الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

فرنسا تلتزم الغموض في دعم «المناطق المحررة»

فرنسا تلتزم الغموض في دعم «المناطق المحررة»
9 سبتمبر 2012
باريس (أ ف ب) - بدأت فرنسا تقديم مساعدة إنسانية إلى مناطق سورية أضحت تحت سيطرة المعارضة المسلحة التي تزودها بتجهيزات لا تشمل السلاح، لتبقي بذلك على حالة من الغموض بشأن التطورات المقبلة خصوصاً بشأن انخراطها عسكرياً في النزاع. وسلكت فرنسا هذا الاتجاه بسبب عدم التوصل إلى حلحلة المأزق الدبلوماسي في مجلس الأمن الدولي حيث تعارض روسيا والصين أي قرار ملزم للنظام السوري. وتم رفع المساعدة الإنسانية إلى ثمانية ملايين يورو وإحصاء خمس مناطق “محررة” في سوريا وشرقها للإفادة منها أولاً. ويعيش في هذه المناطق نحو 700 ألف نسمة من نحو 21 مليون سوري وهي لا تزال عرضة لمخاطر قصف الجيش السوري. لكن السؤال المطروح هو هل يمكن أن تتطور هذه المساعدة إلى تزويد للمعارضة المسلحة بأسلحة دفاعية؟. وقال دبلوماسي فرنسي في إجابته عن ذلك، “إن فرنسا تعمل بجدية كبيرة بهذا الشأن”، وأضاف “هذه ليست من المواضيع التي نهملها، لكن الإجابة بالغة التعقيد، ولاتخاذ قرار محتمل بهذا الخصوص الأمر يستدعي وقتاً”. وتابع قائلاً: “إن المساعدة الفرنسية هي محض مدنية”، قبل أن يستطرد مضيفاً “في هذه المرحلة”. ويخضع تزويد سوريا بالسلاح منذ مايو 2011 إلى حظر فرضه الاتحاد الأوروبي تم تعزيزه في يوليو 2012. وعلاوة على ذلك، فإن الحذر يفرض نفسه في ضوء التجربة الليبية، حيث وصلت الأسلحة التي زودت بها الدول الغربية معارضي نظام القذافي إلى مجموعات مسلحة في منطقة الساحل الأفريقي. وأشار الأكاديمي اللبناني جوزف باحوط الأستاذ في معهد الدراسات السياسية بباريس إلى خطر التورط في سوريا من خلال ما وصفه بأنه “تدرج في العمل السياسي العسكري السري” دعماً للتمرد السوري. وقال باحوط “الأمر ليس حكراً على فرنسا فمنذ بضع أسابيع بدأ مجمل الغربيين يدرك أن السلاح سيحسم نهاية أو أمد الأزمة”. وأضاف “واشنطن ولندن وباريس وأنقرة قررت أن تنخرط بصورة كبيرة”، وذلك خصوصاً خشية وجود مجموعات متطرفة بين المقاتلين ضد نظام الرئيس بشار الأسد. وأشار مثلاً إلى إقامة “مركز قيادة مشترك” في أضنة جنوب تركيا في الآونة الأخيرة يضم إضافة إلى تركيا، الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية وقطر. وقال “إن جهود توحيد كتائب الجيش السوري الحر، هي مبادرة غربية”. وتشارك فرنسا في المناطق “المحررة” في بناء مستشفيات سرية ومخابز التي أضحت أهدافاً للجيش النظامي، وتقدم مساعدة غذائية ودوائية ومعدات طبية. وتقدم مساعدة مالية لتنفيذ مشاريع خدمات أساسية في هذه البلدات مع متابعة مشاريع البناء للتأكد من عدم صرف المال في غير موضعه. كما تقدم فرنسا للمعارضين وسائل اتصال ومناظير ليلية، وهي ليست الدولة الوحيدة التي تفعل ذلك.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©