الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مهن موسمية تنتعش على الشواطئ المصرية تحت وطأة الحر والرطوبة

مهن موسمية تنتعش على الشواطئ المصرية تحت وطأة الحر والرطوبة
20 سبتمبر 2011 23:04
(القاهرة) - الصيف ليس دائماً موسم الحر والرطوبة خاصة مع بسطاء الناس في مصر، فهو للبعض منهم موسم الرزق وكسب المال الوفير لبائعي المثلجات والمشروبات الغازية وحمص الشام وبائعي غزل البنات والنظارات الشمسية وألعاب الأطفال وملابس البحر، ومصوري الفوتوغرافيا السريعة ومؤجري الكراسي والمناضد والشماسي التي تستخدم في الجلوس على شاطئ البحر، وسماسرة الشقق ومؤجري العوامات وعمال الغوص والإنقاذ. عشرات المهن الموسمية تستوعب طاقات رجال ونساء يجدون في أيام الصيف موسم عمل ورزق في مهن تخلق أجواء احتفالية مميزة للمصطافين ومن دونها لا تكتمل بهجة الاستمتاع بالإجازة الصيفية على الشواطئ المصرية الممتدة على البحرين الأحمر والمتوسط - الإسكندرية وبورسعيد ورأس البر وجمصة ومرسى مطروح والساحل الشمالي، إلى جانب الغردقة وشرم الشيخ ـ جميعها في نظر هؤلاء البسطاء شواطئ خصبة لكسب الرزق، وحكاياتهم تتشابه لدرجة التطابق لاسيما أن المصطافين يرون في تلك المهن ضرورة لا غنى عنها لاكتمال استمتاعهم بالمصيف. استغلال الظروف يقول عمر سعد الدين، الذي جاء مع زوجته وأبنائه الأربعة لأحد المصايف «لا نستطيع الابتعاد عن الشاطئ والانتقال إلى داخل المدينة لشراء شمسية أو تي شيرت بحر فوجود العاملين في تلك المهن يوفر علينا الكثير من الجهد، لكن ما يؤخذ عليهم مغالاة البعض منهم في الأسعار استغلالا للظروف». وتعد مهنة سمسار الشقق في طليعة المهن التي تزدهر في المصايف المصرية حيث يوفر أفرادها للمصطافين فرصة الإقامة في مكان مناسب وفقا لمقدرة كل منهم. ويقول السمسار حسين عبدالناصر «أعمل في تلك المهنة منذ أكثر من 25 سنة. ويعتبر الصيف موسم الرزق الوفير لازدياد الطلب على تأجير الشقق وغالبية المصطافين يرغبون بالإقامة فترات تتراوح بين أسبوع وأسبوعين وقيمة الإيجار حسب قرب الشقة من الشاطئ وتوفر الكماليات اللازمة للإقامة المريحة من أثاث جيد ومفروشات نظيفة وأجهزة كهربائية». ويوضح أن «إيجار الأسبوع في «الشقق اللوكس» على البحر مباشرة يتراوح بين 500 -1000 جنيه حسب التوقيت (الذروة في شهر يوليو)، وكثافة الإقبال ويقل السعر تدريجيا كلما اقتربنا من الشتاء وابتعدنا عن الشاطئ وهناك بعض الأسر تحرص على ترك منازلها طوال فترة الصيف والإقامة عند الأقارب للاستفادة من موقع منازلهم وقربها من البحر». وهناك مهنة بائعي المثلجات كالآيس كريم حيث ينادي سمير منصور (22 سنة) على بضاعته. ويوضح أنه يعمل منذ نعومة أظفاره في تلك المهنة التي تعود عليه بالدخل الوفير خلال الصيف، قبل أن يهجرها بقدوم الشتاء نظرا لترك الناس للشواطئ، فيلجأ للعمل في أحد المقاهي بالقرب من منزله. ويقول «رزقنا على الشاطئ كل يوم وهناك زبون يدفع جنيهين ثمنا لبسكويت الآيس كريم، وآخر يدفع خمسة جنيهات كنوع من الإكرامية والمهم أن يسعد هو وأسرته خلال تواجدهم على الشاطئ». ويرى أن مهنته أحيانا تجلب له المتاعب عندما تطاردهم هيئة تنشيط السياحة وشرطة المرافق بشكل مستمر وتصادر عرباتهم وبضاعتهم لعدم وجود تراخيص. ليست نزهة يصف