الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

فينجر ومورينيو..«العجز والإحباط» يتحولان إلى «كراهية»

فينجر ومورينيو..«العجز والإحباط» يتحولان إلى «كراهية»
7 أكتوبر 2014 12:00
كعادتها جعلت الصحافة اللندنية كرة القدم التي يمارسها 22 لاعباً داخل المستطيل الأخضر «آخر همها»، وفي ذيل اهتماماتها، فالمعارك الجانبية، والتي تحدث خارج الملعب، تظل هي الأهم والأكثر جاذبية للجماهير والإعلام على السواء، وجاء مشهد تدافع أرسين فينجر المدير الفني لأرسنال مع جوزيه مورينيو مدرب تشيلسي في «ديربي» لندن الذي انتهى لمصلحة «البلوز» بثنائية من دون مقابل، ليشعل عناوين الصحف اللندنية، والتي اتفقت على أن فينجر فعل ذلك تعبيراً عن الكراهية والشعور بالعجز في مواجهاته مع المدرب البرتغالي. تقول الاحصاءات وحقائق التاريخ إن فينجر لم يسبق له الفوز في أي مباراة على مورينيو، فقد التقى تشيلسي أرسنال في عهدهما «مورينيو وفينجر» في 12 مباراة، لم تشهد أي منها فوزاً واحداً للمدفعجية، فيما فاز تشيلسي في 7 مباريات، وفرض التعادل نفسه في 5 مواجهات، وبلغ عدد أهداف البلوز تحت قيادة «مو» في شباك أرسنال 21 هدفاً، فيما سجل الجنرز 6 أهداف فقط، مما يؤكد التفوق الكاسح للفريق الذي يتخذ من ستامفورد بريدج مقراً له. ورصدت الصحف اللندنية ما قاله أرسين فينجر عقب المباراة، لكنها كانت أكثر تركيزاً على الجزء الأكثر إثارة في تصريحه، حيث قال: «لقد دفعته لأنني وجدته في طريقي، بالطبع سوف أحصل على ما يكفي من دورس في الأخلاق من الصحافة خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة»، في إشارة إلى سخريته من الموقف برمته. وأعرب فينجر عن حزنه العميق لخسارة فريقه صفر- 2 أمام مضيفه تشيلسي، وقال: «من المقلق أن نبتعد خلف تشيلسي (المتصدر) بتسع نقاط كاملة، لاسيما في ظل قوة الفرق التي تسبقنا في الترتيب، ولكننا سوف نستمر في القتال، وسنمضي قدما نحو المباراة المقبلة». وفشل أرسنال بتلك النتيجة في رد اعتباره أمام تشيلسي الذي خسر أمامه صفر- 6 في الموسم الماضي، علما بأن الفوز الأخير لأرسنال على تشيلسي يرجع إلى 29 أكتوبر عام 2011 عندما فاز 5- 3 على الملعب نفسها. وواصل أرسنال بتلك الخسارة ابتعاده عن سباق المنافسة على اللقب بعدما توقف رصيده عند عشر نقاط ليقبع في المركز الثامن. من جانبه، بدا مورينيو أكثر ذكاءً سواء في ردة فعله أثناء المباراة أو في تصريحاته التي أدلى بها تعليقاً على دفع فينجر له، فقال: «لقد ارتكبت الكثير من الأخطاء طوال مسيرتي في عالم التدريب، ولكن بالتأكيد لم أرتكب أي خطأ اليوم»، وهي إشارة إلى أنه لا يمكن إدانته في هذا الموقف تحديداً، والذي شهد توتراً واضحاً من المدرب الفرنسي. وتحدث مورينيو عن المشادة مع فينجر عقب تدخل جاري كاهيل مدافع تشيلسي مع أليكسيس سانشيز مهاجم أرسنال، حيث توجه فينجر نحو مورينيو ودفعه في صدره، وسرعان ما تدخل الحكم مارتن أتكينسون الذي أنهى الموقف بينهما. وقال: « فينجر كان ينبغي عليه عدم الذهاب إلى منطقتي الفنية». وتابع: «كنت سأقول حسنا لو كان يقوم بإعطاء تعليمات إلى أحد لاعبيه، ولكن ليست من قواعد اللعب النظيف محاولة التأثير على حكم المباراة لإعطاء البطاقة الحمراء إلى الخصم». واختتم مورينيو حديثه قائلاً: «لا أعتقد أن هذه هي صورة أرسين فينجر الذي يدعو دائما إلى اللعب النظيف». وأبدى مورينيو رضاه عن فوز فريقه الثمين 2- صفر على ضيفه أرسنال، وقال مورينيو عقب المباراة: «لقد كانت مباراة صعبة، خاصة بعدما ظهروا بشكل أفضل منا في البداية، ولكن إيدين (هازارد) منحنا ركلة جزاء، ونجحنا في تسجيل الهدف الأول». وأشار مورينيو إلى أنه كان ينبغي على حكم المباراة إعطاء البطاقة الحمراء للوران كوتشيلني لاعب أرسنال الذي تسبب في ركلة الجزاء لتعمده الخشونة مع هازارد