الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محمد الزعابي يبتكر نظاماً يسترجع خبايا الهواتف الذكية

محمد الزعابي يبتكر نظاماً يسترجع خبايا الهواتف الذكية
21 سبتمبر 2011 13:47
يقدم نظام ابتكره طالب الدكتوراه محمد الزعابي دلائل يحتاجها رجال الشرطة والأمن في تحقيقات جارية لتساعدهم على حل الجرائم، حيث يستخرج هذا النظام جميع المعلومات عن مستخدم الهاتف الذكي، والتي تضم سجل اتصالاته، والمواقع المستخدمة وغيرها من المعلومات، بالإضافة إلى المعلومات التي تم حذفها من الهاتف. وما يميز هذا المشروع هو أنه يستخدم للهواتف الجديدة الذكية القائمة على نظام «الأندرويد»، وأنه لا يحتاج إلى تفاعل بشري، ويعمل على استخراج المعلومات بشكل تلقائي، وسيسهم هذا المشروع بعد استكماله ووضوح معالمه في توفير وقت وجهد الشرطة خلال التحقيقات. «إنجاز تحقيق الجرائم الإلكترونية للهواتف القائمة على نظام الأندرويد»، هو مشروع تخرج قدمه الطالب محمد الزعابي إلى جامعة خليفة للحصول على درجة الدكتوراه، ويهدف المشروع، إلى الإسهام في حفظ الأمن من خلال الكشف السريع عن الجرائم الإلكترونية. كشف المعلومات يقول الزعابي صاحب الفكرة: «يجب أولا التعريف بجهاز أو نظام (الأندرويد) الذي يجب أن يكون ملحقا بالهاتف النقال أو الكمبيوتر اللوحي»، مشيراً إلى أن أندرويد (Android‏) هو منصة برمجيات ونظام تشغيل خاص بالهواتف النقالة، مبني اعتماداً على نواة «لينكس»، ويسمح «أندرويد» للمطورين بكتابة شيفراتهم المصدرية باستخدام لغة «جافا»، حيث بإمكانهم التحكم بالهاتف باستخدام مكتبات برمجية مكتوبة بلغة «جافا»، التي قامت «جوجل» بتطويرها، ومن الممكن تجميع البرامج المكتوبة بلغة «سي» البرمجية واللغات الأخرى، وتشغيلها على نظام التشغيل «أندرويد»، باستخدام طرق أخرى لا تدعمها «جوجل» رسمياً. ويشار إلى أنه تم الكشف عن منصة «أندرويد» في نوفمبر 2007، عند إنشاء الاتحاد المفتوح للهواتف، وهو تجمع لثمان وأربعين شركة اتصالات ومصنعي المعدات والبرمجيات التي تلتزم بتطوير المعايير المفتوحة للهواتف النقالة. ويضيف الزعابي «هذا النظام من أشهر الأنظمة في العالم، واخترت أن يكون مشروع الدكتوراه مميزاً وجديداً، وله فاعلية ومردود جيد على المجتمع؛ لهذا قررت منذ هذه السنة، وهي السنة الأولى لإنجاز مشروع التخرج والذي سيستمر العمل عليه ما يناهز أربع سنوات، أن يكون مشروعي له علاقة بالتحقيق في الجرائم الإلكترونية، وتسهيل الوصول إلى المجرم، واكتشاف عدة حقائق من خلال الهاتف النقال أو الكمبيوتر اللوحي المزود بهذا النظام (الأندرويد)»، موضحاً أن الهدف الأساسي من هذا المشروع هو استخراج كل المعلومات المخزنة في ذاكرة الهاتف والكمبيوتر اللوحي المزودة بنظام «الأندرويد»، سواء الظاهر منها والمسجل، أو المخفي بطرق معينة، ويمكن أيضاً كشف كل الأرقام التي تم مسحها وشطبها من ذاكرة الهاتف، كما يوضح أن العملية يمكن أن تتجاوز ذلك إلى استرجاع كل الصور والفيديو الموجودة في الذاكرة حتى ولو تم مسحها أو إلغاؤها. طريقة العمل عن طريقة القيام بالكشف عن معلومات الهاتف الذكي باستخدام النظام الذي وضعه، يقول الزعابي «نربط الهاتف النقال أو الكمبيوتر اللوحي المزود بنظام (الأندرويد) بجهاز الكمبيوتر، وباستخدام برامج معينة، بحيث نستطيع استخراج كل المعطيات المخزنة في ذاكرة الهاتف، ونستطيع بذلك مساعدة المحقق في الجريمة في الحصول على المعلومات التي تفيده في التحقيق، وكل المعلومات التي تفيده، هذه المعلومات تفيد في استخراج المعلومات المخفية أيضاً مثل الرسم السري للحساب البنكي، وبعض الصور التي تكون دالة على الجريمة». ويضيف «في هذا الخصوص قرأت عن مجرم قتل ضحيته، ودفنها في أحد الأماكن التي حفظها في هاتفه النقال برمز معين، وبهذه الطريقة يمكن اكتشاف مكان الجريمة، كما يمكن اكتشاف الجريمة أيضاً من خلال المراسلات، الواردة والصادرة أيضاً وإن تم مسحها»، موضحاً أن الأمر يتجاوز اكتشاف الجريمة من خلال الأرقام والرسائل إلى اكتشافه