الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

طهران: إقالة متكي لن تغير السياسة الخارجية

15 ديسمبر 2010 00:25
أعلنت طهران أمس أن إقالة وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي وتعيين مدير هيئة الطاقة الذرية علي أكبر صالحي قائما بأعمال وزير الخارجية، لن تؤدي إلى تغيير في السياسة الخارجية الإيرانية، وسط انتقادات برلمانية وإعلامية إيرانية. في حين قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إن إيران بدأت بداية طيبة في المحادثات مع القوى الغربية وينبغي ألا يتأثر هذا التقدم بقرار نجاد إقالة متكي. وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست في التصريح الصحفي الأسبوعي إن “سياسات إيران الكبرى تحدد على مستويات أعلى ووزارة الخارجية تنفذ هذه السياسات، لن نشهد أي تغيير في سياستنا الأساسية”. وأضاف “لا أعتقد أنه سيحصل أي تغيير في السياسة النووية والمحادثات” مع القوى الكبرى وألمانيا (5+1) حول البرنامج النووي الإيراني. وأوضح أن “التغيير في المسؤوليات الإجرائية حالة طبيعية في إيران، إذ تعتبر المسؤولية فرصة لخدمة الشعب”. ولم يصدر أي تفسير لهذه الإقالة التي تأتي بعد أيام على استئناف المفاوضات بين إيران ومجموعة (5+1) حول الملف النووي الإيراني. ومن المتوقع مواصلة هذه المحادثات في تركيا الشهر المقبل. وقال مهمان برست “لقد حصل اتفاق على مواصلة المحادثات حول نقاط التعاون المشتركة” الممكنة بين طهران ومجموعة(5+1)، وأضاف “إذا جرت هذه المحادثات في الإطار المرتقب وفي جو خال من أي ضغوط وتصرفات غير عقلانية، فإنها ستتابع مجراها”. وانتقد نواب إيرانيون قرار وأسلوب نجاد في عزل متكي، واعتبروه مسيئا إلى ثقافة الإيرانيين. واعتبر ممثل المرشد الأعلى حسين شريعتمداري رئيس تحرير صحيفة كيهان المتشددة أن “طريقة عزل متكي هي نوع من الأخطاء، لأن القرار جاء فيما كان الوزير يؤدي مهمته خارج البلاد”. وأضاف أن “سبب العزل ربما يعود إلى اعتراض متكي على زيارة قام بها مستشار نجاد إلى الأردن لتسليم رسالة إلى الملك الأردني”. من جهته قال النائب محمد كرمي إن طريقة عزل متكي تسيء للسلك الدبلوماسي الإيراني، وتلحق به وبسمعته الأضرار. فيما رأى النائب حميد رضا كاتوزيان أن عزل متكي لن يؤدي إلى نتيجة طيبة. وتصدرت إقالة متكي عناوين غالبية الصحف الإيرانية، وربطت عدة صحف مقربة من المحافظين هذا القرار بمعارضة متكي لقيام “دبلوماسية موازية” توكل لبعض المستشارين المقربين من نجاد. وعنونت صحيفة “القدس” أن “الرئيس وضع حدا لخلافه مع وزير الخارجية”، مشيرة إلى أن هذه الدبلوماسية الموازية أثارت في بعض الأحيان “ردود فعل شديدة اللهجة” من متكي. وتحدثت صحيفة “خبر” المقربة من رئيس البرلمان علي لاريجاني عن “زلزال” قائلة “نجاد يعلم جيدا أن صالحي يروق للغرب بسبب وجهات نظره المعتدلة”. وكتبت أن الوزير الجديد بالوكالة “هو أحد هؤلاء الإداريين الموكلين تشكيل دائرة جديدة داخل الحكومة رغم أنه ليس بالضرورة من الخط العقائدي نفسه للرئيس”. ويعد صالحي (61 عاما) القوة المحركة وراء برنامج إيران النووي، وبدأ خلال عهده تشغيل أول محطة نووية في إيران. وعين على رأس منظمة الطاقة الذرية في 17 يوليو 2009 مباشرة بعد إعادة انتخاب نجاد رئيسا، وقد ثمن الغرب اعتداله. ويحمل صالحي لبموبود في محافظة كربلاء العراقية، شهادة الدكتوراه وهو خريج معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا الشهير في الولايات المتحدة، وعمل ممثلا لطهران في الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا خلال فترة رئاسة الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي. وكان نجاد يريد تعيين هذا العالم النووي في منصب وزير الخارجية منذ توليه الرئاسة في عام 2005 ولكن ضغوطا من فصائل مختلفة أرغمته على قبول مرشح آخر وتهميش صالحي سياسيا. في غضون ذلك أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس الأول أن المحادثات التي جرت الأسبوع الماضي في جنيف بين إيران والدول الست كانت “انطلاقة جيدة لاستئناف جدي للمحادثات بين إيران والأسرة الدولية وسوف تتبعها محادثات جديدة في يناير المقبل”. وأضافت “لقد وافق الإيرانيون على لقاء ثان في يناير”. وقالت إن إيران بدأت بداية طيبة في المحادثات مع القوى الغربية وينبغي ألا يتأثر هذا التقدم بقرار الرئيس الإيراني إقالة وزير الخارجية منوشهر متكي. وأشارت إلى أن مجموعة الدول الست ستواصل ضغطها على إيران لتتخلى عما تعتقد هذه الدول أنه مشروع لصنع أسلحة نووية. وقالت “ما زلنا ملتزمين بمتابعة كل سبيل دبلوماسي متاح لنا ولشركائنا الدوليين من أجل حث إيران على التخلي عن برنامج الأسلحة النووية”. وعندما سئلت كلينتون عن رد فعلها تجاه نبأ عزل متكي واستبداله بصالحي قالت إنها لا تعلم السبب الذي يمكن أن يكون قد قاد إلى هذه الخطوة، لكنها أعربت عن ثقتها في أن تغيير شخص لن يؤثر في سير المفاوضات. وقالت “سواء كان شخص ما أو آخر وزيرا للخارجية ليس بأهمية سياسة الحكومة الإيرانية التي تتعامل فيها مع المجتمع الدولي بشأن موضوع مهم”.
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©