الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

خطة إنقاذ الاقتصاد القبرصي تعزز الوجود الروسي في مصارف الجزيرة

خطة إنقاذ الاقتصاد القبرصي تعزز الوجود الروسي في مصارف الجزيرة
17 سبتمبر 2013 21:38
نيقوسيا (أ ف ب) - تعزز دور الروس في إدارة “بنك قبرص”، أكبر مصرف في الجزيرة، ما يعتبر نتيجة متضاربة مع تحفظات أوروبية في إطار خطة إنقاذ شاملة بسبب شكوك في غسل أموال مصدرها روسي. ففي العاشر من سبتمبر انتخب ستة روس في مجلس إدارة “بنك أوف سايبرس” أثناء اجتماع تاريخي للمساهمين، خصوصاً من المودعين الذين تعرضوا لاقتطاعات في حساباتهم بموجب خطة الإنقاذ الأوروبية، في ما يعد سابقة في تاريخ المصرف. واعتبرت المحللة المالية فيونا مولن أن هذه الانتخابات يفترض ألا تدهش أحدا كونها نتيجة طبيعية للتدابير المتشددة التي فرضتها خطة الإنقاذ الأوروبية بقيمة 10 مليارات يورو. وفي مقابل خطة الإنقاذ فرضت على قبرص سلسلة تدابير منها تصفية “لايكي بنك” ثاني مصارف الجزيرة واقتطاع 47,5% من حسابات بنك قبرص التي يزيد رصيدها على مئة ألف يورو. وإعادة الهيكلة هذه للنظام المصرفي أدت إلى تحويل المودعين إلى مساهمين. وقالت مولن “إن الروس على رأس أكبر مصرف في الجزيرة هو نتيجة الخطة، فيما الرد على القادة الأوروبيين هو تحصدون ما تزرعون”. فطوال المفاوضات مع الممولين الدوليين وصفت قبرص، خصوصا من قبل ألمانيا، كآلة ضخمة لغسل الأموال الروسية. واتهمت المصارف بعدم طرح أسئلة على الأغنياء الروس المقربين من الحكومة الذين جاءوا لإيداع أموالهم في مصارف الجزيرة. والقبارصة مقتنعون من جهتهم بأن ذلك هو السبب الذي من أجله أصر الممولون على أن تكون الجزيرة العضو الوحيد في منطقة اليورو الذي طلب منه فرض ضريبة على الحسابات التي تفوق قيمتها المئة ألف يورو. وقال الكسندروس ابوستوليدس برفيسور الاقتصاد في الجامعة الأوروبية في نيقوسيا “إن أراد الممولون الدوليون تخفيف النفوذ الروسي في الجزيرة لما كان عليهم بكل بساطة اختيار” هذه التدابير المصرفية. وأوضح “إن أرغام المستثمرين الروس على أن يصبحوا مساهمين يرسخ حضورهم أكثر من قبل في الاقتصاد. إن الشخص الوحيد المرتبط ببلد اكثر من مودع هو المساهم”. وأضاف “فان كانوا يريدون معاقبة الروس من خلال أخذ أموالهم وتحويلها إلى أسهم، فإنهم لم ينجحوا في نهاية المطاف سوى في إبقاءهم”. وما زال يفترض على البنك المركزي القبرصي الموافقة على التعيينات، ومن بينها تعيين نائب رئيس جديد هو فلاديمير سترزالكوفسكي الذي كان عميلاً في أجهزة الاستخبارات السوفياتية (كي جي بي) سابقاً، وهو صديق مقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس مجلس الإدارة السابق نوريلسك نيكل اكبر منتج للنيكل في العالم. لكن في نظر الجزيرة فإن الروس انقذوا قبرص من الهاوية. وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الروسية ايتار - تاس ذهب الرئيس القبرصي نيكوس اناستاسيادس إلى حد شكر الجالية الروسية على عدم رحيلها. وقال “إن أصدقاءنا بقوا أصدقاءنا”. وأضاف اناستاسيادس أن صحة بنك أوف سايبروس تعتبر عنصراً أساسياً لاقتصاد الجزيرة الذي يعاني من أزمة خانقة، معتبراً أن الأمر الأساسي هو أبقاء المصرف عائماً. ويبلغ رأسمال المصرف 4,7 مليار يورو، يملك 81,4% منها 21 ألف مودع اصبحوا مساهمين من خلال خطة الإنقاذ. وأكبر مجموعة مساهمين تتمثل في مودعي لايكي مع 18,1%، ثم يأتي رجال الأعمال الروس والأوكرانيين بنسبة 12 إلى 15%. إلى ذلك، قال الرئيس القبرصي “ليس لدينا أي فكرة في ما إذا كان من الممكن إنقاذ المصرف؛ لأننا لم نر الحسابات. نجهل ما هو عليه الوضع المالي”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©