السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الخدمات البنكية الإسلامية تغزو الأسواق العالمية

17 ديسمبر 2006 00:00
بينما سعت الدول الأوروبية للدخول إلى عالم الثروات الموزعة في دول مجلس التعاون الخليجي، امتنعت أقلية مهمة من المستثمرين الخليجيين عن المشاركة في الأسواق المالية بدعوى غياب المنتجات الخدمية البنكية التي تستند إلى تعاليم الشريعة الإسلامية، وبقيت مؤسسات مالية أخرى في حالة تحفّز لتقديم خدماتها الاستثمارية المستندة إلى مبادىء الشريعة عندما تتهيأ الفرصة المناسبة· وتقول (ميد) إن الممولين العالميين يحاولون الآن ملء هذه الفجوة، وخلال شهر نوفمبر الماضي تم إطلاق أول صندوق للصكوك الإسلامية مسجلة لصالح مجموعة من المستثمرين الخليجيين في زيوريخ من قبل بنك سويسري خاص، وفي الشهر التالي شهدت سوق لندن للبدائل الاستثمارية تسجيل شركة ''شريعة كابيتال'' الأميركية التي تأسست قبل أربع سنوات بهدف إطلاق منتجات خدمية تقليدية للمستثمرين المسلمين، كجزء من محاولة ترمي لتدعيم وجودها في الأسواق الأوروبية، وخلال شهر مارس الماضي وصل إلى السوق الأوروبية اسم رائد جديد في مجال الصيرفة الإسلامية هو البنك الأوروبي للاستثمار الإسلامي "EIIB" الذي يعد أول بنك أوروبي يعلن عن تقيّده بتعاليم الشريعة الإسلامية في صناعة الاستثمارات المالية، وتمكن البنك الجديد من الحصول على ترخيص مزاولة النشاط من هيئة الخدمات المالية في المملكة المتحدة· وكما هي حال نظيره البنك الإسلامي في بريطانيا "IBB" الذي فاز بدوره بترخيص الهيئة ذاتها، يمكن اعتبار البنك الأوروبي للاستثمار الإسلامي من بنات أفكار مجموعة من المستثمرين الخليجيين، وكانت الفكرة قد نشأت في ذهن رائد في صناعة الصيرفة الإسلامية في دول مجلس التعاون الخليجي يدعى عدنان يوسف الذي يشغل الآن منصب المدير العام للبنك· ويقول مدير إدارة البنك الأوروبي للاستثمار الإسلامي جون فيجويلين: يشكل حملة أسهمنا الغالبية العظمى من قاعدة زبائننا ومستهلكي خدماتنا، ويكمن السبب الأساسي الذي يدفعهم للاستثمار في أنهم يرغبون بالدخول في استثمار إسلامي يقع في مركز مالي خاضع للقوانين الدولية ولهذا فنحن نعتبرهم زبائن عاديين· ياتي هذا في الوقت الذي شهدت أعداد زبائن البنك الكثير من الزيادة حتى أصبحت تضم أكثر من 800 عميل· ويكمن سرّ نجاح البنك الأوروبي للاستثمار الإسلامي في قدرته على ابتداع وتطوير العديد من المنتجات الاستثمارية الإسلامية التي تحظى بقبول الغالبية العظمى من واضعي القوانين العالمية المعقدة للتعامل البنكي، وأصبحت ''صكوك'' ومعها بقية الخدمات البنكية الأخرى قيد التداول، ويستعد البنك لإصدار صكوك أخرى تعد الأولى من نوعها في لندن· ويشير تقرير (ميد) إلى الدعم السياسي ذي المستوى العالي الذي تحظى به الخدمات المالية الإسلامية في المملكة المتحدة؛ ويقول فيجويلين في هذا الصدد: أظهرت الحكومة البريطانية أنها متعاونة إلى أبعد الحدود في هذا الشأن، ويدور الآن في أوساط هيئة الخدمات المالية في بريطانيا حديث يفيد بأن المملكة المتحدة أصبحت تمثل القلعة المالية الإسلامية في أوروبا، وهي التي عملت بجدّ كبير حتى بلغت هذه المكانة، ومن بين مجموعة كبيرة من المنتجات الاستثمارية الإسلامية، تم رفض منتج وحيد بسبب التضارب بين نظرة الشريعة الإسلامية إلى مسألة المشاركة في أخطار الاستثمار والقوانين البنكية المعمول بها في بريطانيا·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©