الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رسام مصري يعزف على وجوه المشاهير ويطالب بنقابة لفناني الشوارع

رسام مصري يعزف على وجوه المشاهير ويطالب بنقابة لفناني الشوارع
24 يناير 2011 20:17
37 عاما عمر رحلة رسام البورتريه المصري جمال السيد في رسم وجوه المشاهير من السياسيين والفنانين والمفكرين والأشخاص العاديين حتى أطلقوا عليه مايكل أنجلو العرب. ويعتبر السيد واحدا من الرسامين الذين يطلق عليهم “فنانو الشوارع” حيث يتخذ من أحد أركان المنطقة المحيطة بمنطقة الحسين الشهيرة في العاصمة المصرية مقرا لاستقبال زبائنه، ويحظى بشهرة واسعة خصوصا في أوساط السائحين الذين يترددون عليه وبعضهم يأتي خصيصا لزيارة الحسين من أجل رسم صورة له. عندما كان جمال السيد طالبا في المرحلة الابتدائية كان يهوى شراء مجلات الأطفال مثل “ميكي جيب”، و”سوبر مان” وكانت تستهويه صور الكاريكاتير والرسوم المنشورة بها واستمرت هذه الهواية في المرحلة الإعدادية وبدأ برسم بعض المناظر الطبيعية كالأشجار والسماء والنيل. النفس البشرية يقول السيد “في عام 1962 انتهزت فرصة هدم إحدى دور العرض السينمائي في وسط القاهرة التي كنت أذهب إليها لأشاهد الأفلام، ورحت أحمل بعض ركام الجبس الناتج عن الهدم وأقوم بنحته، وأصنع منه بعض تماثيل لأشكال ووجوه ناس عاديين، وأجلس إلى جانبها بعد الانتهاء منها لأتفرج عليها”. ويتابع “التحقت بكلية الفنون الجميلة قسم تصوير وبعد تخرجي مباشرة عملت 10 سنوات رسام إعلانات لأفيشات السينما مع الرسام الراحل “جاسور” الذي كان يمتلك مطبعة في شارع عرابي بوسط القاهرة، ثم عينت بعد ذلك رساما في القطاع الهندسي في وزارة النقل ولكن لم ترض هذه الوظيفة طموحي حيث كنت أحلم به بالعمل في مجال رسم البورتريهات رغم أنه يعتبر من أصعب أشكال الرسم في العالم، ونجحت في أن أخصص مكانا بأحد شوارع المهندسين والزمالك لأنهما مقصد عدد كبير من العرب ثم انتقلت للعمل في منطقة الحسين لخصوصيتها كمنطقة سياحية مهمة”. أحمد زويل ويوضح السيد “أرسم أي شخصية من أعماقها وبكل ما في داخل النفس البشرية من مشاعر وأحاسيس من خلال النظرات وملامح الوجه والتعبير الحي غير الثابت مثل الصورة لكي أصل بالتكنيك في البورتريه إلى أن يماثل الواقع تماما، ولا أكتفي بالرسم بل أحلل شخصية الإنسان بحسب ملامح وجهه التي تكشف أسراره”. ويضيف “أنا قادر على رسم صورة أي شخص من خلال صورة فوتوغرافية في ساعتين حسب الوضع الاجتماعي للشخص والتكنيك الذي في الصورة أما في حال رسم بورتريه لشخص يجلس بجانبي فيستغرق الرسم من ربع ساعة إلى ساعة كاملة”. عن أبرز الشخصيات التي رسمها، يقول السيد “أعشق رسم الرؤساء والملوك والأمراء العرب الحاليين والراحلين، لأنها تطلب بالاسم، ورسمت معظم هؤلاء كما رسمت أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب وعبدالحليم حافظ ومحمود المليجي وعمر الشريف وصباح وعادل إمام وسمير غانم ونبيلة عبيد ونادية الجندي ومحمد صبحي ومحمد عبده ونانسي عجرم وهيفاء وهبي ومارلين مونرو”. ويضيف “أغلب زبائني من العرب ومنهم من يريد الأبيض والأسود ومنهم من يريد الألوان، والاتفاق المادي يكون مسبقا بحسب حجم الرسم”. ويذكر أنه رسم صورة بالحجم الكبير للعالم المصري الدكتور أحمد زويل أهداه إياها بعد انتهائه من ندوة له في دار الأوبرا المصرية، وأعجب بها جدا وسأله وقتها “كيف رسمت هذه الصورة؟”، فأجبت “رسمتها نقلا من صورة نشرت في إحدى الصحف”. فسألني “كم كان حجمها؟”، فأجبته “بحجم عقلة الأصبع لكني رسمتها لك بقلبي من فرط حبي واعتزازي بك بعد أن سمعتك في برنامج “على الناصية” الذي تقدمه الإذاعية آمال فهمي”. وعن مواصفات رسام البورتريه، يقول السيد إنه يجب أن يكون مثقفا ولديه حس مرهف وضمير يقظ، وصبر كبير، حتى تخرج لوحاته جميلة ودقيقة، كما يجب أن يكون في حالة مزاجية طيبة أثناء الرسم لأن التوتر ينعكس سلبا على اللوحة. ويطالب السيد وزير الثقافة بإنشاء نقابة تجمعهم، مشيرا إلى أنه غير مسموح لهم الانضمام إلى نقابة التشكيليين رغم موهبتهم، بوصفهم مجرد هواة لفن البورتريه. خامات الرسم حول الخامات المستخدمة في الرسم، يقول “أرسم بالفحم والباستيل والزيت بالإضافة إلى قطن لإزالة أي رتوش من اللوحة وقلم وورق لتسييح الظل ولوح ورق”، مشيرا إلى أن أنواع الورق المستخدمة في الرسم عديدة ومتنوعة ومعظمها مستورد مثل الفبريانو والكانسون، ولا يستخدم ألوان الزيت لأنها غير مناسبة للرسم في الشارع. ويذكر أنه يمتلك مرسما ضخما في منطقة عزبة النخل يعتبره “الصومعة” الخاصة به التي يشعر فيها براحة نفسية وقدرة على الإبداع، منوها إلى انه أقام منذ عدة سنوات معرضا لأعماله في نادي النصر في حي مصر الجديدة بعنوان “مبدعون من بلادي”، واحتوى رسوما للشخصيات التي جسدها الفنانون في أعمالهم الدرامية مثل شخصية عبدالغفور البرعي في مسلسل” لن أعيش في جلباب أبي” لنور الشريف، “و”الإمام أبي حنيفة” لمحمود ياسين. وعن أبرز رسامي البورتريه الذين تأثر بهم، يقول السيد “تأثرت بعدة فنانين منهم حسني البناني الذي أعتبره أستاذي ومعلمي الأول ومثلي الأعلى في هذه المهنة، كما تأثرت بالفنانين صلاح طاهر ومنير فهيم فضلا عن بعض الفنانين العالميين مثل ليوناردو دافنشي ورافائيللو ومايكل أنجلو وروبنس وتعلمت منهم الدقة والتحرر من القواعد الجامدة في الرسم”، مؤكدا أنه رسام غزير الإنتاج ولديه أفكار متجددة ومبتكرة ولم يفجرها بعد رغم مشواره الطويل في المهنة والذي يمتد لنحو 37 عاماً.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©