الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«عقار الحب» !

14 ديسمبر 2010 20:13
.. قد تتعجب إذا قابلت شخصاً لدقائق عدة ثم شعرت تجاهه بالراحة والود والجاذبية، في الوقت الذي تعيش مع شخص آخر أشهراً أو سنوات ولا تستطيع قبوله أو «هضمه» أو أن ترتاح له. بعض العلماء يشيرون إلى وجود خريطة للحب في دماغ الإنسان، وهذه الخريطة هي التي تساعد الإنسان على معرفة ما إذا كان الشخص المقابل له مناسباً للارتباط به أم لا. وهذه الخريطة عبارة عن مجموعة من الصفات التي يرغب الإنسان في وجودها عند الشخص المثالي الذي يطمح إلى الارتباط به، أو التعامل معه. فإن تقابلت مع شخص تتوافر فيه الصفات الموجودة في الدماغ، فإنك تشعر بالإنجذاب نحوه، وأن هذا الشخص هو الذي تبحث عنه، وأن هذه الصفات تخزن في الدماغ خلال جميع مراحل الحياة. فعندما تقابل إنساناً تنطبق فيه معظم الشروط، فإن الدماغ يفرز مادة كيماوية تبعث على الشعور بالفرح، كذلك يفرز الجسم هرمونات إضافية أخرى من من الأدرينالين والنورادرينالين التي تسبب عادة احمرار الوجه، تعرق اليدين، سرعة التنفس، وتسارع في ضربات القلب. وبعد انصراف هذا الشخص فإن مفعول هذه المواد ينخفض من الدم ويصاب الإنسان بالغضب والاكتئاب. وهو ما يفسر أسباب إصابة الإنسان بالحزن عندما يكون بعيداً عن الشخص الذي يحب. .. الباحثة الأنثربولوجية الأميركية هيلين فيشير حاولت الإجابة عن التساؤل الأزلي:» لماذا نحب؟ أو لماذا نشعر بالميل والجاذبية لشخص من دون آخر؟ وحصرت إجابتها في مادتى»النورييفرين» و»الدويامين» وهما المادتان الكيماويتان اللتان تحددان مشاعر الميل أو الكره الإنسانى تجاه الآخرين. وقامت فيشر باجراء دراسة تحليلية من خلال الانجذاب والانصراف من النظرة الأولى واستباقية الانطباع. وأشارت إلى أن المخ يتفاعل كيميائياً محدثاً طاقة مصدرة للعاطفة والبهجة والغيرة من جانب الحب، والبغض والاكتئاب من جانب الكره. ويسود اعتقاد شائع بين عدد كبير من العلماء أن المخ هو الذى يسمح بالحب، وأن الحب لا يحدث فجأة، بل ذهبوا إلى أبعد من ذلك. وقيل أنهم توصلوا إلى استخلاص نوع من العطور التي تساعد على إحداث الحب. ووفق هذا الاكتشاف أكدوا أن مخ الإنسان يتكون من نوعين من الخلايا العصبية وخلايا أخرى داعمة تسمى خلايا الغراء العصبى. فالخلايا العصبية هى المحور الأساسى فى الجهاز العصبى، وهي التي تتلقى الاشارات. وتتمتع تلك الخلايا بقدرات خارقة وغامضة بخصائصها الفيسيولوجية وأنماط اتصالها ببعضها بعضاً، وأيضاً إفرازاتها الكيميائية من خلال تحديد تفكير وتصرف وغرائز الشخص، كما أنها تشكل عواطفه ومشاعره وتتحكم في غضبه أو سعادته. وقد حاول العلماء فك أسرار هذا المخ المعجزة، واكتشفوا آليات تخزين المعلومات وكيفية إحساس المرء بالمكان والاتجاهات. كما اكتشفوا كيمياء الحب والحزن والخوف، وأثبتت التجارب العلمية أنه فى لحظات الحب والميل يفرز الجسم مادة كيميائية تسمى»فينيل ايثيل أمين»، وقد أطلق عليها العلماء اسم «عقار الحب». .. هل يجيء الوقت الذي نرى فيه أقراص وكبسولات الحب معبأة في مغلفات وعبوات جميلة على أرفف الصيدليات و»السوبر ماركت»؟ مَن يدري؟ خورشيد حرفوش khourshied.harfoush@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©