داخل المنطقة. أضاف مورينيو: «كان من الممكن أن تنتهي المباراة لو قام الحكم بطرد كوتشيلني». وعزز تشيلسي بهذا الفوز موقعه في صدارة المسابقة بعدما رفع رصيده إلى 19 نقطة متقدما بفارق خمس نقاط على ملاحقه المباشر مانشستر سيتي (حامل اللقب) وصاحب المركز الثاني. وحقق تشيلسي بهذا الفوز انتصاره الثامن والأربعين في تاريخ مواجهاته المباشرة مع أرسنال في بطولة الدوري، مقابل الخسارة في 61 مباراة، والتعادل في 46 لقاء، كما حافظ مورينيو بتلك النتيجة على سجله الخالي من الهزائم في مواجهاته مع فينجر، بعدما حقق المدرب البرتغالي فوزه السابع على نظيره الفرنسي مقابل التعادل في خمسة لقاءات. بدوره، قال أوليفر هولت عبر صفحات «الميرور» في تحليله لسلوك فينجر: «لقد كان هذا المشهد معبراً بصورة واضحة عن سنوات الفشل والعجز والشعور بالضعف من فينجر في مواجهاته أمام مورينيو، إنه الغضب الناتج عن الإحباط وعدم القدرة على تحقيق فوز واحد، لقد التقيا سوياً وجهاً لوجه 12 مرة، ومازال رصيد فينجر صفراً في خانة الفوز على مورينيو». وتابع هولت: «لقد تطور مستوى أرسنال كثيراً، ولكن تشيلسي مازال الأفضل بصورة واضحة، ويبدو أن العقدة مستمرة، حيث لم يتمكن ويلبيك مثلاً على الرغم من تألقه أمام جالطه سراي في دوري الأبطال من فعل شيء أمام دفاع البلوز، وفي نهاية المباراة لم تحدث مصافحة بين فينجر ومورينيو، ويبدو أن الصراع بينهما اتخذ أبعاداً جديدة أكثر عمقاً من أي وقت مضى». ونشرت الصحيفة استطلاعاً طريفاً حول الصراع بين «مو» وفينجر، حول قدرة الأخير على فعلها وتحقيق ولو فوز واحد على المدرب البرتغال، وكانت النتيجة المفاجئة، في تصويت الجماهير بنسبة 57 % بكلمة «لا» في إشارة إلى أن فينجر لن يتمكن من الفوز أبداً على مورينيو، فيما صوت 43 % بكلمة «نعم» أي يمكن للمدرب الفرنسي أن يفعلها في المستقبل. من ناحيته، قال بول هاوارد في صحيفة «التلجراف»: «إنه يتوجب على فينجر أن يتعلم كيف يدفع فريقه معنوياً، قبل أن يقوم بدفع هذا الاسم التدريبي الشهير في صدره، وهو عنوان كان المقصود منه أن الفارق بين مورينيو وفينجر أصبح كبيراً على المستوى التدريبي، ولم يجد المدرب الفرنسي وسيلة لتحقيق تفوق (لحظي) سوى بهذه الطريقة التي لا تتناسب مع أخلاقيات الرياضة وكرة القدم». وتابعت الصحيفة: «لم يتمكن فينجر من العثور على ممر للسير فيه سواء خارج الملعب أو داخله، مما جعله يدفع مورينيو في صدره، فيما لم ينجح فريقه في إزاحة تشيلسي داخل الملعب، لقد فعل فينجر ذلك لأنه يتذكر جيداً كلمات مورينيو القاسية، حينما وصف المدرب الفرنسي بأنه اختصاصي الفشل، والغريب في الأمر أن أرسنال قدم مباراة جيدة هذه المرة، ولم يسقط أمام تشيلسي في ديربي لندن بالستة كما حدث في مارس الماضي، ولكن على الرغم من ذلك بدا فينجر أقل قدرة على ضبط النفس، على أي حال الفجوة بين تشيلسي وأرسنال لم تعد كبيرة، ولكنها موجودة». وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن سيسك فابريجاس هو الرابح الأكبر في موقعة لندن، فقد ظهر بمستويات أكثر من رائعة، وأثبت أنه لاعب صاحب شخصية متوازنة، حيث بدا متحرراً من ضغوط مواجهة فريقه السابق، وكان مؤثراً في أحدث ومسار المباراة كعادته، ليؤكد مجدداً أنه صفقة رابحة للبلوز، بل يؤكد أنه لاعب وسط الميدان الأفضل في البريميرليج في الوقت الراهن. وتفاعلاً مع الحدث المثير، فقد انتشرت حمى الصور الساخرة في مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة تلك التي يظهر خلالها فينجر وهو يوجه لكمة قوية إلى وجه مورينيو، في الوقت الذي يرتدى كل منهما ملابس الملاكمة، وفي تغريدات أخرى ظهر مورينيو حاملاً حقيبة زرقاء، فيما يحمل فينجر حقيبة حمراء، تعبيراً عن لوني تشيلسي وأرسنال.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©