الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

دندنة على جراح اليأس

22 سبتمبر 2011 09:25
بعد أن هدأت الأنفاس، وسكنت الأجراس، دعونا نفكر بالهدوء المطلوب، بلا تشنجات، ولا توترات، بل دعونا نضع إخفاقنا على طاولة البحث والتشريح، دعونا نفكر بالشوكة والسكين، دعونا نعترف أن أمرنا محير جداً في تفكيرنا الرياضي، فكيف نقلب طاولة الاستراتيجيات والرؤى رأساً على عقب، ونضع العربة أمام الحصان، لمجرد خسارتنا لست نقاط فقط، في مشوار النقاط الثماني عشرة، لماذا استسلمنا للإحباط؟ وبدأنا مرحلة البكاء والعويل على اللبن المسكوب، على الرغم من أن اللبن لا يزال في زجاجته !!. كم هي أوراقنا مبعثرة وخططنا شكلية وشعاراتنا زائفة، لأننا فقدنا الأمل قبل أن نبدأ، بالرغم من أنه تفصلنا أربع نقاط فقط مع المتصدر، وأضع مليون خط تحت كلمة فقط، مع أن أبجديات الرياضة تقوم على مفاهيم التحدي، واللعب على أنصاف الفرص، فكيف “عشعش” الإحباط في كل شيء، حتى في رؤوسنا ؟ وكيف يئسنا ولا يزال أمامنا طريق طويل، خصوصاً أننا نلتقي مع منتخبات، لا أعتقد أن الفارق بيننا وبينهم 90 مقابل 10، بل كل الذي بيننا حجم العطاء داخل الملعب، أي بطريقة “الفيفتي فيفتي”، يعني كما نقول في أمثالنا الشعبية “اللي في الجدر يطلعه الملاس” . إعلامنا بكى لدرجة الولولة منذ الخسارة أمام الكويت، ومعلقينا أعلنوا الحداد ولبسوا السواد على الهواء مباشرة، بعد تقدم الكويت بالثلاثة، وتناسوا أننا نلتقي أكثر المنتخبات الآسيوية تطوراً في السنتين الأخيرتين، وأننا خسرنا من بطل الخليج وغرب آسيا، ثم خسرنا من لبنان، لأننا دخلنا المباراة، ونحن نظن أننا في جولة سياحية، وفي مباراة استعراضية، وليست مصيرية، فقبل أيام كنا نلسعهم بالستة، ونسجل ضربات الجزاء بالكعب، كنا متعالين حد الافتراء، لم نحترم خصمنا، ونفشنا ريشنا كالطاووس، جاؤونا وفي شباكهم ستة أهداف كورية، لكنهم كانوا أشد منا رغبة وتحدياً وإخلاصاً لشجرة الأرز. ليست مشكلتنا في كاتانيتش أو حتى مورينهو أو زجالو، لكن مشكلتنا أننا لا ندري إلى أين نذهب، وقديما قالوا إذا كنت لا تدري إلى أين تذهب فكل الطرق تؤدي إلى هناك، لم نقرأ الواقع بالشكل الصحيح، تعاطينا مع أحداثنا الرياضية بطريقة البورصة فوز أو خسارة يا أبيض يا أسود، دون مجرد محاولة القراءة في المنطقة الرمادية، لماذا يفكر المسؤول بطريقة رجل الشارع البسيط؟ أنها مأساة حقيقية ليست مشكلتنا كما أسلفت في كاتانيتش، لكننا بإقالته أصبحنا كأسوأ طبيب أسنان في العالم والذي يقتلع الضرس لمجرد وجود الألم دون محاولة علاج التسوس الناخر في العصب، وما أكثره في كرة الإمارات. نتساءل هل وضعنا رؤيتنا ماذا نريد من “مسفر” ؟ الذي يأتينا بلا خبرات واسعة وهذا ليس انتقاصاً من الرجل بقدر ما هو خوف من حرق ما تبقى لديه من طموح، لا نريده أبرة “بنج” أو “كورتيزون” أو “حبة بندول” لإزالة الصداع، ففي هذه الظروف لن تنفعه الشجاعة، فمن يطبل ويهلل الآن سينقلب بعد قليل ويعلق المشانق وسيصبح “الدكتور” هو صاحب الإخفاق لا سمح الله، ولن نحاول حينها إلا إلقاء طوق النجاة له. نود هنا أن نذكر بأن كوريا ليست إسبانيا والكويت ليست البرازيل ولبنان ليست الأرجنتين، مجرد كلمة نوجهها لنجومنا نجوم الشباك فقط في التعامل مع العقود لنجوم أخذوا كثيراً أكثر مما أعطوا، ونذكرهم فقط أن الأبيض الإماراتي الذي يرخص له كل غالٍ أمانة في أعناقهم. صافرة النهاية: لنتعلم من مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الذي يعطينا درساً في التحدي وقهر المستحيل حين يقول: “نمشـي علـى دَربْ مـا تـوطـاه الأقـدامـي وان وعرت الأرض يعجبني المشي فيها” جعفر الفردان | alfardan1010@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©