الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مصر: المعارضة ومخاطر الانقسام!

23 يناير 2013 22:41
أبجيل هوسلوهنر القاهرة ما زالت مجموعات المعارضة المختلفة في مصر، منقسمة جداً على نفسها، لدرجة أن بعض المحللين والنشطاء يقولون، إنها باتت تواجه خطر خسارة آخر هيئة مهمة لاتخاذ القرارات في البلاد لصالح الإسلاميين، عندما يذهب المصريون للتصويت في الانتخابات البرلمانية القادمة. معارضة الدستور الجديد المدعوم من قبل الإسلاميين، جذبت آلاف المحتجين إلى الشوارع الشهر الماضي، وحدَّت من مصداقية «الإخوان» على الصعيد الوطني، وهو اتجاه قالت المعارضة إنه تجلى في أغلبية أصغر في الاستفتاء الوطني على الوثيقة الدستورية، مقارنة مع عمليات تصويت سابقة فاز فيها الإسلاميون. كما يقول بعض السياسيين والمحللين، إن الأزمة قوت تفاؤل المعارضة التي تأمل في أن أمامها فرصة سانحة لقلب سلسلة الانتصارات الانتخابية التي حققها الإسلاميون خلال العام الماضي. وكان تحالف يضم ليبراليين ويساريين وعلمانيين وأنصار النظام السابق، قد تعهد بالترشح كحزب واحد في الانتخابات البرلمانية المقررة في أبريل المقبل، وذلك بهدف زيادة حظوظهم في الانتخابات. ولكن الخلافات الأيديولوجية، وانعدام التنظيم في صفوف الائتلاف، كلها عوامل ساهمت في جعل احتمالات الوحدة في صندوق الاقتراع ضئيلة. وفي هذا السياق، يقول محمد أبو الغار، زعيم «الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي»، الذي يعد صوتاً بارزاً ضمن «جبهة الإنقاذ الوطني» الواسعة والمنقسمة التي تشكلت الشهر الماضي لمعارضة الدستور: «إنها حقاً معجزة كوننا لا زلنا نجلس معاً». وكانت الجبهة الوطنية للإنقاذ قد تعهدت بتقديم جبهة موحدة، ولكن تلك الوحدة ضعفت. فاليوم، تنشق الفصائل بسبب السياسة الاقتصادية في وقت تتفاقم فيه الأزمة الاقتصادية للبلاد. كما أنها منقسمة انقساماً كبيراً حول ما إن كان ينبغي السماح لأعضاء من الحزب الحاكم السابق بالترشح للانتخابات. فاليساريون المصريون، الذين يعارضون جهود الحكومة الرامية إلى الحصول على قرض بقيمة 4?8 مليار دولار من صندوق النقد الدولي، يقولون إنهم لا يريدون الرأسماليين الليبراليين على تذكرتهم الانتخابية. ومن جانبه، يريد حزب الوفد الليبرالي الانسحاب من الدعوات إلى تذكرة واحدة والترشح على قائمته الخاصة بشكل كلي. هذا في حين مازال آخرون يفضلون تجاهل الانتخابات، وتركيز جهودهم على مظاهرة جماعية مخطط لها هذا الأسبوع، بمناسبة الذكرى الثانية لثورة مصر. وفي هذا الإطار، يقول حسين عبد الغني، المتحدث باسم جبهة الإنقاذ الوطني: «شخصياً أفضل التركيز على الخامس والعشرين من يناير، لأنه ثبت في هذه البلاد خلال العامين الماضيين، أنه لا شيء يحدث من دون تعبئة حشود ضخمة من المواطنين المصريين»، مجادلاً بأن الاحتجاجات السابقة أدت إلى تعديلات حكومية رغم أن الانتخابات أوصلت الإسلاميين إلى السلطة. وفي هذه الأثناء، قال اتحاد شباب الثورة، وهو عبارة عن مجموعة من النشطاء المعادين للإسلاميين، في مؤتمر صحفي الأحد، إنه يأمل استعمال احتجاجات الذكرى الثانية للثورة لـ«إسقاط» النظام. ويرى أبو الغار أن حقيقة أن نوعاً مما يشبه الوحدة مازال موجوداً وراء الأبواب المغلقة، حيث سعت الأحزاب خلال الأسابيع الأخيرة إلى تحديد سياسات معينة وتجميع قوائم المرشحين، رغم الصعاب، كانت «بفضل خطر الإخوان المسلمين والسلفيين». لكن الجانب التنظيمي للإخوان المسلمين، يمثل أيضاً تحدياً كبيراً. فالمعارضة تتهم «الإخوان» باستغلال فقر الأغلبية المسلمة في مصر ومشاعرها الدينية للحصول على الأصوات. وخلال الانتخابات البرلمانية للعام الماضي، اتهمت الأحزاب الليبرالية الإسلاميين، بتوزيع زيت الطبخ وحث ناخبيهم على التصويت لصالح «الإسلام». لكن الإسلاميين -والعديد من الناخبين الآخرين العاديين- يقولون إن المعارضة لم تتعلم شيئاً، خلال الفترة التي سبقت موعد الانتخابات، من الانتقادات السابقة، وإنها لا تتواصل مع الشعب. وفي هذا الإطار، يقول محمد مصطفى، وهو عامل بفندق في وسط القاهرة:«إن المعارضة لا تذهب إلى الانتخابات، ولا تخرج إلى الشوارع». وصاح أحد المارة بينما كان يتحدث: «إنهم لا يخرجون ليروا كيف يضطر الناس للتسول». غير أن جمال سلطان، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية في القاهرة، يرى أن المعارضة تعلمت بعض الدروس من تجاربها السابقة في ديمقراطية مصر الفتية. ولكن المجموعات المختلفة من غير المحتمل أن تتغلب على خلافاتها في الوقت المناسب قبل الانتخابات المقبلة لأن المبادئ الإيديولوجية مازالت مهمة بالنسبة لبعضهم أكثر من المكاسب السياسية والسلطة السياسية». ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©