصود من الإجازة أن تتم بالتراضي بين الطرفين وعن اقتناع أيضاً من أنها فرصة لتجديد الحب بين الزوجين. لكنه لا يفضل ألا تطول مدة الاجازة حتى لا ينقلب الأمر إلى ضده، فقد يلجأ البعض إلى الاجازة بغرض الهروب من المسؤولية والالتزامات الأسرية، وهو ما يجب على كل طرف الإنتباه إليه. ويلفت عبد الفتاح النظر إلى أنه ليس من الضروري أن تكون الإجازة فى فندق خمس نجوم، كما يشير البعض إلى أن الاجازة الزوجية فقط للاغنياء، فالاجازة يمكن أن تكون في منزل العائلة مثلاً او لدى أحد الاقارب، مشيراً إلى أن هناك الكثير من المفاهيم الخاصة بالصحة النفسية تحتاج إلى إعادة النظر، ومنها الاجازة الزوجية، التي يعتبر البعض خطأ نوعاً من الرفاهية، رغم أنها قد تكون ضرورة ملحة لحياة الكثيرين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©