لا صوت يعلو فوق صوت الإضراب في اليونان

أصاب الشلل التام الحياة في العاصمة اليونانية أثنيا أمس بسبب الإضراب العام الذي نظمته النقابات العمالية احتجاجاً على تدابير التقشف الحكومية. وأدى الإضراب إلى تعطيل وسائل النقل الجوية والبحرية والسكك الحديد في العاصمة اليونانية. وشهدت أثينا زحمة سير خانقة وتوقفت فيها حركة المترو والحافلات والقطار الكهربائي. وانضم إلى الإضراب المراقبون الجويون ما شل حركة المطار ومثلهم البحارة ما أدى إلى توقف الحركة في الميناء. والتزم الصحفيون أيضاً الاضراب. كذلك، تاثرت بالاضراب المدارس والمستشفيات والمصارف والمؤسسات العامة الكبرى وخصوصاً مصالح الكهرباء والبريد. ودعت مجموعة من النقابات في مقدمها الصيادلة والمهندسون المدنيون المنتسبين إليها إلى المشاركة. ويأتي الإضراب احتجاجاً على تعميم الاقتطاعات من الرواتب التي كانت محصورة بالموظفين والقطاع الخاص. وفي هذا السياق، اقر البرلمان اليوناني أمس الأول اصلاحين بموافقة 156 نائباً ومعارضة 130، يقضي بجولة جديدة من خفض الرواتب والنقل الإجباري للعاملين في الشركات التابعة للدولة وتخفيف قوانين العمل. يبلغ الحد الأقصى لإجمالي الأجر الشهري للعاملين في الشركات الحكومية 4 آلاف يورو، في حين تتعرض أجور العاملين بالقطاع الحكومي التي تزيد على 1800 يورو لخفض نسبته 10 في المئة. وبعد تبني سلسلة أولى من اجراءات التقشف في مايو، فإن الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي يطالبان بهذين الإصلاحين لمواصلة انقاذ الاقتصاد اليوناني وكشرط مسبق لدفع 15 مليار دولار فيفبراير هي الشطر الرابع من القرض البالغ 110 مليارات دولار والذي تمت الموافقة على منحه لليونان في مايو لإنقاذها من الافلاس. من ناحية أخرى، تكدست أطنان المخلفات في أثينا الكبرى بعد أسبوع من قيام عمال جمع النقابات بالالتزام بالحد الأدنى من ساعات العمل بمجمع النفايات الرئيسي، ما أدى إلى إبطاء عملية جمع المخلفات في المنطقة. ويطالب المحتجون بتجديد عقود العمل قصيرة الأجل لحوالي مئة عامل.