الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اتفاق «النووي».. والأضرار الجانبية!

14 سبتمبر 2015 23:42
في الحروب، كثيراً ما تؤدي الهجمات على أهداف مقصودة إلى أضرار جانبية. والصدام الحالي بين واشنطن وتل آبيب حول الاتفاق النووي مع إيران، مثال نموذجي على ذلك. فتداعيات ذلك الصدام، أدت إلى خسائر في أوساط المؤيدين والمعارضين للاتفاق على حد سواء، وهو أمر يبهج الملالي الحاكمين في طهران. لذلك فالوقت الراهن هو أنسب وقت للتركيز على الأضرار الجانبية للاتفاق، لأن تلك الأضرار في حالة تركها من دون اهتمام، ستتفاقم وتتحول إلى أضرار دائمة. وفيما يلي قائمة أدلة على صحة ذلك: فالسيناتور «تشاك تشومر» (ديمقراطي- نيويورك) الذي عارض الاتفاق، تعرض لسباب مقذع على موقع «ديلي كوس» ووصف بأنه «أحد القوارض الخائنة». والنائبة «نيتا لوي» (ديمقراطية - نيويورك) التي عارضت الاتفاق أيضاً قالت إنها متهمة في نظر البعض بأنها خائنة وغادرة، بل وتفتقر للولاء لوطنها. والنائب «جيرولد نادلر» (ديمقراطي- نيويورك) الذي أعلن دعمه للاتفاق، وصف على صفحة الفيسبوك الخاصة به بأنه «كابو»، وهي كلمة كانت تطلق على اليهود الذين يتعاونون مع النازي في معسكرات الموت في الحرب العالمية الثانية. كما وصف من قبل أحد الصحفيين بأنه قد سهّل هولوكوست أوباما! ولم تقتصر الأضرار الجانبية على الانقسام الواضح بين اليهود الأميركيين، أو على الفجوة بين المنظمات اليهودية الرئيسية المعارضة للاتفاق مع إيران من جهة، وبين المؤيدين لليهود للاتفاق من جهة أخرى. بل امتد تأثير هذا الضرر عبر خطوط دينية وعرقية أيضاً. وباعتباري مؤيداً للاتفاق فإني أعرف عن هذا الشيء، والدليل على ذلك هو أنني عقب كتابتي لعمود استشهدت فيه بما قاله عضو مجلس النواب الديمقراطي الأسود «جيمس كلابيرن» في انتقاد محاولة رئيس الوزراء الإسرائيلي إفشال الصفقة أمام الكونجرس الذي يقوده الجمهوريون، تلقيت رسالة بالبريد الإلكتروني من قارئ يقول لي فيها إن اليهود كانوا يقفون مع السود في قضاياهم ولا يلقون منهم سوى نكران الجميل ووصفني فيها بأنني «زنجي متشرد آخر ومعادٍ للسامية»! ولم تقتصر ردود الفعل على الكلمات البذيئة، والإهانات، بل نجد أن المعركة العامة حول الاتفاق مع إيران، ساهمت في توتير العلاقات ليس فقط بين مؤيدي إسرائيل في الولايات المتحدة، وإنما بين الحكومتين كذلك. والسؤال الذي يحتاج إلى إجابة، خصوصاً في إسرائيل، هو ماذا بعد؟ وتبدو أهمية هذا السؤال، إذا ما تذكرنا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي قد اتخذ بخطوة غير دبلوماسية، عندما تخطي الرئيس وخاطب الكونجرس بهدف توجيه ضربة مميتة للاتفاق النووي المتفاوض عليه دولياً، ولكنه أخطأ الهدف. لكن سؤال ماذا بعد؟ يحتاج، مع ذلك، إلى إجابة عاجلة ولا يحتمل التأجيل. فإغلاق الطريق أمام إيران لمنعها من الحصول على أسلحة نووية لمدة 10 سنوات على الأقل، لن يوقف نواياها العدوانية في الشرق الأوسط، ولن يمنعها من الاستمرار في دعم وكلائها في المنطقة بغرض زعزعة الاستقرار الإقليمي. واعترافاً بهذه الحقيقة الكئيبة، كشف وزير الخارجية جون كيري هذا الأسبوع الخطوات التي ستتخذها الولايات المتحدة لدعم حلفائها، ومن ذلك أنها ستزيد من شحنات الأسلحة إلى دول الخليج مع عقد اتفاقيات أمنية جديدة معها. ويمكن لإسرائيل عدم ربط مصيرها بالحزب الجمهوري الذي أعماه هوس معارضة أوباما، وأن تدرك أنها بحاجة إلى أن تراهن على الحزبين، لا حزباً واحداً فقط في واشنطن. وربما يكون الضرر الجانبي المترتب على خلاف إسرائيل مع إدارة أوباما، غير مقصود، ولكن المؤكد أنه لم يكن وليد الصدفة أيضاً.. فهو لا يكون كذلك أبداً في الحروب الكلامية كتلك التي دارت خلال الفترة الماضية. كولبرت أي. كينج* * كاتب عمود أسبوعي في «واشنطن بوست» ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©