إعداد - أيمن جمعة:
الدولار يترنح، وأسواق الأسهم غير مستقرة، وأسعار البضائع والسلع والخدمات متقلبة من يوم لآخر، بينما تعصف المضاربات والاهتزازات بأوضاع العقود الآجلة غير المستقرة، والكل قلق، وهذا كله يصب في مصلحة طرف واحد فقط هو ''الذهب'' الذي يرى المحللون انه الخيار الاستثماري الأفضل في ·2007
ويقول المراقبون إن انخفاض سعر الذهب بنسبة 14 % من مستوياته المرتفعة عند 732 دولارا للاوقية (الاونصة) في مايو الماضي لا يعني إطلاقا أن مسيرة الانتعاش التي بدأت قبل ستة أعوام قد وصلت إلى نهايتها بل هي مجرد حركة تصحيحية تلتقط بها الاسواق أنفاسها قبل معاودة الصعود·
وتشير صحيفة ''انترناشونال هيرالد تريبيون'' إلى أن ''كل ما يحدث الآن وفي مقدمته تراجع وتيرة النمو في الولايات المتحدة تجعل الذهب هو الخيار المفضل لوول ستريت في ·2007 وهذا يجعل مؤسسة يامادا للأبحاث الفنية تتوقع أن يصعد الذهب ليتجاوز مستوى 370 دولارا العام المقبل بل أن ينهي العقد الحالي عند مستوى 3000 دولار للأوقية·
ويوافق بيتر ريتشاردسون، كبير قسم اقتصادات المعادن في ''دويتشه بنك'' على أن الذهب هو خياره المفضل في 2007 مضيفا ''إذا كان أمامك خيار استراتيجي واحد للاستثمار فلا بد أن تختار الذهب في ·''2007
ويدعم هذه التوقعات المتفائلة لمستقبل الذهب، تراجع سعر صرف الدولار الاميركي التي بدأت تخسر قيمتها أمام اليورو الأوروبي في فبراير الماضي لتنخفض بنسبة 13,8 % منذ ذلك الحين، خلال شهور هي الأسوأ خلال 15 عاما في سوق العقارات الاميركية·
وفي المقابل ارتفع الذهب بنسبة 22 % العام الحالي وهو بهذا يستعد لسادس عام من الارتفاع، في مسيرة لم يحققها منذ عام 1971 عندما قررت الحكومة الاميركية التخلي عن غطاء الدولار بالذهب·
ومع طلاق الدولار والذهب، ارتفع سعر المعدن الأصفر إلى 541 دولارا للاوقية عام 1979 من 229 دولارا عام 1978 ثم قفز إلى مستوى قياسي عند 850 دولارا في يناير ،1980 حاليا يباع بمستوى مرتفع بنسبة 131 % منذ نهاية ·2000
وتظهر الاحصائيات ان تراجع الدولار بنسبة تزيد على 20 % امام العملات الرئيسية، دفع الذهب للارتفاع بنسبة 22 % من يناير 1971 الى يوليو ،1973 وبنسبة 95 % من يونيو 1976 الى اكتوبر ·1978 وعندما ترنح الدولار مجددا في الثمانينيات فان الذهب ارتفع بنسبة 40 % من فبراير 1985 الى ديسمبر 1987وبنسبة 6 % من يونيو 1989 الى سبتمبر 1992 ثم بنسبة 83 % من يوليو 2001 الى ديسمبر ·2004
لكن هناك من يشكك في استمرار هذه المسيرة بدون توقف· ويقول اندرو كينزي مدير المخاطر في كراتون كابيتال بجوهانسبرج ''من النادر ان يكون هناك أحد الاصول التي يفوق أداؤها باقي الاصول بشكل مستمر· العلاقة العكسية بين الدولار والذهب بحيث يرتفع الأخير مع ترنح الأول قد تنهار العام المقبل· المخاطر السياسية في شتى أنحاء العالم وأسعار الطاقة قد تقفز إلى المقدمة وتؤثر سلبا على الذهب أكثر من الدولار''·
ويرى بعض المحللين ان الاجماع الحالي الذي لا يتوقع نهاية لضعف الدولار خاطئ· ويقول تيتسو ايموري كبير الاستراتيجيين الاقتصاديين في ميتسوي بوسان للعقود الآجلة في طوكيو ''الدولار مقوم حاليا بأقل من قيمته الحقيقية· أسعار المعادن وصلت الى أقصى ارتفاعاتها أتوقع انخفاضات سعرية في بداية العام الجديد''·
ويقدر حجم سوق الذهب العالمي بنحو 75 مليار دولار وهو بهذا رقم ضئيل مقارنة بحجم التعاملات اليومية في أسواق العملات الذي يصل إلى تريليوني دولار· وحصل هذا السوق الصغير على دفعة من تنامي عجز الميزانية الذي قوض الدولار· ويتوقع صندوق النقد الدولي ان يتسع عجز الميزانية الاميركي بنسبة 9,8 % الى 869,1 مليار دولار في نهاية العام الجاري· وتنقل وكالة بلومبرج نيوز للانباء عن محلل قوله ''الذهب هو أفضل استثمار مستقبلي في ظل الاجواء الحالية، خاصة مع سعي العديد من الدول للتخلص من ممتلكاتها الدولارية وهم يشترون الذهب او أي شيء آخر للخروج من أسر الدولار·''
عدد اليوم
