الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الشباب في العيد.. نوم بالنهار وسهر حتى مطلع الفجر

الشباب في العيد.. نوم بالنهار وسهر حتى مطلع الفجر
5 أكتوبر 2014 23:10
اشرف جمعة (أبوظبي) في العيد يتغير البرنامج اليومي لبعض الشباب الذين يفضلون أن يقضوا الليل في سمر متصل، وحين يبزغ ضوء النهار يستسلمون إلى نوم عميق فلا يرون أشعة النور في طيلة أيام هذه المناسبة السعيدة، لكونهم فضلوا أن يكونوا مخلوقات ليلية، وهو ما يؤثر بنسبة ما على طبيعة استمتاعهم بعيد الأضحى المبارك. ومن ثم الاندماج في الأجواء العائلية التي تمنح هذه الأيام بريقاً خاصاً وتجدداً يضفي على طبيعة العلاقات الإنسانية أبعاداً أخرى، فهل حرمت هذه الفئة من الشباب نفسها من مباهج العيد وانعكاساته الإيجابية عليهم؟!. الساعة البيولوجية ينظر موسى خضير إلى ليلة العيد بشيء من الإكبار ويعدها من الليــالي التـي تمنح الشباب فرصة للتجمع والسهر وتبادل الأحاديث الشائقة لكنه في الوقت نفسه يعترف بأن السهر ليلة العـيد حتى الصـباح يؤدي إلى خلل في منظومة الساعة البيولوجية فيضطر إلى النوم ســاعات طويــلة حتى ينقـضي النهار وهو ما يجعل أيام العيد الثلاثة تسير على هذا المـنوال سهر متصل حتى مطلع الفجر ونوم حتى الثمالة في ساعات النهار. مؤكداً أن هذا التغيير الذي يطرأ على حياته يؤثر بالسلب على نسيج علاقاته العائلية ويجعله يفتقد أجواء العيد وسط الضيافة واستقبال الأقارب وعلى الرغم من ذلك فإنه يضحي بصباحات العيد من أجل السهر مع أقرانه، ومن ثم الذهاب إلى البحر أو التخييم في بعض الأماكن الجبلية الممتعة. ظرف استثنائي على الرغم من قناعة إبراهيم غانم بأن حياته تتبدل في أيام عيد الأضحى بسبب السهر المتواصل طوال الليل ومن ثم النوم في أثناء النهار إلا أنه يرى أن هذا الظرف هو استثنائي بكل المقاييس نظراً لأن الشباب يحبون الجموح ومن ثم الذهاب إلى الرحلات التي تبعث فيهم الإحساس بجمال الحياة من جديد، لكن نظراً لإيمانه الشديد بخصوصية عيد الأضحى المبارك فإنه يستثمر أول يوم في البقاء وسط عائلته، ومن ثم زيارة الأقارب كنوع من صلة الرحم والتقاء الجيران ومصافحتهم كنوع من مظاهر العيد التي تبعث الألفة بين الناس، لافتاً إلى أنه في اليومين المتبقيين من العيد يقضيهما بصحبة رفقائه، فيكون السهر طوال الليل هو محور جدولهم، ومن ثم النوم في ساعات النهار، ويرى أن هذه العادات التي استمرت معه عدة سنوات يجب أن يغيرها لكونها لا تشتمل على أي ميزات، ولا ينتج عنها سوى التعب وتغيير منظوم النوم واليقظة. عملية التواصل ويشعر ميحد النواري أنه مجبر على أن يذهب مع أصدقائه كل عيد إلى النوادي ورحلات التخييم خصوصاً بعد مغرب اليوم الأول من العيد، مشيراً إلى أنه على الرغم من أن هذه الرحلات لها مردود إيجابي في تجديد النشاط إلا أنه يرى أنها مقصورة فقط على عدد من الأصدقاء الذين يذهب معهم وهو ما يفقدهم عملية التواصل مع الأقارب والجيران وحركة العيد الدائبة التي تتميز بطابعها الخاص ويذكر النواري أنه يحاول أن يغير هذا النمط خصوصاً في العيد لكونه ينفق أغلب ساعات الليل في السمر مع أصحابه ومن ثم يفقد بهجة العيد المتمثل في نهاره الذي يجمع الناس على المحبة والوئام ويجدد العلاقات الإنسانية بحفاوة اللقاء وحرارة المصافحة وروعة الابتسامة التي تترسم على الوجوه. جلسات ليلية ويبين حامد النهدي أنه اعتاد منذ ثلاث سنوات على أن يذهب مع أصدقائه في نهاية اليوم الأول من العيد إلى حيث أماكن السمر الليلة والتي في غالب الأحيان تكون على الشاطئ، موضحاً أن هذه العادة أصبحت تلازمه والطريف أن مثل هذه الجلسات الليلة لا تخلو من الأحاديث الطريفة والحركة المستمرة على شاطئ البحر لكنها تمتد حتى الصباح فيعود المرء إلى بيته في حالة من الإنهاك الشديد من جراء السهر المتواصل فيستغرق في نوم عميق ولا يصحو إلا قرب أذان المغرب، وهكذا لمدة ثلاثة أيام متواصلة ثم بجهد جهيد يحاول مرة أخرى أن يعود لنظام حياته الطبيعي، مؤكداً أنه لن يذهب مع أصدقائه في الأعياد المقبلة، ولن يترك نفسه للسهر حتى لا يفتقد مناشط العيد وجماله في ساعات الليل أو النهار. سلوكيات مرفوضة تقول الاستشارية النفسية والأسرية بوزارة الشؤون الاجتماعية الدكتورة هند البدواوي: تترسخ أحياناً لدى فئة الشباب مفاهيم خاطئة تحتاج إلى تعديل بصفة مستمرة وتزداد حدة هذه المفاهيم في بعض المناسبات التي تكتسب صفة دينية مثل الأعياد، وإذا كان بعض هذه الفئة يسعى إلى تحقيق ذاته عبر الابتعاد عن أجواء العيد التي تتلاقى فيها الأوجه وتصفو النفوس وتتحد على معاني الخير والألفة فإن بعض الشباب يحس بمشاعر ذاتية تدفعه إلى الاستقلال حتى ولو كان هذا الاستقلال على حساب التجاوب مع مناسبة عظيمة مثل عيد الأضحى. وتنصح البدواوي بأن تقوم الأسرة بدورها الحقيقي في تعديل السلوكيات المرفوضة وتعزيز المفاهيم الإيجابية التي تسهم في تعليم فئة الشباب مفاهيم التلاحم الاجتماعي والتآزر والتآخي في المناسبات التي تحمل طابعاً دينياً والتي لها أبعاد اجتماعية ترسخ لتجديد العلاقات الإنسانية، وتعمل على زيادة مساحة الفرحة بعيداً عن الانغلاق والفردية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©