الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مَن سينقذ الإيزيديات؟

14 سبتمبر 2015 23:43
في الأسبوع الماضي كتبتُ حول غياب غضب عالمي على سبي تنظيم «داعش» واغتصابه آلاف الفتيات والنساء العراقيات. لكنني اليوم وجدت مشاعر الغضب تلك، حيث أثار المقال الذي كتبته سيلاً من رسائل البريد الإلكتروني من قراء يسألونني حول الكيفية التي يمكنهم أن يقدموا بها المساعدة لأولئك النساء. وعليه، ففيما يلي بعض الأفكار والاقتراحات بشأن كيفية المساعدة. الواقع أن ثمة حاجة ملحة لنشر مزيد من الوعي العام بخصوص هذه المأساة المتواصلة وحث السياسيين الأميركيين على القيام بالمزيد من أجل الضحايا. ويستطيع القراء الذين يرغبون في المساعدة تقديم تبرعاتهم لمنظمات إنسانية مثل منظمة «يزدة»، التي تسعى لتقديم الدعم المادي والنفسي للفتيات اللائي تمكن من الفرار. واللافت أنه حتى الآن، لم يحظ هذا النوع المعاصر من تجارة الرقيق سوى بتغطية محتشمة من قبل وسائل الإعلام العالمية. فمعظم الضحايا ينحدرن من الأقلية الإيزيدية، وهي طائفة عراقية قديمة غير مسلمة يعتبرها تنظيم داعش «كافرة»، حيث يبرر الجهاديون اغتصابهم للإيزيديات (وأحياناً المسيحيات أيضاً) بنصوص دينية منتقاة، ويقومون ببيع الفتيات وشرائهن في سوق مفتوح أو يهدوهن كجوارٍ لمقاتلي «داعش». وكانت الفتيات قد تعرضن للسبي قبل نحو عام عندما غزا تنظيم «داعش» شمال العراق ودمر مجتمعاتهن. ويُعتبر غياب التغطية الإعلامية لهذا الموضوع مثيراً للاستغراب، خصوصاً بالنظر إلى أن إحدى ضحايا «داعش» هي عاملة المساعدات الأميركية «كايلا مويلر»، ابنة الـ25 عاماً، التي احتُجزت في سوريا وأُرغمت على أن تصبح الجارية الشخصية لزعيم التنظيم أبي بكر البغدادي، قبل أن تموت في ضربة جوية شنها التحالف الدولي على ما قيل. غير أن تغطية هذه المأساة بهتت وتوارت مقارنة بالعناوين التي أثارها اختطاف جماعة «بوكو حرام» لحوالي 300 طالبة نيجيرية، حيث أثارت الحملة العالمية التي تلت ذلك الاختطاف اهتماماً واسعاً، لاسيما بعد أن حمل العديد من المشاهير العالميين –من بينهم السيدة الأولى الأميركية ميشيل أوباما– لافتات كتب عليها الوسم الشهير «أعيدوا إلينا بناتنا». لكن الفتيات النيجيريات لم يتم إنقاذهن، ولا يعرف سوى القليل عن مكان وجودهن. وبالمقابل، فإن عدد الإيزيديات المحتجزات يبلغ ضعف عدد نظيراتهن النيجيريات عشر مرات، وهناك الكثير من الأشياء التي نعرفها عن وضعهن. فوفق الصحفية «روكميني كاليماشي»، من «نيويورك تايمز»، فـ«إننا نعرف أسماءهن، وبلداتهن، وأعمارهن، وفي العديد من الحالات نعرف أماكن احتجازهن». وقد تشجع حملة دولية -«أنقذوا الفتيات الإيزيديات»– الحكومات الغربية على البحث عن طرق لإنقاذ بعض الضحايا. حملة قد تجذب أيضاً بعض المشاهير، الذين يساهمون بدورهم في جلب اهتمام وسائل الإعلام، على غرار ما فعلت الممثلة الأميركية أنجلينا جولي التي زارت أحد مخيمات اللاجئين في كردستان العراق مؤخراً. وفي هذا الإطار، بوسع القراء أيضاً الانضمام إلى عريضة تدعو الرئيس الأميركي باراك أوباما لمساعدة الفتيات. هذه العريضة تقف وراءها «يزدة»، وهي منظمة إنسانية أسستها مجموعة من الشباب الأميركيين الإيزيديين. وقد نجحت حتى الآن في جمع قرابة 50 ألف توقيع. ومعلوم أن السياسيين ينتبهون إلى مثل هذه العرائض عندما يأخذ عدد الموقعين عليها في الارتفاع. وعلى سبيل المثال، فقد نجحت عريضة مماثلة أطلقها طالب إيزيدي في مدينة كوفنتري البريطانية، في جمع 200 ألف توقيع وجلب اهتمام وسائل الإعلام البريطانية وأعضاء البرلمان. وإذا استطاعت العريضة الأميركية التفوق على نظيرتها البريطانية وتجاوز هذه الأرقام، فإنها قد تدفع البيت الأبيض والكونجرس والإعلام أخيراً إلى التحرك. وهذا الأمر بدوره قد يفضي إلى مزيد من المساعدات الأميركية للقوات الكردية، وخاصة الأكراد السوريين الذين أنقذوا العديد من الإيزيديين. كما يمكن أن يؤدي إلى مزيد من الضربات الجوية من قبل التحالف الدولي لإنقاذ النساء المستعبدات، أو مزيد من الأموال للوسطاء من أجل استرجاع بعض الفتيات. كما أن العريضة قد تدفع أيضاً لتقديم مزيد من المساعدات الأميركية الحكومية والخاصة لمئات النساء والفتيات اللاتي تمكن من الفرار من «داعش»، خاصة أن حكومة إقليم كردستان التي تستضيفهن تتحمل أعباء كثيرة والحكومة العراقية لا تقوم بالكثير من أجل المساعدة. ولأن قلة قليلة من الإيزيديات ضحايا جرائم الاغتصاب ينوين العودة لمناطقهن، إذ يقلن إنهن لن يثقن أبداً من جديد في بعض جيرانهن، الذين تعاون العديد منهم مع «داعش»، فربما يتعين على القراء الذين يودون المساعدة حث ممثليهم في الكونجرس على اقتراح تشريع يمنح الإيزيديات ضحايا العنف الجنسي تأشيرات لإعادة توطينهن في الولايات المتحدة. فالنساء ضحايا وحشية «داعش» جديرات بنيل فرصة ثانية للحياة. ترودي روبن* * محللة سياسية أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «تريبيون نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©