الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

ما الذي ينبغي على الشركات الخليجية مراعاته عند توسعة أعمالها بأوروبا؟

ما الذي ينبغي على الشركات الخليجية مراعاته عند توسعة أعمالها بأوروبا؟
6 أكتوبر 2014 21:15
بقلم: توم مارشبانكس كان عام 2014 مميزاً لاسكتلندا – فقد شهد التصويت على الاستقلال وتنظيم دورة ألعاب الكومنولث، وكأس رايدر للجولف، وهي مناسبات كافية لجذب اهتمام غير مسبوق من أنحاء العالم، ووفرت منبراً عالمياً للترويج لاسكتلندا وما في جعبتها من عروض ومنتجات وتسهيلات. ولكن الشركات الخليجية كانت قد وجهت أنظارها نحو اسكتلندا قبل وقت طويل من هذا النقاش المحتدم على الساحة السياسية الاسكتلندية بشأن احتمالات استقلال اسكتلندا وأزمة ديون منطقة اليورو. ‏? وهناك الكثير من العلامات التجارية التي تتطلع للمزيد من التوسع خارج منطقة مجلس التعاون رغم صعوبة استهداف منطقة عالمية جديدة. وعلى الرغم من تعدد لغات شعوب أوروبا واختلاف مناطقها الزمنية وعملاتها وتوجهاتها السياسية، فإنها تحتضن قاعدة غنية من المستهلكين، والقوى العاملة الماهرة، والقطاعات التكنولوجية المتطورة والمبتكرة، بحيث لا يمكن التغاضي عن هذه المنطقة؛ لذا فإن الشركات الخليجية ستكون مقبلة على فرص وفيرة إذا ما تجهزت بالموارد والأدوات المناسبة. ‏? من جانب آخر، فإن الشركات الخليجية ليست مضطرة للعمل بمفردها عند دخولها أسواق أوروبا. ‏? ?بل ?إنها ?ستلقى ?ترحيباً ?كبيراً ?من ?قبل ?شركات ?الاستثمار ?الخارجي ?الأوروبية، ?والتي ?يمكن ?أن ?تكون ?مصدراً م?هماً ?لأي ?شخصية ?تجارية ?تحتاج ?لتكوين ?فهم ?أفضل ?عن ?حقائق ?وخبايا ?الاستثمار ?الأجنبي ?المباشر. ? وبصفتي المدير الإقليمي لهيئة التنمية الاسكتلندية الدولية في الشرق الأوسط، فقد أتيحت لي الفرصة للعمل مع العديد من شركات المنطقة التي تستفيد من العديد من المزايا التي توفرها اسكتلندا بما فيها البنية التحتية الممتازة، والكوادر الحاصلة على مؤهلات علمية عالية، واللغة المشتركة. وهناك علاقات تجارية وطيدة قائمة بالفعل بين دولة الإمارات العربية المتحدة واسكتلندا، حيث تستورد الإمارات ما قيمته 807 ملايين دولار أميركي من المنتجات الاسكتلندية. وسواء قامت الشركات الخليجية بالتوسع في اسكتلندا أم لا، فإنه ينبغي لها أولاً ترتيب أولويات معاييرها فيما يتعلق بالاستثمار الخارجي وتحديد أهداف أنشطة أعمالها على المديين المتوسط والطويل. ‏? ?وبعد ?التأكد ?من ?ذلك، ?يأتي ?التعاون ?مع ?شركات ?الاستثمار ?من ?أجل ?التفاهم ?والتغلب ?على ?أي ?عقبات ?قائمة (?أو ?محتملة). عادة ما تكون المخاوف التي تفصح عنها الشركات تتعلق بقوانين العمل، وتوافر مراكز الصناعة وخطوط النقل، والتكلفة الإجمالية لمزاولة الأعمال في أوروبا (مثل رواتب الموظفين، وتكاليف إيجارات العقارات، والضرائب، وغيرها)، مع العلم بأن الضرائب ليست عاملاً أساسياً في هذا الإطار. ويعتبر الحصول على الكوادر الماهرة عنصراً رئيسياً لكل شركة تتطلع للاستثمار في الخارج. ومثال على ذلك كلية آل مكتوم للتعليم العالي في مدينة دندي باسكتلندا التي أسسها سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي ووزير مالية دولة الإمارات العربية