الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أثر الإعلام

15 ديسمبر 2006 23:56
تلعب وسائل الإعلام دوراً مهماً وكبيراً في حياة الإنسان نحو نشر السلوكيات الجيدة بين أفراد المجتمع، وفي هذه الأجيال ما ينفع المجتمع، ذلك عندما تكون هذه المادة الإعلامية سليمة وغير مغشوشة بأي مواد مسمومة قد تدس بين العسل المغشوش الذي يتجرعه الناس في كل ساعة وحين، عندما تكون هذه المادة الإعلامية المقدمة للمشاهد هي مادة جيدة صالحة بعيدة عن المواد والأفكار المتكررة والتي دائماً ما يشكو منها الكثير من الناس، وبطبيعة الحال فإن مثل هذه المواد الإعلامية يكون لها الأثر في نفوس أفراد المجتمع، وأول هذه الفئات التي تتأثر بذلك هي فئة الشباب والمراهقين على وجه الخصوص، فلدى كل أسرة وفي كل بيت اليوم هناك أطباق لاقطة لكثير من المحطات الفضائية الخارجية، وبطبيعة الحال منها الغث وهو كثير، ومنها السمين وهو قليل، مقارنة بما يقدم من الأمور السلبية الأخرى على هذه الفضائيات، فكانت من نتيجة ذلك أن كثرت السلوكيات الخاطئة بين هذه الفئات التي ذكرناها، وهذا للأسف في ظل غياب شبه كامل لكثير من الآباء الذين هم أولياء الأمور طبعاً، ولا نقول كلهم· هنا تدخل الوالد يجب أن يكون حكيماً حتى يوقف كل ما من شأنه أن يغير سلوكيات هذا الابن الشاب من خلال تأثره بهذه المواد الإعلامية وعدم تشجيعه على كثرة مشاهدتها، فشباب اليوم وجد في هذه الوجبة الإعلامية الدسمة التي تقدم له في كل لحظة وحين وعاء يغترف منه كل ما لذ وطاب له فوق طبق من كل هذا الخليط الإعلامي السمين والغث الذي يختلط بعضه بعضاً بالعقول، فوسائل الإعلام اليوم ليست الغربية وحدها فقط إن لم تكن العربية هي الأخرى شريكة معها في هذا التشتت الفكري لدى هذه الفئة من الشباب الذين تعتمد عليهم أوطانهم في التنمية والبناء لمجتمعاتهم، وهم الذين تنظر إليهم الأمة بمنظار تحدي المستقبل القائم على أكتاف هؤلاء الشباب، ولكن كيف السبيل الى ذلك وهم يعيشون في حالة من التيه والضياع بين كل ما يقدم إليهم عبر هذه الفضائيات المنتشرة بهذا الشكل الكبير· وهنا أولياء الأمور لابد أن تكون لهم كلمة صائبة في هذا المجال، حيث إنه إذا ترك الحبل على الغارب- كما يقال- فإن النتيجة سوف تزداد سوءاً وسلبية في المستقبل المنظور، طبعاً زيادة عما هو عليه وحاصل الآن من هذا التشتت الفكري لدى الشباب، فالناظر الى الشباب المراهقين أبناء اليوم وعلى مختلف المجتمعات العربية برمتها وليس في مجتمع بعينه فقط يرى الأشياء العجيبة من تصرفات هؤلاء الشباب تصرفات وسلوكيات غريبة وعجيبة لم تكن معروفة، ولم تكن سائدة من قبل في كل المجتمعات العربية، فقد تغير حال هؤلاء الشباب بشكل كبير في كل أمورهم وتصرفاتهم حتى بات الواحد منا لا يعرف إن كان هذا الشاب فعلاً عربيا أم قادما من المجتمعات الغربية وهو يعيش وسط هذه الصرعات الغريبة العوجاء التي لم تأت لنا بخير أبداً، بل جاءت وبالاً عظيماً على مجتمعاتنا العربية· لا نريد الإسهاب كثيراً في هذا الموضوع، فالحل معروف سلفاً وهو ضرورة تدخل ولي الأمر، هنا وبطبيعة الحال ليس بعد فوات الأوان وبعد أن تقع الفأس في الرأس، ولكن منذ البداية، منذ نعومة أظفار هذا الشاب منذ النشأة الأولى له بحيث يحاط ويحصن من كل ما من شأنه أن يلعب بأفكاره وأهوائه عندما يكون شاباً، أما إذا جاء هذا التدخل متأخراً فقد يصبح الأمر خارج نطاق السيطرة من الوالد، ويصبح الشفاء من الداء والمرض يدخل ضمن المحال والمستحيلات، وتكون الوسيلة الإعلامية الفضائية قد لعبت لُعبتها وسيطرت عليه وانقاد خلفها كالأعمى وقد ضل السبيل، إنها واحدة من أكثر وأخطر التحديات المعاصرة، بل والمستقبلية التي تواجه المجتمعات العربية المسلمة أمام كل هذا الزحف الإعلامي القوي جداً المساند بإعلام غربي من أولوياته العمل على سياسة تمزيق وتفكيك أوصال المجتمعات العربية وتشتيت أفكار الشباب والتلاعب به شرقاً وغرباً وكيف ما يشاء ويريد، ولكن يبقى التفاؤل هو أملنا نحو المستقبل في إعلام جيد قادر على التعاطي بالشكل السليم والجيد والمقبول مع هذه العقول والطاقات الشبابية التي تحتاج الى التوجيه السليم، خاصة في هذه الفترة الحرجة من السن، ويبقى أملنا تفاؤلنا قوياً أيضاً مع هذه الفئة من الشباب العربي المسلم القادر على مواجهة التحديات الإعلامية الغربية مهما كانت الضغوط النفسية التي تمارسها هذه الوسائل من مغريات عديدة ومتنوعة وبأشكال مختلف، فالأمل يبقى قائماً حتى النهاية· حمدان محمد كلباء
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©