من خلال الـ»فيسبوك» والـ«تويتر» إن كان يستعمله، بحيث تمكن هذه الطريقة من الحصول على الرقم السري أيضاً لهذه الاستعمالات من الـ«فيسبوك» و«تويتر»، وأرقام حسابات الأبناك أيضاً، وكل المتعلقات بالمستعمل للهاتف النقال والكمبيوتر اللوحي المزود بنظام «الأندرويد». ويشير الزعابي إلى أن التحقيق في الجرائم الإلكترونية للهواتف القائمة على نظام «الأندرويد» سيمكن من الوصول لكل هذه المعلومات بلمسة زر، ويساعد في تسهيل عملية كشف الجريمة والتحقيق فيها، وبذلك سيختصر الجهد والوقت، بحيث كان المحقق في السابق يعتمد على الكتابة اليدوية في استخراج المعلومات الضرورية للوصول إلى نتيجة في التحقيق، كما سيكون مفيداً للشرطة الجنائية في إنجاز التحقيقات. ويوضح أن مشروعه سيقدم إضافة جديدة لميدان التحقيق الجنائي. نجاح ومعيقات يقول الزعابي إنه قام بتجربة من خلال هاتفه النقال المزود بنظام «الأندرويد»، ويوضح «عندما قمت بتجريب هذه العملية ذهلت من النتائج، وخفت منها أيضاً، بحيث ظهرت أرقام وصور مشطوبة ومنسية تماماً، وقديمة أيضاً كانت مخزنة في ذاكرة الهاتف، كما استطعت الحصول على رقمي السري للبنك الذي أتعامل معه، وكل الصور والفيديو المحذوفة». وعن صعوبة العمل بمشروع التحقيق في الجريمة الإلكترونية للهواتف القائمة على نظام «الأندرويد» الذي يعمل عليه الزعابي كمشروع دكتوراه من جامعة خليفة، يقول «من الصعوبات التي واجهتني في العمل هي عدم وجود مراجع لكون العمل بهذا النظام جديد، ولكن استطعت التغلب على هذه النقطة، فالهواتف الذكية تشبه إلى حد كبير الحاسوب، في تطبيقاتها، لهذا فإنني أحاول تطبيق ما يفيدني في بحثي في هذا الإطار، إذ أعتمد على التطبيقات الموجودة في الكمبيوتر نفسها، كون نظام «الأندرويد» جديد، وليست له مراجع كثيرة في هذا الإطار، كما أنني أحاول المقارنة بينه وبين نظام الملاحة في السيارات (jps)، بحيث يعمل بطريقة حفظ الأرقام نفسها، والأماكن عادة هي عبارة عن أرقام في نظام الملاحة، فهناك تشابه أستفيد منه في البحث». ويشير الزعابي إلى أنه راسل جامعة في أستراليا بحثاً عن تبادل خبرات في مجال مشروعه فتم استدعاؤه هناك، حيث سيقضي شهراً كاملاً في الجامعة لتبادل الخبرات في هذا المجال، ويقول في هذا الصدد «ستتيح لي هذه الفرصة تبادل الخبرات، وسأفيدهم أنا أيضاً بما توصلت له من معلومات في هذا المجال». ويلفت الزعابي إلى أن مشروعه قد يفيد أيضاً في الحالات العادية، بحيث يمكن لأي شخص عادي أن يلجأ لهذه التقنية في حال تلف هاتفه النقال المزود بنظام «الأندرويد»، ويحتفظ بذاكرته، حيث سيتمكن من استخراج كل الأرقام التي حجبت عن الرؤية، كما أنه يفيد أيضاً الناس الذين فقدوا بعض الأرقام أو شطبوها سابقاً. أمن المعلومات يشير الطالب في الدكتوراه محمد الزعابي إلى أنه سبق وأنجز مشروعاً في إطار الماجستير، مختلفاً نوعاً ما، لكنه يعتبر امتداداً للمجال نفسه. في هذا الإطار، يقول «سبق وأنجزت مشروعاً للحصول على الماجستير يتعلق بنظام أمن المعلومات، وهو متعلق أيضاً بالهواتف المتحركة، وكان عبارة عن برنامج خرائط، وفكرة المشروع أن يستطيع مستخدم الهاتف النقال إخفاء مكان وجوده، وهذه الخدمة ستكون مقتصرة على بعض الشخصيات التي لا ترغب في معرفة تحركاتهم، فمثلاً عندما تدخل أو تخرج من مطار أي بلد فإنها تأتيك رسالة تقول مثلاً: مرحباً بك في بلدك، الحمد لله على السلامة، أو ترسل كلمات تعبر عن مغادرتك للتراب الوطني، وبعض التفاصيل التي لا يرغب البعض في معرفتها». ويوضح الزعابي أن هذا المشروع قد لا ينفع في بعض البلدان التي تتحفظ عليه، لكن يفيد الناس في دول أخرى التي تسمح للناس بإخفاء معلوماتهم. وعن الجانب السلبي للمشروع، يقول «فعلاً هناك جانب سلبي في الموضوع، ولكن المشروع ككل يعتبر تحدياً لكونه جديداً، فهذه البرامج أصل بحثها كيف يكون المستخدم معروفة تحركاته، أما أنا في المشروع فعكست الآية، إذ بحثت في طريقة لإخفاء المستخدم».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©