الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«طالبان» تحرر 100 من قادتها من سجن بوسط أفغانستان

«طالبان» تحرر 100 من قادتها من سجن بوسط أفغانستان
14 سبتمبر 2015 22:01

قام عناصر من حركة «طالبان» بتحرير مئات المعتقلين الذين يشتبه بأنهم مقاتلون اليوم الاثنين، إثر هجوم دموي على سجن بوسط البلاد وبفضل نفق بطول كيلومتر استغرق حفره أشهر عدة لتسهيل عملية الفرار الجماعي. واستهدفت العملية سجن ولاية غزنة، وتعيد للأذهان هجوما مماثلا في 2011، عندما أطلقت «طالبان» سراح 500 مقاتلا بولاية قندهار، معقل المتمردين، وهو ما وصفته السلطات المحلية آنذاك بأنه «كارثة» أمنية.

وقال مساعد حاكم ولاية غزنة محمد علي أحمدي إنه في وقت باكر صباح اليوم «هاجم 6 من متمردي طالبان يرتدون بزات عسكرية سجن غزنة حيث فجروا أولا سيارة مفخخة أمام البوابة ثم اطلقوا صاروخ آر بي جي قبل اقتحام السجن». وتابع أحمدي أن 352 معتقلا على الأقل لاذوا بالفرار فيما أعلنت الداخلية الأفغانية أن العدد يقارب الـ 400 بدون أن تتمكن من توضيح هوية المعتقلين الذين تم تحريرهم.

وأشار مسؤولون آخرون إلى أن هذا الهجوم الواسع النطاق أوقع 4 قتلى من عناصر الشرطة الأفغانية و7 جرحى. وأشار باز محمد همت مسؤول المستشفى المدني في غزنة إلى أن 14 جريحا، 10 من عناصر الأمن و4 سجناء، نقلوا إلى المستشفى للعلاج.

وسارعت «طالبان» إلى تبني الهجوم مؤكدة نقل عشرات المعتقلين إلى مناطق خاضعة لسيطرتها. وأعلن المتحدث باسم الحركة في بيان أن المتمردين سيطروا بنجاح على السجن في وقت مبكر اليوم بعد ساعات من المعارك. وأضاف أن المعتقلين، وكلهم من المتمردين، وبينهم 100 قائد، سلكوا بعدها نفقا «بطول كيلومترا» حفروه على مدى «خمسة أشهر» بهدف الفرار من السجن. وتابع «في هذه العملية أطلق سراح 400 شخص من مواطنينا، كلهم أبرياء. ونقلوا إلى مناطق خاضعة لسيطرة المجاهدين».

ويأتي هذا الفرار الجماعي في وقت كثف فيه المتمردون هجماتهم ضد القوات الحكومية والأهداف الأجنبية على أمل ترسيخ سلطة قائدهم الجديد الملا أختر منصور الذي لم يحظ تعيينه سريعا بإجماع المتمردين، بحسب ما يرى محللون.

وفي هذا الإطار، دعا ابن الملا عمر مؤسس حركة «طالبان» الأفغانية في تسجيل صوتي إن إلى وحدة الصف بين مقاتلي الحركة، مؤكدا أن والده توفي بأسباب طبيعية، ليبدد الشائعات بشأن الوفاة الغامضة في ظل نزاع على قيادة الحركة.

وقال الملا محمد يعقوب الابن الأكبر للملا عمر في تسجيل صوتي نشر مساء أمس الأحد وأكدته مصادر في طالبان «أريد أن أؤكد لكم أنه توفي بشكل طبيعي». وتابع «كان مريضا لبعض الوقت لكن حالته تدهورت. استشار الأطباء ويبدو أنه كان يعاني من التهاب الكبد الوبائي سي».

وتابع قوله «ظل في أفغانستان حتى بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة لأفغانستان. وتوفي ودفن هناك». ورفض يعقوب في الشريط، وهو أول تسجيل علني له، فكرة أن والده عين خليفة فيما يبدو ضربة موجهة لمنصور. وقال «لم يعين أحدا خليفة له».

ودعا إلى وحدة صف مقاتلي الحركة قائلا «إذا كانت الوحدة ستتحقق بموتي فأنا على استعداد لتنفيذ عمل انتحاري. نحن على استعداد لتنفيذ أي أمر يصدره المجلس لنا. نحن على استعداد للعمل بأي صفة سواء كانت على مستوى رفيع أو مستوى منخفض».

ويهدد النزاع داخل «طالبان» عملية سلام هشة مع الحكومة الأفغانية وقد يفتح المجال أمام تنظيم «داعش» لتوسيع رقعة نفوذه. وأكدت «طالبان» في يوليو الماضي رسميا أن الملا عمر توفي منذ أكثر من عامين ونصف العام بعد أن سربت المخابرات الأفغانية الخبر. وفي اليوم التالي اختير الملا منصور نائب عمر خلفا له في اجتماع عقد على عجل.

والمعروف عن منصور أنه بارع في التكتيك الحربي ويتمتع بدعم بعض من أقوى القادة الميدانيين في الحركة كما يتمتع بعلاقات طيبة مع باكستان التي كثيرا ما توجه لها اتهامات بدعم المتشددين. لكن استعداد منصور للانضمام لمحادثات السلام التي تدعمها باكستان مع الحكومة الأفغانية هذا العام أثار مخاوف بعض القادة الذين يخشون من أنه مقرب أكثر مما ينبغي من مسؤولين بالمخابرات الباكستانية.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©