الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المدارس ·· درجات

18 ديسمبر 2006 00:51
معظم علماء النفس يتوجهون إلى الاعتقاد بأن فترة الطفولة هي أشد المراحل حساسية، مقارنة بالمراحل الأخرى، حيث خلصت التجارب إلى أنها أكثر فترة يتم فيها تخزين الأحداث التي يتعرض لها الطفل وبدقة في مراكز الدماغ المسؤولة عن ذاكرته الطويلة الأمد، وأن سوء معاملة الأطفال أو المعروف عالمياً بـفوىld abuse " يشمل عدة أقسام: 1- نواح نفسية: وتشمل أي أذى نفسي يتم توجيهه للطفل، إما باللفظ أو بالتجاهل، وهنا أطرح سؤالا، لماذا لا نتحدث مع أطفالنا، وعندما أقول نتحدث لا أعني نأمر، ولكن أن ننشئ معهم أي حوار، وعلى الأقل نجيب أسئلتهم؟ 2- ونواح جسدية: وتشمل التعدي بالضرب، إما ضرب غير مبرح أو الضرب المخلف للآثار، الذي يخلف عاهات مستديمة· 3- ونواح جنسية: ويشمل التحرشات بأنواعها حتى التحرشات النفسية· قد يستغرب اليوم العديد من القراء، لماذا أطرح هذا الموضوع واليوم بالذات وبعد غياب استمر طويلاً عن هذه الصفحة، أسباب عديدة سأتناولها لاحقاً لأنها ليست خاصة بي وإنما بكل من يهمه أن يتواصل ويطرح ما لديه بكل أمانة وثقة، واليوم أطرح هذه القضية هنا لأطبق المفهوم نفسه على المدارس التي للأسف تزداد يوماً بعد يوم بتعددية نظمها وقوانينها وإداراتها وحتى نوعية طلابها، ذاك المجتمع الآخر الذي يخرج إليه الطفل من عالم أسرته ليندمج مع غيره، مدارس نستطيع اليوم أن نصنفها كمن يحجز مقعداً له على الطائرة ''مدارس ًّip، ومدارس بيزنس، ومدارس درجة سياحية''، وهنا كان من الواجب التنبه إلى هذه التعددية في منهجية المدارس، وبالذات في التعامل مع الطالب من قبل الإدارة المدرسية والمعلمين، ولا يغيب عن ذاكرتنا ما أتحفتنا به الجرائد الرسمية بالدولة منذ أيام عن ذلك المعلم ذو الحزام الأسود في الكاراتيه، والذي تفنن في تلقين الطالب حارب وأسرته درساً في طرق تعامل المعلم مع طلابه في فصولنا الدراسية، قد يقول البعض إنها المدارس الخاصة التي يحدث بها اليوم ما حدث، ولكن للأسف أقول له وبالأمس مدارسنا الحكومية كانت هي القدوة في هذا المنهاج، فهل تناسينا قصة ''النعال بين المعلم والإداري''، وهل تناسينا قصة ''الطالب وسكين الغد في ظهر المعلم''، وهل غابت عن ذاكرتنا قصة ''المعلمة والإدارية التي تكيل ميزان الدرجات''؟، قصص كثيرة وأحداث مريرة كانت وللأسف ما زالت في ربوع حرم مدارسنا·· حلقة مفقودة وأسس مقلوبة لا بد لها من حلول جذرية لاستئصالها، ليس النقل الخارجي عقابا رادعا، فتلك أيضاً مدارس بها طلاب وطالبات لهم الحق في تربويين وإداريين ينمون لديهم من القدرات الكثير، وليست الإقالة الحل النهائي، وليس كتاب الإنذار الرادع لمثل تلك الأحداث، علينا أن نبحث ونتقصى قبل كل شيء·· قبل إرهاق المعلمين وإدارات المدارس بالمشاريع، وقبل الاتفاقيات وبناء النموذجيات، وقبل الشراكة مع المؤسسات التعليمية العالمية، أن نبحث عن الخلل، وما هو السبب، ولماذا يحدث في مدارسنا ما يحدث، ونحن دولة فتية وفرت لها الحكومة ما لم يتوفر في كثير من الدول التي من حولنا، والتي كان لها السبق الأول في التعليم؟·· شئنا أم أبينا هذه حقيقة أعتقد لا يخالفني عليها الكثير من القراء، وكما يقال في الأمثال عند الإخوة المصريين ''الشمس لا يحجبها الغربال أي المنخل'' وللحديث بقية· هدى جمعة الحوسني موجهة تربوية بمنطقة أبوظبي التعليمية
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©