الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حتى لا يخسر «فيسبوك» سحره

10 سبتمبر 2012
بعض جوانب موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك تستحق الكتابة عنها مرتين وثلاثاً. حتى وإن فقد الموقع بعضا من سحره مؤخراً، إلا أن عدد مستخدميه يقترب من المليار مستخدم (955 مليوناً)، أي أكثر من سبع من سكان الكرة الأرضية. وحال فيسبوك كحال أي “كبير” تكثر العيون والسهام عليه، وتكثر جرحه بغض النظر عن مدى الألم الذي تسببه. ومن تلك الجراح على سبيل المثال انخفاض سهم شركة فيسبوك في البورصة لأدنى مستوى له على الإطلاق الأسبوع الماضي حتى اضطر مؤسسها، الشاب مارك زوكربرج، أن يتعهد بعدم بيع أي من أسهمه في الشركة لمدة عام على الأقل علّه بذلك يزيد ثقة المستثمرين في الشركة. أي أن الثقة بـ”فيسبوك” لم تعد كما كانت عليه قبل أشهر، قبل طرح أسهمها للاكتتاب، وقبل بدء انتشار بعض الشكوك حولها لا سيما لجهة الإعلان وبعض الشوائب التقنية والسلبيات والثغرات، ومنها وجود أكثر من 83 مليون حساب فيسبوك “وهمي”، وأن 8?7% من الحسابات الناشطة يمكن ألا تكون حقيقية، وفق ما أعلنه الموقع حديثاً. وهذا الرقم أقرب إلى الواقع من الرقم الأول الذي كانت تحدثت عنه الشركة في مارس الماضي حين اعترفت لأول مرة بوجود عدد من الحسابات الوهمية مُقدرة ذلك بما بين 5 و6 ملايين حساب وهمي فقط. ذلك أن من يراقب الموقع عن كثب حالياً بوسعه أن يدرك جيداً التراجع الكبير في حركة التفاعل عن مستوى الذروة الذي بلغه العام الماضي وما قيل حينها عن دور منقطع النظير في بواكير “الربيع العربي”. شخصياً لا أستبعد أن يكون التشويه والانحراف الذي أصاب الأخير قد انسحب على الموقع من الناحيتين العديدة والنفسية، ولكن ما عانت منه الشركة لناحية نجاح البعض في استخدام برمجيات خبيثة لزيادة أعداد المعجبين (لايك) يشكل تهديداً جدياً للثقة العامة بالموقع وصدقيته في عالم التواصل الاجتماعي ويتطلب من القائمين على تطويره أكثر من مجرد الإعلان عن تطلعهم لاتخاذ إجراءات صارمة ضد المحتالين وزيادة استخدام الأدوات الآلية والأمنية التي تكافح “الممارسات المشبوهة”. لكن هذه الشوائب التي ظهرت دفعة واحدة (وفجأة) لا تختلف كثيراً عن تلك التي أصابت حمى وربيع التواصل الاجتماعي الافتراضي في زمن قياسي قبل أن يعود ويصيبها شيء من الخمود. لقد عرّف الموقع الحساب الوهمي بأنه ذلك الذي ينشئه المستخدم إضافة إلى حسابه الرئيسي. كما تحدث عن فئة حسابات أساء المستخدمون تصنيفها مثل حسابات شخصية أنشئت لأغراض تجارية أو مهنية أو باسم حيوانات “أليفة”. وثمة فئة حسابات “غير مرغوب بها” وتعتبر مخالفة لشروط فيسبوك كونها تستخدم رسائل البريد المزعج أو ما شابه. ولو دققنا لوجدنا في المحصلة أن هذه الأنواع من التزييف والاحتيال والتحريف والإزعاج هي مشابهة لحد بعيد لما يشوب العلاقات في الواقع الحقيقي، والتحدي أمام فسبوك قد يكون أن مستخدميه نظروا إليه كعالم سحري، يهربون إليه من أمراض وعجز حياتهم الفعلية ولهذا لن يسكتوا عنه إذا تأخر عن علاج تلك الشوائب في أقرب وقت وقبل أن يهربوا إلى عالم آخر. barragdr@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©