خبير عالمي يؤكد إمكانية إحياء الأفلاج القديمة بواحات النخيل في العين

أكد خبير عالمي إمكانية إحياء الأفلاج القديمة في واحات النخيل في العين واستحداث أفلاج جديدة وفق أسس علمية تقوم على الاستفادة من التاريخ الشفهي وتوظيف التقنيات الجديدة المتقدمة في تفعيل هذه المصادر التقليدية وتطوير استخداماتها والمحافظة عليها. وطالب البروفيسور كريستوف ماوش نائب رئيس الجمعية الأوروبية لتاريخ البيئة الذي قام على رأس فريق علمي يضم باحثين من جامعة الامارات أمس الأول بزيارة تفقدية لبعض الأفلاج في العين بتكثيف الدراسات العلمية حول مصادر المياه التقليدية المتمثلة في الأفلاج بما يساهم في توفير كميات إضافية من المياه. وعبر ماوش خلال الزيارة عن خالص دهشته واعجابه بهندسة أفلاج المياه بواحات العين، لافتاً إلى أنها صممت بطريقة محكمة ودقيقة بحيث يمكنها الاحتفاظ بالمياه ونقلها لمسافة تزيد على 13 كيلومتراً من دون أن تتعرض لعوامل البخر وللبكتريا الضارة وغيرها من الملوثات. وأشار نائب رئيس الجمعية الأوروبية لتاريخ البيئة إلى أن الهندسة التي قامت عليها الأفلاج في واحات العين تنم عن البراعة والمهارة الكبيرة التي يتحلى بها الذين حفروها ونجحوا في توظيفها بالصورة المثلى ما جعلها تستمر حتى الآن كمصدر رئيسي للري لتزويد الواحات باحتياجاتها من المياه. وقدم سلطان الكويتي خبير الافلاج ببلدية العين ومبارك العميمي رئيس قسم الواحات بالبلدية شرحا وافيا للخبير العالمي والوفد المرافق حول مراحل حفر الفلج ومصادره ومساراته وهندسته واستخداماته، بالاضافه الى كيفية صيانته وتطويره باعتباره يشكل مصدراً أساسياً للمياه. من جهتها أوضحت دورثي زيسلر رئيس قسم التاريخ والآثار بجامعة الامارات أن زيارة نائب رئيس الجمعية الأوروبية لتاريخ البيئة للافلاج في الواحات تأتي في اطار جولة يقوم بها حاليا في عدد من بلدان الشرق الاوسط في إطار خطط وبرامج عمل الجمعية الرامية التي دراسة مصادر المياه التقليدية في العالم في ضوء التاريخ الشفاهي. ولفتت زيسلر الى أن الخبير العالمي الزائر يعتبر من الباحثين القلائل في العالم الذين يركزون جهودهم البحثية بمجال إعادة تطوير واستخدام موارد المياه التقليدية، خاصة في البلدان التي كانت تعتمد بشكل أساسي على هذه المصادر وحتى وقت قريب. وأضافت زيسلر أن الكلية تركز جهودها البحثية الآن بالتعاون مع الجهات والمؤسسات العلمية المعنية في الداخل والخارج حول مدى إمكانية إحياء الأفلاج القديمة في الواحات من خلال توظيف التاريخ الشفاهي واستحداث أفلاج أخرى جديدة وفق أسس علمية لخدمة المجتمع المحلي. وأضافت زيسلر أن الخبير العالمي الزائر أعطى آمالاً كبيرة في إمكانية إحياء الأفلاج القديمة في العين التي أثارت فضوله وإعجابه لأنه لم يكن يتخيل أبداً أن تحتوي الجبال الصخرية الوعرة الموجودة بمنطقة مزيد على منابع لأنهار اصطناعية تتدفق لمسافة تزيد على 13 كيلومتراً لتغذي الأفلاج بالمياه التي تروي واحات النخيل. وعقد الخبير العالمي ورشة عمل مع الباحثين والمهتمين بكلية العلوم الانسانية طرح خلالها تفاصيل وآليات تطبيق رؤيته الخاصة بإحياء مصادر المياه التقليدية القديمة اعتمادا على الروايات الشفهية. واستعرض الخبير خلال الورشة التي حضرها كل من الدكتور يحيى محمود والدكتور أحمد السري من قسم التاريخ بجامعة الامارات نتائج الدراسات التي قامت بها الجمعية الأوروبية لتاريخ البيئة في عدد من البلدان والتطبيقات العملية التي تمت للإفادة من تلك الدراسات في تحقيق التنمية المنشودة في مجتمعاتها والتغلب على مشكلة نقص المياه. وناقش الخبير على هامش الزيارة مع الدكتور دونالد بيكر عميد كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة الإمارات الترتيبات اللازمة لتنفيذ سلسلة من الدراسات والابحاث الرامية إلى تطوير مصادر المياه التقليدية القديمة باستخدام الوسائل والتنقيات الحديثة اعتماداً على الروايات الشفهية لتفعيل الجهود الرامية إلى مواجهة مشكلة نقص المياه.