الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دَوَّى نـَذيرُ بـَنِي نـَهْـيانَ مـُنصَـلتـا ً

دَوَّى نـَذيرُ بـَنِي نـَهْـيانَ مـُنصَـلتـا ً
22 سبتمبر 2011 02:04
هذي بحَارُكَ تـَطويها مَراكبـُها تـَخْلـُو المَراسي، وَفي صَمتٍ تـُراقبُها سـَبعينَ عاما ًملأتَ الماءَ أشْرِعـَة ً وَرُحـْتَ تـَرنـُو مَتى تـَأتي ذواهبـُها يا ناثـرَ العـُمْرِ وَسـْط َ الرِّيح ِأجـْنِحَة ً أتــَرتـَجي أن يـَؤوبَ الآنَ آيـِـبـُها؟ وَهـَبْ أتـَتْ ريـشـَة ٌمِنهـا عـلى خـَطـَأ ٍ فـَهـَلْ تـَعي أنََّ هـذا الـشـَّيخَ صاحبـُهـا؟! يا راكبا ًصَهـْوَة َ السـَّبعينَ مـُنـْكرَة ً أن يـَطـْمـَئِـنَّ عـلى الـسَّـبعـين راكـِبـُها كـُنـَّا على الـدَّهـْرِ فتـْيانا ً نـُغـيـرُ بـِها وَلـَّى فـَتاها، وَظـَلَّ الآنَ شائبـُها وَما تـَزالُ بنا تـُغري أعنــَّتـَها وَألـْفُ تــَوْق ٍ إلى الماضي يـُجاذِبـُها أكـُلـَّما النـَّفسُ شاخَتْ، والتـَوَى غـُصُنٌ مِنـْها بكـَفِّ الرَّدى، جـُنـَّتْ رَغائـِبـُها؟ خَوفا؟.. أم الرُّوحُ كالعـَنـْقاءِ تـَنهَضُ مِن رَمادِها كـُـلــَّما شـَبـَّتْ لـَواهـِبـُها؟! يا مُسْرِعَ الخَطـْو ِلـِلسَّـبعِـين، أوجَعُها أنَّ الطـُّفـُولــَة َما زَمـَّتْ حـَقائـِبـَها ما زالَ فينا أخـُو لـَـثــْغ ٍتـُشـاغبُه وَما يـَزالُ بنا طفلٌ يـُشاغـبـُها! إذا بـِـهِ فـَجـْأة ًشـَيخا ًيـَمـُرُّ بها على حـَياءٍ، فـَتـُبـْكيه ِمـَلاعبـُها! اللـَّهَ.. كم دَهـْشـَة ً كـانـَتْ تـُؤرِّقــُنا سـَنامُها صارَ للذكرى وَغارِبـُها! اللـَّهَ.. كـَم فـَرَحا ًعشـْنا لـَه ُ وَبه أمسـَى دُمُوعا ًعلى هـَوْن نـُغالبـُها! هذا هـُوَ العـُمـْرُ.. أنهارٌ مُشـَعشِعـَة تـَجْري بـِنا، دونَ أنْ نـَدري، زَغارِبُها عَجْلى، وَفي لحْظـَة ٍنـَرنـُو لـَها جَـزَعا مـُسْـتـَغـْربـِيـنَ.. مَتى جَـفـَّتْ مَسارِبُها؟! نـَكادُ نـَبْـكي عـلى ساعاتِ وَحْـشـَتـِنا لـَو نـَحـْوَ ذاكَ الشـَّجَى عادَتْ عـَقارِبُها! عـَفـْوَ الإماراتِ.. إنـَّي جـِئـتُ زائـِرَهـا وَرَحـَّبـَتْ بي، فـَهـَزَّتْ بـِي مَراحبـُها جـُذوعَ كـُلِّ نـَخـِيل ِالعُـمْرِ فارتـَبـَكـَتْ واسَّـاقـَطـَتْ حَـشـَفـا ًيَـدْمَى ذوائـِبُهـا! أسائـِلُ النـَّفـسَ أحيانا ًعلى مَضَض أوجـَاعـُـنا مـَنْ لـَها إلا أقارِبـُها؟ حَـتـَّى إذا لاحَ لي عَـتـْبٌ على وَطـَني طـَوَيـْتُ نـَفسي عـلى نـَفسي أعـَاتـِبـُهـا! يا أهْـلـَنا، لـَم تـَزَلْ بـَغـدادُ مُشْـمِسَـة وَما تـَزالُ بـِها غــُرَّا ً مـَنـاقبـُها واللـَّه ما حـَدَّبـَتْ يـَوما ًمـَآذِنـُها وَلا شَناشِيلـُها قامـَتْ حَرائـِبـُها ما زالَ دَجلـَة يـَجري زاخِرا ً أنفا وَكـُلُّ أمواجـِه تـَعْلـُو غـَوارِبـُها والجـِسْـرُ، ما عـَبـَرَتـْه ُعـَيْنُ عاشِـقـَة إلا رأتْ عـَيـْنَ مـَعشـُوق ٍتـُداعبـُها! وَما يـَزالُ لـِقاماتِ النـَّخـيل بها ذاكَ الشـُّموخ ُ إذا جئنا نـُخاطبـُها تـَحْنو وَلا تـَنـْحَني، لكـنْ تـُقــَرِّبـُـنا حـَـتـَّى تـُلامسـَنا حـُبـَّا مـَناكـِبـُها! يا أهلـَنا لـَم تـَغـِبْ رُوحُ الضِّياءِ بنا لكنـَّها لـَيْلـَة ٌغابـَتْ كـَواكبـُها يا ما ألـَمـَّتْ بـِنـا ظـَلماءُ مـُوحِشة وَجاوَزَتناثــَقيلاتٍ رَكائـبـُها وَظـَلَّ حِمْرينُ مـَزهـُوّا بهـَضْبـَته لم تـَحْن ِهاما، وَلا مالـَتْ جَوانـِبـُها هِيَ الـرِّيـاحُ.. دَرَجْنا في عـَواصِفها أفراخـُنا وَسْطـَها تـَنـْمـو أزاغِـبـُها حـتـَّى غـَدَوا عـِندَما تـَدمَى قــَوادِمُهُم فـَلـَيسَ إلا صَفـيرُ الرِّيح ِعاصِبـُها! وَللإماراتِ فينا غـَيْـمَـتــَا شـَـرَفٍ وَنـَخـْوَة لـَم تـَزَلْ تـَهْـمِي سـَواكـِبـُها أيـَّامَ كـُلُّ ظـَلام ِالأرض ِحـَفَّ بـِنا وَصُوِّبـَتْ بـَيـْنَ عـينينا رَواعبـُها وَلــَمَّ كـُـلُّ أخ أذيالـَه ُ فـزَعا وَأخـْرَسَـتْ كـُلَّ ذي قـُربَى عـَواقـِبُها دَوَّى نـَذيرُ بـَنِي نـَهْـيانَ مـُنصَـلتـا لقـَبْضَة الـمَوتِ فاسْـوَدَّتْ مَخالـِبُهـا ما راعَـه أنْ تـَحَدَّى الغـُولَ مُنـْفـَرِدا وَأنَّ كـُلَّ الدَّبـَى هِيـجَتْ ذنـائبـُها بَلْ قالَ: لا.. وَهوَ يـَدري أنـَّها عـَنـَتٌ وَمحْنة ٌ قـَلَّ فينا مـَنْ يـُواثبـُها وَما تـَزالُ لـَه ُكـَفٌّ، وَعـَـيْـنُ هـَوَىً حـَتـَّى مـَعَ الهـَمِّ لا يـَنـْحَط ُّ حاجبُها! إذا عـَدَدْنـا نـُفـوسَ النـَّاس ِأجْـمَعِهم نـُـفوسُ أعْمامِـنا هذي نـَجائبـُها! وَيا بـَنِي عـَمِّـنا.. تـَبْقـَى مـُروءَ تـُنـا تـُقِيلـُنا ما خـُطانا لابَ لائِبـُها إنـَّا، وَقـَد أزْمَنـَتْ فِينا الجراحُ، غـَدا يـَنالُ مَخـْضُوبـُها منـَّا وَخـاضبـُها وَنحنُ نـَدفـَعُ عَن هـذا، وَنـَدفـَعُ ذا وَنـُمْسِـكُ الـنـَّفـسَ لا تـَطغـَى لـَواغـِبـُها مـُؤمِّـلِـينَ مَـتى الأرحامُ في وَطـَني تـَغـْفـُو وَلـَو لـَحْظـَة فيها رَواسِبـُها أمْ أنَّ أرحامـَنا لا تـَطـْمَـئـِنُّ بـنا إلا إذا عـَشْعَشَتْ فيها مَصائبـُها؟! اللـّه َيا وَطـَنـا ًتـَمشِي الـشِّـفـارُ على أضلاعه مُطـْمَئِنـَّاتٍ مضارِبـُها! اللـَّه َيا وَطـَنا ً تـَبقى الرقابُ بـِه مَحـْطـُوبـَة كـُلــُّها، والكـُلُّ حاطِـبـُها! اللـَّه يا وَطـَنَ الأوجاع يا وَطـَني هذي النـُّفوسُ مَتى تـَصْحـُو خرائـِبُها؟! * مهداة إلى وقفة شرفٍ ونخوةٍ وقفها للعراق ذات يوم، المغفور له الشيخ زايد آل نهيان رحمه الله، وكتبتْ القصيدة ُفي نفس اليوم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©