الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

سحر التكنولوجيا وأخطارها

5 فبراير 2018 21:07
في الخامس من يوليو 2012 أعلنت هيئة البورد الضامنة لقوانين اللعب في الاتحاد الدولي لكرة القدم، أن تكنولوجيا خط المرمى ستستخدم في مونديال 2014 في البرازيل بعد بطولتين ينظمهما الفيفا.. وكان من أسباب الأخذ بهذا النظام التكنولوجي هو ذلك الجدل الذي أثير في مباراة ألمانيا وإنجلترا في دور الثمانية بكأس العالم 2010، عندما لم يحتسب الحكم هدفاً للانجليزي فرانك لامبارد لعدم رؤية الكرة تتجاوز الخط.. والواقع أن عدم احتساب أهداف تخطت خط المرمى من ظواهر الأخطاء التحكيمية التاريخية المتكررة، ومازال يقال حتى اليوم إن منتخب إنجلترا أحرز مونديال 1966، بهدف مشكوك في صحته في مرمى ألمانيا. «عين الصقر».. نظام معروف يحدد تجاوز الكرة خط المرمى من عدمه، ويمكن قبول هذا النوع من التكنولوجيا لأنه لا يعطل اللعب ولا يفسد اللعبة ولكنه يجعلها أكثر عدلاً.. لكن بدعة استخدام الفيديو لتحديد صحة أهداف وصحة ضربات الجزاء وصحة الفاولات من الأخطار التي تهدد صناعة كرة القدم وحيويتها وسرعة إيقاعها.. وهنا قد يكون العدل مضموناً، إلا أن توقف اللعب، ومراجعة الفيديو بات أمراً يلغي دور الحكم وبراعة وقدرات هذا الحكم، ومسؤولية هذا الحكم أيضاً.. فالحكم النجم هو صاحب القرارات العادلة الصادرة في توقيتاتها الدقيقة والسريعة. وتلك التكنولوجيا بقدر ما تعطل اللعب سوف تقضي مستقبلاً على الحكم القدير والمتميز.. إن أخطاء الحكام جزء من لعبة كرة القدم. وجزء من الجدل الذي يثار حول كرة القدم. وربما منذ تحولت اللعبة إلى ظاهرة رياضية وحضارية واجتماعية وسياسية واقتصادية، بما تحققه الفرق من أرباح من خلال شركات الرعاية والإعلانات والجوائز أصبحت الحاجة إلى مزيد من العدالة أكثر إلحاحاً.. لكن ماذا عن جوهر اللعبة والصناعة؟! إن حكام كرة القدم يحاكمون الآن بعشرات الكاميرات، وفى الاستديوهات التحليلية ترى المحللون يجلسون على مقاعد وثيرة، ويطلبون إعادة اللعبة من عدة زوايا، وبسرعات بطيئة لإقرار مدى صحة قرار الحكم، بينما هو لا يملك هذا الترف إطلاقا وعليه أن يصدر أحكامه في لمح البصر.. لست ضد التكنولوجيا بالقطع، فالعلم ساهم بتطوير الرياضة، وتطوير صراع الإنسان ضد الزمن والمسافة، والعلم الآن يسمح بالتصوير من زوايا جديدة بواسطة طائرات بدون طيار، وتقنيات تشعر المرء أنه جالس في الصف الأول في الملعب.. إذن للتكنولوجيا سحرها وللتكنولوجيا أخطارها أيضاً..
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©