الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

المهنة المستباحة!

14 ديسمبر 2010 22:34
مرة أخرى نعود للمهنة المستباحة! (الإرشاد السياحي) وسبب العودة هو ذلك الخبر الذي أشار إلى القبض على أشخاص يعملون في الإرشاد السياحي من دون ترخيص، وتبين أنهم ينتمون لمهن ومجالات يدوية حرفية، (جزار، سماك، سباك!) لا علاقة لها من قريب أو بعيد بالإرشاد أو بالسياحة. هذا الخبر يجعلنا نعود لهذا الموضوع المهم والمؤثر في صناعة السياحة بشكل كبير، ولكننا لا نزال نهمله بلا مبرر أو سبب واضح، رغم أننا ننفق الملايين بل المليارات على المشروعات السياحية والمرافق والترويج، بينما نرفض أن نخصص حتى حوافز تشجيعية للمواطنين والمواطنات للعمل في هذا المجال! المرشد السياحي هو واجهة صناعة السياحة، وهو المتعامل المباشر مع السائح، وهو مصدر المعلومات الأول والأوثق بالنسبة للسائح، وكل كلمة يتفوه بها هي حقيقة دامغة بالنسبة للسائح، هو الموصل الجيد، بل والجيد جداً للتراث والتاريخ والحياة المعاصرة وطبيعة الناس وأحوال الشارع، هو صاحب الانطباع الأول والأخير، وهو حامل أختام الجودة السياحية التي يدمغ بها عقول وعيون السياح والزوار. لهذا طالبنا ولا زلنا نطالب، وسنظل نطالب بأن يكون المرشد السياحي مواطنا إماراتيا، وطالبنا ولانزال نطالب وسنظل نطالب، بأن نعطي كل الدعم وننفق من الأموال من أجل وجود مرشد سياحي مواطن، بل نطالب بأن يكون ذلك مثل مشروع سياحي قومي في كل الإمارات، بتأهيل عناصر من الشباب والشابات المواطنين والمواطنات، يعملون كمرشدين سياحيين، وأن نعطي هذا المشروع جل وأكبر الاهتمام. المشكلة التي تواجه تطوير هذه المهنة، هي أنها مرتبطة بشركات السياحة وشركات تنظيم الرحلات السياحية بشكل مباشر، وهي شركات خاصة وبالطبع لا تعرض مقابلاً مادياً جيداً للمرشد السياحي، كما أنها لا تتحمل أعباء تعيينه بشكل دائم، وتفضل أن يتعاون معها المرشدين بالرحلة! . وهذا كله يجعل في المهنة عدم استقرار، ويؤدي إلى العزوف عن العمل فيها من الكوادر المواطنة، وإذا تركنا الحبل على الغارب، سيظل الوضع على ما هو عليه، بل من سيئ إلى أسوأ، وسنجد كل من لا مهنة له يعمل في الإرشاد السياحي، وينقل عنا ما ينقل، ويقول عنا ما يقول، حتى نفاجأ بأن كل ما أنفقناه على الترويج والدعاية السياحية والحضارية، قد ضاع منا هباء! كل يوم يمر، بينما يعمل هؤلاء وهؤلاء كمرشدين سياحيين، هو جريمة في حق بلادنا، وكل سائح واحد يستمع إلى معلومة من هؤلاء المضللين هي كارثة، ولا يجب أن نترك هذا العبث ليستشري في الجسد السياحي الذي يعيش الآن في مرحلة الشباب المتجدد والطموح. ألا هل بلغت..اللهم فاشهد. وحياكم الله. إبراهيم الذهلي | رئيس تحرير مجلة أسفار السياحية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©