دخلت الأسهم المحلية موجة صعود جديدة، بعدما أضافت في مستهل تعاملات الأسبوع الحالي مكاسب جديدة قيمتها 11,7 مليار درهم تؤكد بها انتهاء موجة التصحيح القاسية التي مرت بها على مدار أسبوعين، بحسب محللين ماليين.
وسجل مؤشر سوق الإمارات المالي في جلسة الأمس ارتفاعاً بنسبة 2,1%، محصلة صعود سوق أبوظبي للأوراق المالية بنسبة 1,8%، واخترق السوق حاجز 3800 نقطة، قبل أن يتخلى عنه، بسبب عمليات جني الأرباح، فيما سجل سوق دبي المالي أكبر الارتفاعات بين أسواق دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بنحو 4,7%، وتمكن من تجاوز أكثر من حاجز دعم عند 2550 و2600.
وعمت موجة الصعود بقية أسواق المنطقة، وارتفع السوق السعودي الأكبر من حيث القيمة السوقية بنسبة 1,7% وبورصة الكويت 1,8% وقطر 1,6% ومسقط 0,73%، والبحرين 0,33%.
وعزا محللون ماليون الارتفاعات القوية في أسواق الإمارات إلى انحسار المخاوف بشأن توجيه ضربة عسكرية إلى سوريا والتي فاقمت من حدة موجة التصحيح التي دخلتها الأسواق متزامنة مع ارتفاع حدة التوترات في المنطقة، إضافة إلى عودة المؤسسات المالية المحلية والأجنبية إلى الشراء بكثافة، بعدما انحسرت المخاوف وعادت الثقة إلى مستويات من قبل توتر الوضع السياسي.
وبحسب الاحصاءات، سجل الاستثمار المحلي والأجنبي غير العربي صافي شراء في سوقي أبوظبي ودبي الماليين معا نحو 91,3 مليون درهم، بواقع 68,7 مليون درهم للمواطنين، و22,6 مليون درهم للأجانب غير العرب.
وقال فادي الغطيس مدير شركة ثنك للدراسات المالية، إن الصعود القوي للأسواق أمس، يعزز ارتداداتها القوية في آخر جلسات الأسبوع الماضي، ويؤكد على أنها انهت تماما موجة التصحيح الحادة التي مرت بها والتي كانت أول موجة حقيقية تشهدها الأسواق للعام الحالي.ط
وأضاف أن نجاح سوق ابوظبي في التمسك بمستوى 2300 نقطة الأسبوع الماضي، شجع شريحة كبيرة من المستثمرين على العودة للسوق من جديد، وعزز من ذلك انحسار حدوث ضربة عسكرية إلى سوريا، الأمر الذي دفع السوق للارتداد بقوة، وسط توقعات بأن يواصل مساره الصاعد إلى المستويات العليا التي سجلها خلال العام عند 2750 نقطة، الأمر ذاته لسوق أبوظبي عند مستوى 4000 نقطة.
وتوقع أن تمر الأسواق بعمليات جني أرباح طفيفة لن توقفها عن مواصلة الصعود خلال الفترة المقبلة، بسبب محفزات جديدة تترقبها الأسواق تتمثل في نتائج الشركات للربع الثالث والتي يتوقع أن تكون أفضل من مثيلتها للعام الماضي، فضلاً عن تزايد التوقعات بفوز الإمارات بملف استضافة معرض اكسبو 2020 الشهر المقبل، والذي سيكون له تأثيرات ايجابية على أسواق المال.
واتفق المحلل المالي حسام الحسيني مع الغطيس في استمرار الأسواق في مسارها الصاعد بعد ارتفاعها القوي أمس، مضيفاً أن محافظ الاستثمار المؤسساتية عادت من جديد إلى عمليات الشراء التي تستهدف الاستثمار على فترات زمنية من متوسطة إلى طويلة، الأمر الذي يزيد من عمق الأسواق.
وأوضح، موجة الهبوط التي مرت بها الأسواق وفرت فرصا مغرية للدخول، وأضاعت فرصاً في المقابل على من تسرع في البيع بدافع من الخوف، مما يجعل هؤلاء نادمين على البيع العشوائي وقتها، مؤكداً أن المستثمرين استفادوا من الدرس من خلال الاحتفاظ بأسهمهم وعدم التسرع بالبيع، الأمر الذي يفسر حجم الشراء القوي أمس.
وقلل الحسيني من أية عمليات جني أرباح متوقعة للأسواق خلال الجلسات المقبلة، مضيفاً أن من الطبيعي أن نشهد عمليات جني أرباح طبيعية ومنطقية لأية ارتفاعات قوية وقياسية، لكن الأسواق قادرة على امتصاصها في ذات الجلسة، والمضي في مسارها الصاعد.
وبحسب احصاءات هيئة الأوراق المالية والسلع، أغلق سوق الإمارات المالي عند مستوى 3722,98 نقطة، وارتفعت القيمة السوقية إلى 557,79 مليار درهم، وتجاوزت التداولات حاجز الملياري درهم إلى 2,1 ملياراً من تداول 1,71 مليار سهم من خلال 15118 صفقة.
وبلغ عدد الشركات التي تم تداول أسهمها 63 شركة من أصل 119 شركة مدرجة في الأسواق، وحققت أسعار أسهم 54 شركة ارتفاعا في حين انخفضت أسعار أسهم 6 شركة بينما لم يحدث أي تغير على أسعار أسهم باقي الشركات.
عدد اليوم
