الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«الرحالة».. انتقال في الزمان والمكان والوجود

«الرحالة».. انتقال في الزمان والمكان والوجود
13 فبراير 2010 22:35
تواصل وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع إصداراتها الفاعلة والموجهة وبخاصة ضمن سلسلة إبداعات شابة التي تضم النتاجات الشعرية والقصصية والروائية وأدب الطفل والنثر، لتؤكد بذلك أهمية رعاية المواهب الجديدة في هذه الحقول الإبداعية. وتحفل هذه الحقول بنصوص مهمة لابد من الانتباه إليها كونها النتاجات الأولى لمشاريع كتاب سيؤثرون لا محالة في مستقبل الكتابة الإبداعية، ومن هؤلاء القاص خالد سالم الجابري في روايته “الرحالة” التي تمثلت رؤى نفسية وفلسفية عن شخصية “الغريب” وحكاياتها. امتاز النص الروائي بمسحة شعرية واضحة وحفل بتصوير إنساني لمشاعر الشخصية الرئيسة وشخصيات النص مثل “لمياء” و “الأحمق” و “الأنا” الساردة التي ترتبط بهذه الشخوص ضمن مواقف فلسفية وإنسانية مهمة. انطلقت “الرحالة” من مقدمة يقول فيها السارد “رحال أنا.. أجوب الكون فحسب، بحثاً عن الجديد.. رغبتي هي معرفة ما لم أعرف، ورؤية ما لم أر، لا أدري متي كانت رحلتي، ولا أدري حتى ما كان اسمي آنذاك، إني لا أذكر سوى اسم واحد.. اسم الرحالة”. ومن هذا النص الصغير يحسم خالد الجابري أي تكهن بانتساب الفرد “الأنا” بالاسم أو بالزمان أو بالمكان وإنما هو “رحالة” لا يتوقف عند الذات المنتسبة إلى الأشياء أو إلى المكان المحاصر بالحدود أو الزمان المنقطع بالحكاية، وبالوقت المحدد، إنه خارج هذه الأنظمة التي لا يتذكرها. اشتملت الرواية على فصول عدة حملت أسماءً وهي “الغريب” و “الأحمق” و “نجوم” و “حساء” و “فلنرسم” و “عدسة مكبرة” و “هلوسة” و “لمياء” و “حيرة” و”كآبة” و “موت”، وفي جميع هذه الفصول ترى امتزاجاً فنياً للرواية بمعناه البنائي والقصة القصيرة بمعناها الحكائي، ولكن تبقى شخصية “الغريب” هي الجامعة لكل حكايات هذه النصوص (الفصول)، حيث يتحول الغريب إلى ضمير متنقل هو الوحيد الذي يرى العالم كونه جمع الترحال كله في “الرحالة”، لذا يقول “ما زلت أسافر وأترحل في أعماق الوجود، وسأظل أنتظر ذلك اليوم الذي سترتطم فيه مركبتي في جدار اللانهائية، وما زال نجم الرحالة يلمع في السماء كأنما يقول في فخر: “أنا نجم الرحالة”. في هذا النص لخص خالد الجابري حكاية الرحالة وارتباطه بالمجهول الذي يبحر وراءه، متنقلاً في الزمان والمكان وبذلك لا يملك اسماً محدداً كونه العالم كله.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©