الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التصميم الداخلي .. مرآة تعكس عناصر الإبداع في اختيار الأثاث

التصميم الداخلي .. مرآة تعكس عناصر الإبداع في اختيار الأثاث
16 سبتمبر 2013 19:49
خولة علي (دبي) - يعتبر التصميم فكرة فنية قائمة على الإبداع، لها أدواتها، التي يتم التعاطي معها، وفق منظومة ونهج معين، يتحقق فيه التوازن والتناغم مع كل عنصر من عناصر التصميم، حتى ينتج في نهاية الأمر مساحة أو فراغاً معقوداً بفن وفخامة، محاكياً نمطاً معيناً من التصميم سواءً كان كلاسيكياً عبقاً بالقديم أو متجدداً حديثاً معاصراً، فعالم التصميم يعد متسارع الإيقاع، وبحاجة إلى عناصر تساهم في تسهيل الحركة والتنقل داخل أرجاء المكان، بما يتناسب مع الحيز الكلي للفراغ المتاح، وبين وحدات الأثاث والعناصر المكملة لها، خاصة في الممرات. طبيعة المكان وحول انتقاء كل قطعة متوافقة ومنسجمة مع بعضها بعضاً حتى يظهر العمل متكاملاً، توضح منسقة الديكور ابتسام أحمد أن لكل فراغ وظيفة مختلفة عن الأخرى، فيتم رسم أبعادها وانتقاء مفرداتها وفقا لطبيعة المكان، ومن الفراغات التي يكثر التردد عليها هي صالة الاستقبال، حيث تبرز بمفرداتها المذهبة والكلاسيكية، لإعطاء التأثير الفني العالي، حيث يحاول صاحب المنزل أن يخرجها بطريقة قد تكون مختلفة نوعاً ما عن الفراغات الأخرى. وقالت: من جملة هذه المفردات نجد معالم الأثاث تتميز بتنوع الأرائك، التي عادة ما تستخدم وبشكل خاص في هذه المواقع، فهناك الأنواع ذات القوائم الخشبية أو المصنوعة من الخشب وعليها قطع من الوسائد المتحركة، ومهما اختلف شكل هذه الأرائك، إلا أنها تأتي بأحجام قياسية متساوية، كونها مأخوذة من أبعاد جسم الإنسان في وضع الجلوس، مشيرة إلى أنه عادة ما يتم اختيار الأثاث بألوان داكنة توحي بالقدم، ويفضل أن تحمل على أرجل خشبية باللون الطبيعي أو المائل إلى الأسود، بجانب الحفر والنقش لقطع المفروشات بطريقة يدوية، فيما نجد الدهان أيضاً أكثر تأثيراً، خاصة عندما يعتمد على فنون التعتيق والتطعيم برقاقات مذهبة، حيث توزع قطع الوسائد المربعة والمستطيلة بطريقة تمنحها طابع الثراء، لشغل الفراغات بين قطع الأثاث، وتكون محط أنظار الضيوف. صالة الجلوس وتضيف: هذا ينطبق أيضاً على الستائر، ففي صالة الجلوس محطة استقبال الضيوف نجد أن الاتجاه الغالب في تصميم الستائر، هو استخدام التصميمات المعقدة ذات الكرانيش والثنيات المتعددة، وذلك لإظهار المكان بمظهر فاخر، كالحرير الثقيل والمخمل أو الستان، والتافتا، في حين يفضل أن تكون غرف النوم بسيطة غير معقدة، ويسهل فكها وتنظيفها. ولفت إلى أنه يتوقف لون الستائر على مظهر المنزل بأكمله وليس على غرفة منفردة، إذ أن المنزل يجب أن يظهر في مظهر موحد وأنيق، كوحدة متناسقة تسير على تصميم ونمط واحد، وبخلاف وظيفتها الجمالية، فهي تعمل على حجب أشعة الشمس، فيمكن تحديد كمية الضوء المنبعث من الخارج باختيار نوعية الخامة المناسبة، فالثقيلة تمنع دخول الضوء من الخارج إلى الداخل مما تقلل معدل الإضاءة