اتهم القائد العسكري اليمني المنشق علي محسن الأحمر الرئيس علي عبدالله صالح بالسعي للانقلاب على اتفاق المبادرة الخليجية لانتقال السلطة.وفي الاثناء قُتل موظف يمني، أمس عندما بنيران مسلحين فتحوا النار على محتجين مطالبين بإقالة مسؤول حكومي في مدينة عدن الساحلية (جنوب) ليعد أول قتيل يقع ضحية ما عرف بـ”ثورة المؤسسات”التي تنتظم اليمن منذ الشهر الماضي، حيث تنظم احتجاجات عمالية داخل مؤسسات حكومية، مدنية وعسكرية، مطالبة بإقالة “مسؤولين فاسدين”. وفيما أكد قائد شرطة النجدة، اللواء محمد القوسي، الذي يواجه تمردا داخل قواته، التزامه بخطة “لجنة الشؤون العسكرية” لإنهاء النزاع المسلح بالعاصمة صنعاء، يبدأ رئيس حكومة “الوفاق الوطني”، محمد سالم باسندوة، الأحد المقبل، زيارة إقليمية إلى دول مجلس التعاون الخليجي لحشد الدعم المالي لحكومته المكلفة بإنهاء الاضطرابات وأعمال العنف التي يعاني منها اليمن منذ عام، على وقع مطالب شعبية برحيل ومحاكمة الرئيس علي عبدالله صالح.
وأكد بيان صادر عن قيادة أنصار الثورة والجيش اليمني الحر، وعلى رأسها علي محسن الأحمر، أن لدى الرئيس اليمني “نوايا مبيته غايتها الانقلاب على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية”.
وأحذ البيان دليلا على ذلك “التعزيزات العسكرية المتواصلة لقواته (صالح) والتجنيد غير القانوني للآلاف في الحرس الجمهوري والأمن المركزي ومسلسل الاغتيالات التي يقوم بها الأمن القومي لمنتسبي الأمن السياسي ومحاولات صالح فرز أبناء القوات المسلحة بطريقة مناطقية فجة ومستهجنة”. كما أشار الأحمر إلى “إصدار (صالح التوجيهات) لنجله ولأخيه غير الشقيق علي صالح الأحمر بتوزيع كميات مهولة من الأسلحة على بلاطجته واعتداءات قواته المستمرة على المسيرات السلمية لأبناء شعبنا ومواصلة استيراده للأسلحة”. إلى ذلك، اتهم بيان اللواء الأحمر الرئيس صالح بـ”استفزاز” نائب رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي الذي يتولى السلطات التنفيذية في البلاد مع حكومة الوفاق الوطني في اليمن.
من جانب آخر ، قالت مصادر محلية بمدينة عدن لـ(الاتحاد) إن موظفا حكوميا قُتل أمس عندما فتح مسلحون نيران أسلحتهم على موظفين يعلمون في الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة، كانوا يتظاهرون للمطالبة بإقالة مدير الجهاز، إبراهيم علي هيثم، بعد أن اتهموه بـ”الفساد”. وأوضحت تلك المصادر أن مسلحين يعتقد أنهم يتبعون مدير الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة بعدن أطلقوا النار على موظفين مطالبين بإقالة هذا المدير بتهمة الفساد، مؤكدة أن حادثة إطلاق النار أسفرت عن مقتل موظف، ويدعى ماهر بن حطبين، وإصابة ثلاثة آخرين. وقالت مصادر محلية أخرى، إن الموظفين قاموا بطرد المدير العام من المبنى الحكومي، الواقع في مديرية خور مكسر، شرقي عدن، وأنهم تعهدوا بعدم السماح له بالعودة مجددا. وأصدر رئيس الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة (المركز الرئيس) في صنعاء، عبدالله السنفي، قرارا بوقف مدير فرع الجهاز في عدن، وإحالته إلى النيابة العامة، فيما أعلنت فروع الجهاز في المحافظات الحداد ثلاثة أيام، حسبما أفادت صحيفة “الصحوة”، لسان حال حزب الإصلاح الإسلامي المعارض.
ومنذ الشهر الماضي، يشهد اليمن احتجاجات عمالية داخل مؤسسات حكومية، مدنية وعسكرية، مطالبة بإقالة “مسؤولين فاسدين”، وهي الاحتجاجات التي حذرت من تداعيات حزب المؤتمر الشعبي الحاكم، ووصفها الرئيس صالح، المنتهية ولايته أواخر فبراير، بأنها “فوضى همجية”. وأمس الاثنين، هاجم العشرات من طلاب مدارس في صنعاء، بالحجارة، المئات من طالبات مدرسة حكومية، كن يتظاهرن أمام مبنى وزارة التربية والتعليم، في منطقة “هبرة”، شمال شرق العاصمة. وقالت مصادر صحفية إن مسلحين أطلقوا النار لتفريق الطالبات المطالبات بإقالة مديرة مدرسة “سنان حطروم”، بعد أن اتهمنها بالفساد والتعسف الإداري. وفي مدينة تعز (وسط)، اعتدى موالون للرئيس اليمني، على مسيرة شبابية متضامنة مع مطالب الموظفين الحكوميين بإقالة “القيادات الفاسدة”، دون أن ترد أنباء عن وقوع إصابات.
إلى ذلك، علمت (الاتحاد) من مسؤول برئاسة الوزراء اليمنية، أن رئيس الوزراء محمد سالم باسندوة، سيبدأ الأحد المقبل زيارة إقليمية تشمل جميع دول مجلس التعاون الخليجي، “لاستجلاب الدعم المالي” لحكومته المكلفة بإدارة شؤون البلاد خلال مرحلتي نقل السلطة، اللتين تستمران عامين وثلاثة شهور. وأوضح المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن أولى محطات زيارة باسندوة ستكون المملكة العربية السعودية، التي وعدت بتقديم منحة نفطية ثانية لليمن، خلال الشهر الجاري. وأشار المسؤول اليمني إلى أن “عددا قليلا” من الوزراء، المعنيين بمعالجة الأزمة الاقتصادية في البلاد، “سيرافقون” باسندوة في جولته، التي تعد الأولى منذ تعيينه رئيسا لحكومة الوفاق الوطني.
عدد اليوم
