الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الناظرة والتلميذ

24 فبراير 2008 00:30
الحكم في أي قضية يتطلب الاستماع إلى كل الأطراف·· والاستثناء الوحيد هو الاعتراف باعتباره سيد الأدلة، ومحدثتي التي شنت هجوماً عنيفاً على الحب والمحبين اعترفت من حيث لا تدري بأنها أول من أساء إليه، اعترفت بأن الحب بريء من انهيار حياتها، من فقدان زوجها، من تدمير أحلامها· محدثتي أطالت في شرح مظاهر تعلق زوجها بها منذ أن قابلها للمرة الأولى في مدرجات الكلية العملية، تحدثت عن صريع النظرة الأولى، عن كلمات الإعجاب التي كان يحاصرها بها، عن انبهاره بجمالها الفتان الساحر· وأبداً لم تتحدث عن نفسها، عن مشاعرها تجاهه، عن وعودها له إن كانت قد وعدته، عن لهفتها إلى لقائه إن كانت تشعر بها، عن شوقها للاستماع إلى صوته إن كانت تشتاق إليه· الحب بالنسبة لمحدثتي، كما تخيلته وارتضت به ثم لعنته، تيار متدفق من المشاعر في اتجاه واحد، الحب عطاء من الآخر وحده· هو أحبها بصدق، وهي تعالت عليه أو منت عليه بالرضا· هو تصور أن الأمور سوف تختلف عندما يغرقها بحنانه وعطائه، عندما يشقى ويكد ويجتهد لأجلها، عندما يلبي رغباتها، عندما يمنحها الأمان، وهي تصورته تلميذا في مدرسة هي فيها الأستاذ والناظر، عليه أن يثبت كل يوم تفوقه في إرضائها، عليه أن يحصل كل يوم على الدرجات الكاملة في موضوع الإنشاء الوحيد الذي لا تعرف غيره، التغزل في محاسنها، نظم القصائد في مفاتنها، عليه أن ينجح كل يوم، وليس مطلوباً منها سوى تقييم عطاياه، ورصد أخطائه التعبيرية· هو أخذ بيديها إلى الأمام، وهي شدته بقوة وقسوة إلى الخلف، أراد أن يكون رجلاً مسؤولاً وأرادته عابداً ناسكاً في محراب جمالها· وعندما ثار على واقعه المؤلم اعتبرت ثورته خروجاً على النص، لعنته ولعنت الحب الذي لم تشعر به أبداً، لعنت الحياة الزوجية التي أخطأت فهمها· أبو أمنية alhefnawi@yahoo.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©