والعكس صحيح، داعية إلى استخدام الأقمشة الثقيلة ذات الألوان الزاهية، التي تحتوي على وحدات ورسومات كبيرة، وذلك في الغرف الواسعة، بعكس الضيقة التي تستخدم فيها الأقمشة البسيطة ذات الرسومات الصغيرة والزخارف الدقيقة الناعمة بهدف البحث عن الإحساس باتساع المكان. اختيار الستائر وبالنسبة لاستخدام ستائر ذات لون واحد، في حالة وجود ورق جدران مزخرف أو أصباغ زاهية وسجادة مزخرفة في الغرفة، تقول منسقة الديكور ابتسام أحمد: في حال ظلت أقمشة التنجيد سادة بلون واحد، وكذلك أغطية الأرضيات بلون واحد، يفضل استخدام الستائر الثقيلة، التي تحتوي على وحدات زخرفية متعددة الأشكال والألوان، بهدف الانسجام مع أقمشة الأثاث ولون الأرضيات والجو العام في الغرفة، أما إذا كانت الغرفة تعاني تباين واضح في أحجام أو مساحات النوافذ، فيتم استخدام ستائر بسيطة لا تجذب الانتباه إلى هذا التباين والتنوع في مساحتها، إضافة إلى عدم ظهور الغرفة وكأنها تفتقر إلى الاتزان. وتتابع: لا يمكن أن نهمل قطعة مهمة أصبحت لها مكانتها ومدلولاتها في عالم الديكور الداخلي، بالرغم من بساطة هذه القطعة إلا أنها تخلق أبعاداً جمالية خاصة، وترسو بكل هدوء ونعومة في ثنايا المكان ألا وهي قطع الإكسسوارات، التي أضحت لها وزنها وقيمتها ووظيفتها المهمة في إبراز روح النمط الذي يسرى في المكان، حيث تعد الإكسسوارات من مكملات الفراغات الداخلية التي تزداد بها تألف المكان، فلا يكتمل المشهد إلا بها، على الرغم من تنوع شكل هذه الإكسسوارات من مكان إلى آخر، ومن ردهة إلى أخرى، وقد يرتبط الأمر بطبيعة الشخصية وميولها، ومدى ما تلعبه من دور وظيفي في الحيز أو الركن القابعة فيه، فتظهر تفاصيل مختلفة وأعداد هائلة من الأفكار التي يقدمها مصممون الديكور، الذين استطاعوا أن يستعرضوا ملامح كل بيت، من خلال مجموعة مختلفة من الإكسسوارات. هوية المكان لفتت منسقة الديكور ابتسام أحمد إلى أن هناك قطعاً من التحف التي تركن بهدوء على منضدة تتوسط غرفة الجلوس أو ساعة لتحدد قيمة الزمن والوقت، قابعة على طاولة جانبية، تبرز هوية المكان، مشيرة إلى أنه لم تغب أيضاً المرايا التي أصبحت قطعة مهمة لا يمكن الاستغناء عنها في ديكورات المنزل، باعتبارها عنصراً حيوياً يحرك الجدران الساكنة الصامتة، ويجعلها أكثر حياة، فهي تعتبر الأداة السحرية للمصمم، تعينه على إيجاد أبعاد جمالية في المكان، فيمكن أن يتغلب به على بعض المشكلات والعيوب التي يمكن أن تكون موجودة في البناء الهندسي، من خلال إبراز منطقة معينة، ولفت الأنظار إليها أو حتى التغلب على مشكلة المساحة، ومنح المكان فخامة واتساعاً. وأوضحت أن هناك العديد من تصاميم المرأة، التي خرجت عن وظيفيتها الأساسية لتتحول إلى عنصر غارق في الإبداع والجمال، من خلال تشكيلاتها المتنوعة، التي تحول الجدران إلى محطة أنيقة وساحرة، لكن يجب عدم الإكثار من المرايا في الفراغ الواحد، حتى لا يشكل إزعاجاً لشاغلي هذا الفراغ من خلال انعكاس الإضاءة عليه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©