الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الولايات المتحدة تحذر قادة مجموعة «آبيك» من تأثير الخلافات السياسية على الاقتصاد العالمي

الولايات المتحدة تحذر قادة مجموعة «آبيك» من تأثير الخلافات السياسية على الاقتصاد العالمي
10 سبتمبر 2012
حذرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في ختام القمة السنوية لمنتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا المحيط الهادئ (آبيك) أمس من أن الخلافات على الأراضي بين عدد من دول المنتدى تهدد الاقتصاد العالمي. وتهدف القمة السنوية التي يشارك فيها قادة دول “آبيك” إلى تعزيز النوايا الحسنة في الجهود طويلة الأمد لإزالة العوائق التجارية بين تلك الدول التي تمثل مجتمعة أكثر من نصف إجمالي التجارة العالمية. ورغم التقدم في خفض التعرفات الجمركية على السلع غير الضارة بالبيئة، وتجديد تلك الدول التزاماتها بمكافحة الحمائية، إلا أن النزاعات المريرة على الأراضي القت بظلالها على القمة التي استمرت يومين في مدينة فلاديفوستوك الروسية الساحلية. وبسبب هذه الخلافات لم يجر رئيس الوزراء الياباني يوشيهيكو نودا والرئيس الصيني هو جين تاو المحادثات التي عادة يجريانها على هامش القمة. كما تجنب نودا ونظيره الكوري الجنوبي لي ميونج-باك، حليفا واشنطن، لقاء بعضهما البعض. كما لم يلتق رئيس الفلبين بينجنو اكينو بالرئيس الصيني بعد أن كان أعلن سابقاً أن ذلك سيكون من أولوياته. وصرحت كلينتون، التي حضرت القمة نيابة عن الرئيس الأميركي باراك أوباما، بأن “حان الوقت الآن لكي يبذل الجميع جهودهم لخفض التوتر وتقوية التعاون الدبلوماسي”. وأضافت أن “هذه المنطقة من العالم هي المحرك الاقتصادي للاقتصاد العالمي الذي لا يزال ضعيفاً”. وقالت إن “أثارة الشكوك حول الاستقرار والسلام في المنطقة ليس في مصلحة دول أسيا، وبالتأكيد ليس في مصلحة الولايات المتحدة أو باقي دول العالم”. ودعت كلينتون سيول وطوكيو “إلى تهدئة التوتر” بينهما حول جزر قليلة السكان تعرف في كوريا الجنوبية باسم دوكدو وفي اليابان باسم تاكيشيما، ولكن تسيطر عليها كوريا الجنوبية وقام رئيس الوزراء الكوري الجنوبي بزيارة غير مسبوقة لها الشهر الماضي. كما تدهورت العلاقات مجددا بين اليابان والصين بسبب النزاع على جزر في بحر شرق الصين. ويضم منتدى “آبيك” دولاً من بينها الصين وتشيلي المطلة على المحيط الهادئ، ودولاً اقتصادية كبرى هي الصين واليابان والولايات المتحدة، حيث يشكل أعضاء المنتدى الـ21 نحو 44% من التجارة العالمية. وفي البيان النهائي للقمة، تعهد القادة بالمساعدة على تقوية الاقتصاد العالمي المتباطئ عن طريق تقوية الطلب المحلي في تلك الدول وخفض الدين العام وإزالة العوائق التجارية فيما بينها. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن القمة التي استضافتها بلاده حققت “نجاحاً كبيراً”. وصرح بأن القمة “إعادة التأكيد مجدداً على التزام اقتصادات (آبيك) بالمبادئ الأساسية للتجارة والحرة والاندماج”. وأضاف أن “منطقة آسيا والمحيط الهادئ هي محرك قوي للاقتصاد العالمي”. إلا أن بيان القادة حمل مخاوف بشان التحديات العالمية وقال إن الاقتصاد “معرض لمخاطر التباطؤ”. وأضافوا أن “الأسواق المالية لا تزال هشة.. فيما يشكل ارتفاع العجز العام والديون في بعض الاقتصادات المتقدمة عوائق أمام الانتعاش الاقتصادي العالمي”. وتابعوا أن “الأحداث في أوروبا تؤثر سلباً على النمو في المنطقة”. إلا أنهم رحبوا بالتزام القادة الأوروبيين بـ”اتخاذ جميع الخطوات اللازمة” لمنع تفكك “منطقة اليورو”. وتعهد القادة “باتخاذ تحركات سريعة” بشان ءسعار الصرف والامتناع عن “خفض قيمة العملات لأسباب تنافسيه”. وعادة تتهم الولايات المتحدة الصين بالإبقاء على سعر صرف اليوان منخفض لجعل الصادرات الصينية أرخص سعراً في الأسواق العالمية، رغم أن بكين تنفي تلاعبها بالعملة. واتفقت 21 دولة أعضاء المنتدى الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادي “آبيك” على خفض الرسوم على واردات التكنولوجيا الصديقة للبيئة وتبني خطوات لدعم النمو وتحرير التجارة لمواجهة المشاكل التي تفاقمت جراء أزمة الديون في أوروبا. وقالت الدول الأعضاء “تظل الأسواق المالية هشة في حين يقود ارتفاع الديون والعجز العام في بعض الاقتصادات المتقدمة لظروف معاكسة قوية تعوق تعافي الاقتصاد العالمي وتؤثر الأحداث في أوروبا سلباً على النمو في المنطقة”، “في مثل هذه الظروف نحن عازمون على العمل بشكل جماعي لدعم النمو ودعم الاستقرار المالي واستعادة الثقة”. وتصدر “آبيك” التي تضم أيضاً ماليزيا وإندونيسيا وكندا وكوريا الجنوبية قراراتها بالإجماع وتحركاتها غير ملزمة لكن نفوذها يتصاعد مع انحسار دور أوروبا. وتضم دول “آبيك” 40% من سكان العالم وتسهم بنسبة 54% من إنتاجه الاقتصادي و44% من التجارة العالمية وتضم أكبر ثلاثة اقتصادات في العالم وهي الولايات المتحدة والصين واليابان.
المصدر: فلاديفوستوك
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©