تُعتبر المغنّية اليمنيّة أروى من الفنانات الخليجيّات المسالمات على الرغم من ظهورها في بعض الإطلالات الإعلاميّة بمظهر المرأة القوية، وربما ''الحديدية'' إذا جاز التعبير، فهي لم تقع في أيّ فخّ نُصب لها في عدة مناسبات؛ نذكر منها على سبيل المثال: محاولة البعض زرع الفتنة بينها وبين أحلام عبر استفزازها واستدراجها لمهاجمة مواقف النجمة الإماراتية على خلفية تجاهلها الفنانات الخليجيات وأبرزهنّ أروى، حيث دحضت الأخيرة ذلك عندما قالت إنّ أغنيات أحلام لا تُفارق سيّارتها!
من الصعب إقناع الفنانين بفتح قلوبهم، والبوح بما يختلجهم من مشاعر خصوصاً أن ثمّة من يخشى بأن يُصار إلى كشف نقاط ضعفهم واستعمالها من قبل سيّئي النية ضدهم! لكن أروى فعلتها في حوار ''دنيا''، فيما يلي نصّه:
؟ هل سهّلت الجنسية اليمنية انتشارك الفني، أم أعاقته في مرحلة ما؟
- لم تعقني في أيّ وقت من الأوقات، بل على العكس من ذلك إذ أضافت لي الكثير خلال مسيرتي الفنية· صحيح أني وُلدت في الكويت، ولم أعش كثيراً في اليمن، إلا أنني أشعر بأن الدم اليمني يسري في عروقي ويُؤثّر في فني أيضاً· لقد أحبّ الجمهور أروى اليمنيّة، ورأى فيها صورة لليمن، وهذا أمر عظيم، يجعلني أشعر بالفخر والاعتزاز·
؟ نقرأ في عينيك نظرات حزن أحياناً، ما السبب؟
- لست أدري إن كانت نظرات حزن، فكلّ إنسان يُخبّئ في داخله كتلاً مختلفة من المشاعر التي تتبدّل حسب المؤثّرات الخارجية· في هذه الفترة، أشعر وكأنّ في داخلي أعاصير أو طوفان، وثمّة مزيج من الخوف وحبّ المغامرة، بالإضافة إلى تناقض أشعر به في بعض الأحيان·
في المقابل، لديّ حاجة كبيرة إلى الحب والحنان والاستقرار، لكن ما يُعزّيني هو فرحي بتحقيق الكثير في عالم الفنّ بمجهود فردي، في وقت كان يحتاج أي فنان آخر إلى دعم كبير لتحقيق الإنجازات نفسها· جميع تلك المشاعر تجعلني غير مرتاحة، وأنا أبذل جهداً في معالجة كل ما يتعبني·
؟ الفنان عادة لا يقرّ بالفشل، ما موقفك من هذا الموضوع؟
- لا يُمكنني الإجابة عن زملائي ولكنّ الفشل هو أكثر ما يُخيفني في الحياة، بل أرتعب بمجرّد التفكير بهذه الكلمة· مهنيّاً، اقتربت مرات عدة من الفشل ولكني تمكّنت- بعون الله- من النفاذ في اللحظة الأخيرة· أما على الصعيد الشخصي، فقد ذقت طعم الفشل تماماً مثل أي فتاة أخرى، في الحب والصداقة، لكني تعلّمت منذ فشلي الأوّل الخروج منه بنجاح وقوّة، وأطلب من الله سبحانه وتعالى ألا يدعني أفشل مجدداً في أي شيء أقوم به·
؟ تُطلّين إعلامياً بمظهر الفنانة القوية، لكن هل ترين الصورة ذاتها في المرأة؟
- المرآة تعكس المشاعر الدفينة لدى الإنسان، وعندما أقف أمامها أشعر أحياناً بأني أرغب في أن أكون مثل الجنين الخائف الذي يلتفّ على نفسه! وفي مرّات أخرى، أشعر بأني أرغب بأن أكون كالهرّة التي تبحث عن الحب والحنان كي تشعر بالأمان· قد أكون قويّة من الخارج، ولكن هذا هو واقعي من الداخل بكل بساطة!
؟ كيف تصفين علاقتك بالألم؟
- ذقت الآلام عدة مرات، وتخطّيت معظمها، وإن كنت ما زلت أُعاني من بعض الرواسب، ومحاولة إزالتها تشعرني وكأني في سباق معها، وهدفي إزالة تلك الرواسب قبل أن تترك آثاراً لا تُمحى·
؟ بمن تأثّرت في حياتك؟
- لم أتأثر بشخص واحد فحسب؛ بل بأشخاص كثيرين معظمهم من المقرّبين أبرزهم والدتي وإخواني، ولكني أخشى التأثّر بشخصية الآخرين، وأتنبّه دائماً إلى الأمر، وأحاول باستمرار خلق شخصية خاصة بي·
؟ هل تتعرضين عادة للمضايقات خلال أسفارك؟
- نعم، أتعرّض لذلك في بعض الأحيان ولكنها ليست خطيرة لأني محصّنة تجاه ذلك عبر إحاطة نفسي بأشخاص أثق بهم كثيراً، كمديرة أعمالي هيفاء الفقيه، ووالدتي أطال الله بعمرها، حيث يقوم هذان الشخصان بحمايتي من المضايقات· لم أعد أسافر وحدي، ومن يريد مضايقتي، بات يحسب ألف حساب!
؟ هل تمنيت يوماً لو وُلدت رجلاً لا امرأة؟
- كلا، لكن لكوني فتاة يجعلني أمرّ ببعض الصعاب أحياناً، خصوصاً أني أقيم مع والدتي بعيداً عن والدي وأشقائي المغتربين في ألمانيا· فأنا مضطرّة لأخذ سيّارتي بنفسي إلى الميكانيكي على سبيل المثال، وحلّ جميع المشاكل الأخرى التي لا يفترض بالأنثى أن تتحمّل مشقّاتها··!
؟ هل في قلبك رغبة في الاستقرار وتأسيس عائلة؟
- نعم، خصوصاً أن تنقّلي الدائم إلى ألمانيا لزيارة عائلتي يجعلني في شوق دائم لتأسيس عائلة أخرى· أتمنّى أن يكون زوجي المستقبلي محبّاً، وأن أرزق بالكثير من الأطفال كي أجمع عائلتي الكبيرة، بالإضافة إلى والديّ في مكان واحد، وأتمنّى أن يتحقق حلمي قريباً·
؟ هل من أسرار لديك؟
- في داخلي سرّ دفين لا يمكنني البوح به للأسف!
؟ ما ميزته؟
- يُعطيني القوّة للتقدّم، وكلّ تصرّفاتي واندفاعي سببها ذلك السرّ!
؟ هل لديك جرح لم يندمل بعد؟
- ثمة شخص جرحني كثيراً في حياتي· لقد نسيت اسمه نهائياً ولكنّ الجرح لم يُشْفَ تماماً بعد، وأتحفظّ عن الخوض في تفاصيله!
؟ أخيراً·· متى بكيت آخر مرة؟
- معظم الأشخاص يبكون بسبب الزعل والحزن، لكني أبكي في معظم المرات من الفرح! قد يكون ذلك غريباً غير أني أتأثر كثيراً بعبارات الإطراء وعبارات الحب التي تجعلني أبكي أحياناً· الحزن لا يُبكيني بل يدفعني إلى التفكير أكثر· دمعتي سخيّة، وأبكي كلما تعلق الأمر بالعاطفة· أنا إنسانة ''بكاية''!
عدد اليوم
