الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإبل·· سفنٌ تمخر عباب الرمال

الإبل·· سفنٌ تمخر عباب الرمال
24 فبراير 2008 00:24
للصحراء ذاكرتها، وسفينتها التي تنثر ذهب الأرض تحت قوائمها· تلحق بصاحبها الذي ارتبط بها ارتباطاً عضوياً فرضته طبيعة البيئة التي يعيش فيها· لكن إنسان الصحراء- البادية، أحب الإبل واعتز بها، إذ تلازمت مع مناحي حياته ووقائعها اليومية، وكانت وسيلة تنقله وترحاله ونقل متاعه، يشرب من حليب نوقها، ويتغذى على لحمها، ويحيك وبرها ويلبسه، عدا عن أنها كانت بصبرها وثباتها تشجعه على الثبات وتحدي ظروف الصحراء القاسية، فاهتم بها كثيراً ورفع من مكانتها لديه فأصبحت محل مباهاة وإشادة بجمالها وامتلاك أعداد منها· جاء ذكر الإبل في القرآن الكريم، في قوله تعالى في سورة الغاشية: ''أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت''· وفي قوله تعالى: ''قال هذه ناقة لها شرب ولكم شرب يوم معلوم ولا تمسوها بسوءٍ فيأخذكم عذاب يوم عظيم'' سورة الشعراء،155 ووردت في سور أخرى كثيرة· على طريق الحرير وللإبل تاريخها أيضاً، إذ تذكر أبحاث ''علم التكاثر عند الجِمال'' مركز الأبحاث البيطرية- أبوظبي: ''انه تم ترويض الإبل العربية قبل حوالي 5000 سنة في مناطق شبه الجزيرة العربية كحضرموت وجنوب اليمن، وخلال فترة قصيرة أصبحت جزءاً مكملاً للحضارة والثقافة البدوية التي انتشرت عبر التاريخ من الشرق الأوسط إلى شمال إفريقيا ومن الصحراء الكبرى إلى الأطراف الصحراوية ودول أفريقية أخرى· وأدخلت الإبل في التاريخ الحديث إلى الولايات المتحدة وأستراليا سنة ،1800 وقد تم ترويض الجمل ذي السنامين الآسيوي في وقت قصير بعد الجمل ذي السنام الواحد العربي حوالي 2500 قبل الميلاد في شمال إيران، واستخدم في عام 300 قبل الميلاد كوسيلة للنقل، وشكّل مع سلالته المهجنة مع الجمل العربي، أساساً لمعظم القوافل التجارية التي كانت تستخدم طريق الحرير المشهور''· أنواع الإبل تتعدد أنواع الإبل، فمنها ذات السنام الواحد (العربية) وثنائي السنام (الآسيوية) والإبل المهجنة (الجمال المضربة) ومن الأسماء التي تطلق عليها: الجِمال، النوق، الهجن، البعير، البوش، الذلول، الركايب· ويطلق على ابنة الناقة ''البكرة'' وعلى ابنها ''الحوار'' ومن أوصافها: الحازمية، السودانية، الوضحاء، الشقحاء، العطراء، الملحاء، الصفراء، الحمراء· ووفق (موسوعة الإبل-1997) في ما يخص أحجام الإبل، فإن ''ارتفاع جسم الإبل من أعلى السنام إلى الأرض يبلغ نحو 1,8-2,2 متر، ويزن الذكر منه حوالي 450-600 كيلوجرام، وتستطيع حمل الراكب مع متاعه والسير به لمدة 10-12 ساعة بصورة متواصلة، دون الحاجة إلى الماء أو الغذاء، كما تستطيع السير بسرعة 15-20 كم في الساعة''· وتقدر أعدادها في الوطن العربي (حسب تقدير المنظمة العربية للتنمية الزراعية- جامعة الدول العربية لعام 1998) بنحو 12 مليون رأس، منها في الإمارات 170 ألف رأس· بينما صدر في الإمارات عن (لجنتي شؤون المنطقة الشرقية والمنطقة الغربية، المنبثقتين عن ''المجلس الاستشاري الوطني'' في تقرير عام 2006): ان عدد رؤوس الإبل عام 2005 بلغ في المنطقة الشرقية 158,119 رأس مقابل 206,661 ألف رأس في عام ،2004 بينما بلغ عدد رؤوس الإبل عام 2005 في المنطقة الغربية 128,859 رأس· لا تعرق وتتميز الإبل بأنها لا تفرز إلا مقداراً ضئيلاً من العرق عند الضرورة القصوى بفضل قدرة جسمها على التكيف مع المعيشة في ظروف الصحراء القاسية· وبحسب نشرة توصيفية للمركز العربي لدراسة المناطق الجافة (أنشئ هذا المركز في نطاق جامعة الدول العربية) الذي يعنى بتنمية ورعاية الإبل، نجد أوصافها: ''الأذنان صغيرتان قليلتا البروز، فضلاً عن شعر يغطيهما من كل جانب ليقيهما من الرمال التي تحملها الرياح· المنخران يتخذان شكل شقين ضيقين محاطين بالشعر وحافتهما لحمية تتيحان أن تغلقهما لئلا تحمل الرياح إلى رئتيها دقائق الرمال· لعينيها رموش ذات طبقتين تستطيع أن تحمي عينيها وتمنع تسلل الرمال إليهما· بينما يحمل ذيلها على جانبيه شعراً يحمى الأجزاء الخلفية من حبات الرمل التي تثيرها الرياح· قوائمها طويلة ترفع جسمها وتساعدها على اتساع الخطو وخفة الحركة، وتتحصن أقدام الجمل بخف يغلفه جلد قوي غليظ يضم وسادة عريضة تمكنه السير طويلاً فوق الرمال· في حين تساهم الوسائد في أن تبرك الإبل فوق الرمل الخشنة الشديدة الحرارة ولا يصيبها أذى''· يُعرف أن عنق الإبل طويلة تمكنها من قضم النباتات وأوراق الأشجار، كما تساعدها على النهوض بالأثقال، ويسمى صوتها ''رغاء'' ومشيتها ''خبيب''· أخيراً·· كانت الإبل وما زالت ذات أثر كبير في حياة إنسان البادية، فهي لم تكن مطية البدوي فقط، بل شريكة أيامه، خيرها له وكذلك وفاؤها وصبرها وتفانيها· لذا تناول الرواة أخبارها في أشعارهم وأمثالهم، بحيث شكّلت عمودا مهما من أعمدة الشعر العربي منذ الجاهلية وحتى الإسلام وما بعده، بل استمرت الإبل تخب بين صفحات ودواوين شعراء البادية المخضرمين والمعاصرين، كما في قول الشاعر راكان بن حثلين: خبي خبيب الذيب في جرهدية لا طالع الزيلان والليل داني
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©