السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«محمد بن حاضر».. قنديل يضيء في العتمة!

«محمد بن حاضر».. قنديل يضيء في العتمة!
3 مارس 2016 00:32
نوف الموسى (دبي) «من يكتب القصيدة، يضفي أعماراً مديدة لروحه»، هنا.. انتشى المثقفون بعطر إيمانهم بأنهم مسكونون بالشاعر الإماراتي الراحل محمد بن حاضر المهيري، وأنه ساكن فيهم بقصائده، وبمواقفه تجاه الفعل الإنساني، والبناء الاجتماعي، والمساهمات الثقافية والإبداعية في مجالات عدة، والتي تجلت في حراكه الدبلوماسي ومكنونه الأدبي، معتبرين أن استعراض تجربته وسيرته الممتدة نحو أفق بناء جسور التواصل بين اللغة والذاكرة والذات الإنسانية، تمثل مساهمة معرفية، تثري المرحلة الحالية من عمر البحث التاريخي لأهم الإنتاجات الأدبية في المنطقة المحلية، إلى جانب تسليط الضوء على أوجه الإلهام الفريدة، للقامات الشعرية الإماراتية. تلك واحدة من المرات التي اتسع فيها المكان للشعر والحنين والخلود الأدبي.. نتحدث هنا عن ندوة (من الذاكرة) التي أقيمت مساء أول من أمس، ضمن فعاليات الدورة الثامنة لمهرجان طيران الإمارات للآداب، تخليداً للشاعر محمد بن حاضر، وتضمنت حوارات شعرية وسردية، جمعت بين الشاعرين الإماراتيين إبراهيم الهاشمي، وخالد البدور، بمشاركة حارب بن حاضر المهيري، ممثلاً عن أسرة الشاعر الراحل، وناقشت القوة الجمالية لما كتبه الشاعر محمد بن حاضر، والذي شكل في جوهره سحر قنديل يضيء في العتمة ! ما يزيد على 14,000 بيت شعر، تم جمعه للشاعر محمد بن حاضر، بحسب الشاعر إبراهيم الهاشمي، مضيفاً أن الغزارة الإنتاجية للراحل تمتد إلى فضاءات متعددة للكتابة (الشعر والمقالة، والقصة القصيرة)، بيد أن الأخيرة لا تزال بعيدة عن نور الاطلاع العام، معتبراً أن سيرة الشاعر محمد بن حاضر، تتخذ من منحى الشعر بقعة استثنائية، لتفسير جّل الرؤية المعرفية التي امتلكها الشاعر، خاصةً أنه كتب في معظم المناسبات والمناقشات الاجتماعية والسياسية والأدبية، كما سرد الهاشمي عطاءه الاجتماعي تجاه الأدباء والمثقفين تحديداً، الذي اعتبروه في كتاباتهم، صاحب المروءات الأول، وذلك لحبه وسخائه وكرمه الذي تجلى بسجية طبيعية، مغروسة فيه، بينما تأتي اللغة العربية والغيرة عليها، ضمن أحد أهم أولويات الشاعر، الذي طالب بأهمية تنقيحها من (الرطانة)، مستنداً على النقد الموضوعي واللاذع، وأوضح إبراهيم الهاشمي، أنه بحكم حضوره الاجتماعي والثقافي، والدبلوماسي، سعى الشاعر الراحل لاستثمار مواقعه، لإيصال هموم الناس، إلى القادة في دولة الإمارات. قرأ الشاعر خالد البدور، بنَفَس الشاعر، واستفاضة إيقاع القصيدة، مجموعة من أشعار الراحل محمد بن حاضر، والتي تجمع بين الرومانسية الشفافة للمكان، والروح السامية للعلاقة مع مؤسسي النهضة في الإمارات، ومنها قصيدة (شيخ العرب) المهداة للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان: ما للرٍّمالِ بطاحُها خضراءُ.. أتنصَّلت من لونها الصحراء؟ أنا لا أرى الكثبان تجتاح المدى بالجدبِ، أو تجتاحها الرَّمضاءُ فهل استعارتْ حلةً من سندس فإذا الفيافي جنة فيحاء، طبع الطبيعة أنها إن أخصَبَتْ ماجتْ على جنباتها النَّعماء وسجيةُ الكرماء أن أكفَّهم تعطي، فيُعْدي سَيبُها المعطاء ورمالنا مذ صافحت يد (زايدٍ) سال النضارُ بها وقام (الماءُ) وفي المجمل، أوضحت الندوة سعة ثقافة الشاعر محمد بن حاضر، الذي اتضح أنه صاحب أول قصيدة منشورة في صحيفة «الاتحاد» الإماراتية، وأنه كان قارئاً نهماً، في مختلف المجالات، حيث كان مطلعاً على الأدبين الإنجليزي والفرنسي، عاشقاً لقصائد المتنبي، التي يحتفظ بإصدارتها في مكتبته، والمتضمنة نحو 10,000 كتاب، في مختلف جوانب الحياة. عتب المحب وجه الشاعر إبراهيم الهاشمي خلال الأمسية الاحتفائية، عتب المحب للمؤسسات الثقافية مطالباً إياها بضرورة تكريم شخصية الشاعر الراحل محمد بن حاضر، وتابع: «يجب علينا تكريم رموزنا، وقاماتنا الشعرية. لا أريد في هذا المقام تخصيص جهات أو أسماء، بل مطالبة حضارية بتعزيز المشهد الثقافي الإماراتي، ببيان شعرائه وأدبائه، بصورة أكثر تقديراً لجهودهم ومساهماتهم»، منوهاً إلى أن الصحف المحلية، اكتفت ببضع مقالات عن الشاعر الراحل محمد بن حاضر، ودورها يقتضي أكثر من ذلك، في توسيع المدارك والوعي تجاه الحياة الثقافية في الإمارات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©