الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

وقفة مع الدراما

14 سبتمبر 2015 00:06
تركت المُسلسلات المُعاصِرَة آثاراً سلبيةً جداً على الأبنـاء مِما جعلَ مُهمَة التربيـة (غير مرغوب فيها). سواء مِن جهَة (التربية و التعليم في المدارس) أو (التربية في المنزل).. ونخوضُ معشرَ الكِبار معارِك يومية من أجل التواصل الصحيح مع الأبناء الصِغار بعُمُرهِم، الكِبارِ بـ لُغَتِهِم وسلوكِهِم، حيثُ الجلوسُ لفتراتٍ طويلة أمام شاشَةٍ كبيرَة تُمطِرُ الأطفال بفيضٍ من السلوكيات والأخلاقيات التي يُخزِنها العقل الباطن فتؤثر على تعامُلاتهِم.. على سبيلِ المِثال.. ظهرَت لنا الشخصيَة المُراهِقَة مُتمرِدَة على والدَيها عنيدَة رافِضَة مُجتمعها وواقِعها، مُتطلِعَة للشُهرَةِ وجنيْ المال.. ويا ليتها تسعى لجني المال مِن أجل خِدمَة مُجتمعها.! بل لإشباع الحاجات، وتقودُ تلك المشاهد إلى تعزيز حُب الـ(صندوق الفارغ).! لذلك نرى المُراهق على أرض الواقع بعد أن يخرُج من التنويم المغناطيسي لهذه المسلسلات يُطبق نفس السلوك بنفس الطريقة مُشكّلا بذلك حبكة درامية على أرض الواقع. تعالَ معي أيُها الكاتب والمُخرِج والمُربي الفاضل إلى مُسلسل (أبنـاء الغـد) على سبيل الذكر؛ قدَّم هذا المُسلسَل فخراً واعتزازاً بالهويَةِ العربيَـة لكونِِهِ مُستنداً عليها كلُغة جميلة ذات قيَم راقية ناهيك عن مشاعِرِ الفـرح والسعادَةِ الغامـرَة التي تغمر المُشاهد أثناء الاستماع لمُقدِمَة هذا المُسلسل، بينما أبنـاءُ اليوم ضحيَة (أرق) و(هَمّ) و(تذمُر) مُستمر من الواقع و الآباء. كما أوضَحَ المُسلسل المُشكلات التي يقع فيها المُراهِق طارحاً إلى جانبها الحلول، مُعززاً مكانَةَ المُجتمع و الوالديـن، وموضِحاً أنّ هذا المُراهِق جُزء مِن المُشكلة مُتحملاً بذلك مسؤولية تصرُفاتِهِ، في حينْ تأتينا اليوم (توافه) تحت مُسمّى (مُشكلة) ويتم تضليل المُشاهد بالمُشكلة غير الموجودة.. لتقودهُ لحل وهمي آخر.. وهَلُمَّ جرا. إلى مَن يُهمُّهُ الأمـر: تستطيعُ أن تحصُل على رِبـحٍ مادي كبيـر حينَ تُقدِّم للمُشاهِـد القيمَة الحقيقية والرسالة ذات القيمَة المعنوية العاليـة.. دعك مِن الشُهرَة.! فلها وقتٌ محدود غيـر معلوم الأجل. بينما بنـاء أجيال ذات أخلاق عاليـة و سلوكيات راقيـة ستكون بذلك سفيرةً لأوطانها حيثما حلّت. نوف سالم - العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©