الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

العلاق يحاور رؤاه الشعرية بالنقد

16 ديسمبر 2006 00:59
د· سلمان كاصد: ضمن نشاطها الثقافي استضافت جامعة أبوظبي أمس الأول الشاعر علي جعفر العلاق في قراءة شعرية تخللتها لمسات من واقع تجربته الحياتية والشعرية التي عاصر فيها فترة الستينيات من حركة الشعر العربي الحديث· أدار الجلسة الدكتور ستار زويني من قسم اللغة الانجليزية في الجامعة بوصفه منفذ هذا النشاط الثقافي وبحضور نخبة من أساتذة الجامعة وحشد من الطالبات والمدعوين· في بداية الجلسة قدم العلاق جزءاً من تجربته ونظرته للشعر ورؤاه حول طبيعة القصيدة الحديثة التي شغلت مساحة متميزة من واقعنا الإبداعي ثم تحدث عن بداياته الأولى في الكتابة الشعرية التي ابتدأ فيها وهو لا يزال في سن مبكرة وبخاصة علاقته بأهم الشخصيات الثقافية والنقدية العربية وهو الناقد والشاعر والمفكر جبرا إبراهيم جبرا الذي نشر للعلاق أولى قصائده على صفحات مجلة ''العاملون في النفط'' ثم عرض العلاق من خلال الحوار الاستذكاري مفاهيمه النقدية حول توظيف الموروث والاسطورة داعياً الى استغلال هذا الموروث وتحويله بما يخدم القصيدة للكشف عما هو معاش في اللحظة الحاضرة· تجربته الشعرية ثم قرأ الشاعر العلاق مجموعة من قصائده ومن مختلف محطات تجربته الشعرية والتي توزعت بين ''الأعمال الشعرية الكاملة'' وديوان ''ممالك ضائعة'' وديوانه الأخير ''سيد الوحشين''· وتعميق تجربة استضافة الشعراء والأدباء إلى أروقة الجامعات وتعرف الطلبة على الحياة الثقافية العربية رافق هذه المحاولة ترجمة فورية وقراءة متزامنة مع قراءة العلاق لقصائده وأن تقرأ هذه القصائد باللغة الانجليزية والتي قامت المترجمة وصال العلاق بهذا الدور الذي لم يقل براعة وقدرة عن قراءة الشاعر لشعره· وبذلك تحصّل الحضور على برنامج إبداعي مختلف في تجربة مغايرة للسائد والنمطي والمتعارف عليه· وبهذا اطلع الحضور على نمط موسيقي عربي في قراءة الشاعر لشعره وعلى نمط موسيقي مواز له قرئ في اللغة الانجليزية لذات القصائد قدمته مترجمة قصائد العلاق بشفافية وموسيقية كانت مثار اعجاب الحاضرين من اساتذة وطلبة متخصصين· من قصيدة ''المجنون'' قرأ الشاعر علي جعفر العلاق: ''من ترى/ أوصلك اليوم الى هذا المتاه؟/ لا خفاف الابل الحمقاء قادتك الى ليلى/ ولاهبت على معولك الناتج/ اقمار المياه··/ كيف أوغلت؟ حفرت البئر حتى/ بكت الابرة، واشتد عليك الليل/ حتى اختلط الحابل بالنابل، والموحش بالآهل/ حتى بلغت حيرتك الكبرى/ مداها، فلماذا/ يأسك الوارف لم يبلغ مداه''· القناع الموروث وهي معالجة لاستخدام ''القناع'' الموروثي وتوظيفه في زمن آخر هو اللحظة الراهنة الشعرية· كما قرأ العلاق من قصيدة جميلة له وهي ''طائر يقبل من مذبحة'' هذين المقطعين اللذين يكشفان عن رؤية استخدامية جديدة لملحمة كلكامش التي أبصرها الشاعر من بؤرة وزاوية مغايرة عما هو متداول في الملحمة· يقول الشاعر: ''كلكامش/ أخي القديم، طائري القديم/ كم بكيت/ عليك، كم ضعت/ وكم أضعت/ كم هدّمت من مغارة/ سوداء، كم بنيت/ فأين كنت/ في عروقي أي جرّة/ قديمة، ومن هتاف أي غيمة/ أتيت؟''· حيث بدأ التساؤل محيراً الشاعر ممتزجاً باستغراب ودهشة لما يجري في لحظة الكتابة الشعرية من تحولات لمصائر استغلها الشاعر عبر تفسير الموروث الأسطوري· هذا التساؤل الذي ظل يتكرر: ''أصحيح ما رواه الشجر؟/ - منذ بدء الكون/ كان الدم ضوءاً/ بل وضوءاً للعراقيين، كان المطر/ واحداً منهم وكان/ الضجر/ خصلة فيهم/ أكانوا محض ضدين/ قديمين: الندى والشرر؟/ أصحيح ما يقول الشجر''· ولم يفت العلاق ان يعطي درساً في التفريق بين الموهبة والمعرفة عندما تحدث عن أنماط الشعراء الموهوبين بوصفهم نقاداً والنقاد اللاشعراء والشعراء اللانقاد· فكان بذلك قد قدم شعراً ورؤية موضوعية للشعر في هذه الجلسة الشعرية التي نرجو تكررها مع شعراء وأدباء آخرين·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©