محمود شحاتة، بائع حلوى غزل البنات، العمل على الشاطئ بأنه ليس نزهة، وقول «المتعة للمصطافين وحدهم بينما نحن العاملين في مهن الشواطئ نبذل جهدا كبيرا لنكسب رزقنا ويكفي الساعات الكثيرة التي نقضيها في العمل والوقوف على أقدامنا وأحيانا التنقل على طول الشاطئ سيرا على الأقدام وأكل العيش صعب». ويقول علاء زهير، بائع ملابس البحر، «لملابس البحر زبونها الذي لا يتواجد إلا على الشاطئ حيث يحرص غالبية المصطافين على الشراء من بائعي الشواطئ لأننا نبيع أرخص من المحال ورغم ذلك يشكو من لجوء العديد من الزبائن للفصال الذي أصبح عند النساء تحديدا عادة». ويعمل خالد عبدالعزيز (39 سنة) في تأجير الكراسي والشماسي لرواد الشاطئ، ويقول إنه اضطر للعمل في تلك المهنة بعد تخرجه في كلية الآداب قسم وثائق ومكتبات قبل 18 عاما، وحتى عندما عثر قبل 10 سنوات على فرصة عمل كأمين مكتبة بمدرسة ابتدائية، ظل حريصا على مزاولة مهنته حيث تساعده أرباحها على الوفاء بالاحتياجات الضرورية لأسرته بقية أيام العام، مشيرا إلى أن إيجار الشمسية 5 جنيهات والكرسي 3 والمنضدة 5 جنيهات. وهناك مهنة التصوير على الشاطئ حيث يحرص فريق من المصطافين على التقاط الصور التذكارية بملابس البحر أو وهم يلهون برمال الشاطئ، ويشيدون بها بيوتا وقصورا، كما يقول المصور المتجول أمير فلاش (31 سنة)، ويضيف أنه ورث المهنة عن والده، ويتقاضى 5 جنيهات مقابل الصورة الفورية، مشيرا إلى أن التكنولوجيا الحديثة في التصوير خاصة كاميرا أجهزة المحمول أسهمت في قلة مكاسبه حيث بات بعض المصيفين يستعملونها. متاحة للجميع لا تخطئ العين على الشاطئ رؤية منضدة تعلوها قِدرة مليئة بحمص الشام إلى جانب براد الشاي وصناديق المياه الغازية وحولها يتردد المصطافون ممن يحلو لهم تناول مشروب حمص الشام بمذاقه المميز. ويقول سعيد عصفور، الذي يبيع حمص الشام لرواد الشاطئ منذ خمس سنوات «الناس يحبون تناول حمص الشام وقت تواجدهم بالنهار على الشاطئ أو ليلا على الكورنيش». ويضيف أنه حصل على ليسانس آداب منذ 4 سنوات، وبحث عن وظيفة في بلدته الشرقية فلم يجد فاقترح عليه صديق مساعدته في العمل كبائع حمص الشام على شاطئ البحر مقابل أجر يومي 20 جنيها ومن يومها لم يترك المهنة، لكنه لم يستمر مجرد مساعد بل صار صاحب مشروع يديره بنفسه ومعه عاملان، ويشير إلى أنه يبيع كوب حمص الشام بجنيهين والشاي بجنيه ونصف الجنيه والمشروبات الغازية بجنيهين ونصف الجنيه. واللافت في مهن المصيف أنها ليست حكرا على أحد حيث تجد على الشواطئ أطفالا ونساء وطلاب المدارس والجامعات إلى جانب الرجال يعملون في بيع الملابس والمثلجات والنظارات الشمسية لما لها من أهمية خاصة في الوقاية من حرارة الشمس، وهذا ما دفع الطالب أحمد ياسين (15 سنة) لاغتنام الفرصة لتحقيق عائد يساعده على شراء الكتب والملابس اللازمة عندما تعاود المدرسة الثانوية فتح أبوابها من جديد مطلع أكتوبر القادم، حيث من المقرر التحاقه بالصف الأول الثانوي بعد نجاحه في الشهادة الإعدادية بمجموع كبير. ويوضح أن والده توفي منذ خمس سنوات ويتولى مساعدة أمه في توفير متطلبات الأسرة وتساعده شقيقته الصغرى رانيا 9 سنوات، التي تقف معه غالبية ساعات النهار على الشاطئ
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©