المتحدة في فبراير عام 2013، التي تشكل رؤية سموه للتعددية الثقافية جوهر الفلسفة التي قامت عليها الكلية. وقد درّبت هذه الكلية 48 طالبة إماراتية، وتهدف إلى إعداد الطلاب للبحث في القضايا العالمية المعاصرة للتعددية الثقافية لمصلحة المجتمع، والقيادة، والمشاركة الثقافية والتوعية العالمية. ولطالما كان توافر الخبراء في مجال التعليم في اسكتلندا شرطاً مسبقاً لقرار الاستثمارات الحكومية في الإمارات. وشكلت هذه الحقيقة نقطة جذب لسمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم. إن المستوى التعليمي التاريخي لاسكتلندا والدعم المالي من حكومتها لعبا أيضاً دوراً في تشجيع قرار دولة الإمارات للاستثمار في اسكتلندا. بغض النظر عن المخاوف ذات الطابع العملي، فإن الشركات الخليجية الراغبة بمزاولة الأعمال في أوروبا غالباً ما تشعر بالقلق إزاء الفروق الثقافية غير الملموسة. ‏? ?وفي ?هذا ?الصدد ?يأتي ?دور ?الهيئات ?الحكومية ?المحلية ?التي ?يمكنها ?أن ?تساعد ?المستثمرين ?في ?تكوين ?فهم ?أفضل ?للقطاعات ?التجارية ?الذي ?يمكن ?أن ?يزاولوا ?أنشطتهم ?فيها. ومن شأن هذا الدعم الذي تقدمه الهيئة للشركات الخليجية إزالة المخاطر التي تكتنف الاستثمار المحتمل. ‏? ?ويمكننا ?توفير ?معلومات ?أساسية ?قد ?لا ?تتوافر ?لدى ?المديرين ?التنفيذيين ?حول ?تكاليف ?رواتب ?الموظفين، ?والاختيارات ?الخاصة ?بالممتلكات، ?وتوفر ?المواهب ?فضلاً ?عن ?معلومات ?تحليلية ?حول ?البيئة ?الإجمالية ?للأعمال، ?كما? ?بإمكاننا ?أيضاً ?تيسير ?التعرّف ?إلى ?أعمال ?تجارية ?قائمة ?في ?السوق. وتعد شركة أبوظبي الوطنية للطاقة (طاقة) نموذجاً لمثل هذه الشركات التي استفادت من خبرات «الهيئة»، حيث وسعت (طاقة) عملياتها القائمة بتشغيل خمس منصات يجري فيها إنتاج النفط والغاز من 13 حقلاً في منطقة بحر الشمال، وتوظف 600 فني وخبير في أبردين إلى جانب 1500 متعاقد آخر. وقد أجرت ?هيئة ?التنمية ?الدولية ?الاسكتلندية ?تقييماً ?مستقلاً ?لأنشطتها ?ووجدت ?أن ?ما ?نسبته ?50% ?تقريباً ?من ?المستثمرين ?أكدوا ?أنهم، ?استطاعوا ?الالتقاء ?بعملاء ?وشركاء بفضل هذا ?الدعم. كما يوضح تحليلنا أن الشركات التي ساعدتها الهيئات الحكومية الاسكتلندية وفرت أجوراً أعلى، وفرص عمل أكثر، ومعدلات أرقام إنتاجية أعلى، كما أن معظم هذه الشركات كانت تقوم بالمزيد من الأبحاث والتطوير بشأن القيام بتوسعة مجموعة منتجاتها. إن أفضل نصيحة لأي شركة خليجية تفكر في الاستثمار في أوروبا هو القيام بما هو أفضل لأعمالها التجارية أولاً. ‏? ?كما ?يجب ?أن ?تكرّس ?وقتاً ?كافياً ?للبحث ?وتحديد ?معاييرها ?وترتيب ?أولوياتها ?للاستثمار ?الخارجي، ?بالإضافة ?إلى ?التعاون ?من ?كثب ?مع ?الهيئات ?المحلية ?المعنية ?لتحديد ?ما ?يمكن ?للبلد ?أو ?المنطقة ?تقديمه ?مقابل ?هذه ?المعايير. ? ?كما ?أن ?تطوير ?تحالفات ?إستراتيجية ?مع ?الشركات ?الخليجية ?التي ?نجحت ?في ?دخول ?السوق ?الأوروبي، ?أو ?الشركات ?الاسكتلندية ?التي ?طورت ?بنجاح ?علاقات ?مع ?شركات ?خليجية، ?يمكن ?أن يكون مفيداً. المدير الإقليمي لهيئة التنمية الاسكتلندية الدولية في الشرق الأوسط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©