الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

ممدوح عبد العليم.. عاش محترماً ورحل بهدوء

ممدوح عبد العليم.. عاش محترماً ورحل بهدوء
7 يناير 2016 01:39
سعيد ياسين (القاهرة) أصيب الوسط الفني بصدمة قاسية بعد وفاة ممدوح عبدالعليم مساء أول أمس «الثلاثاء»، وتحولت مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» و«تويتر» و«انستجرام» إلى سرادق عزاء كبير، وتسابق زملاؤه على تقديم العزاء في وفاته، والدعاء له بالرحمة والمغفرة، وتشابهت حالة الحزن التي سيطرت على الجميع بالحالة التي سيطرت على فنانين ارتبط بهم الزملاء والجمهور ارتباطاً وثيقاً، ومن بينهم سعاد حسني وأحمد زكي وفاتن حمامة ونور الشريف. وجاء في مقدمة من نعاه من زملائه من الفنانين والفنانات، إلهام شاهين وقالت إنها هاتفته قبل ثلاثة أيام، وأقنعها بالمشاركة في الجزء السادس من «ليالي الحلمية»، وأن بينهما عشرة عمر طويلة، حيث كانت بدايتهما معاً، وتعاونا في أعمال كثيرة، وأنه كان بداخله طيبة غير طبيعية، ويتعامل مع الناس ببراءة ونقاء وصدق مثل براءة الأطفال، وأكدت أنها لم تر في الوسط الفني أو خارجه أحداً يمتلك مثل أخلاقه. وقال شريف منير إنه لم يكن يلتقي معه بشكل منتظم في السنوات الأخيرة، وأن صدمة وفاته أعادته سنيناً للوراء حين كان طالباً في المعهد العالي للفنون المسرحية، وكان يجلس باستمرار في معهد السينما مع أصدقائه شريف عرفة وسعيد حامد والمنتج ماجد موافي، وأن ممدوح كان فاكهة هذه الشلة، وأنه كان دائماً صاحب أخلاق عالية ومحترماً وحنوناً وصاحب مبدأ وباراً بأهله ومخلصاً لأصحابه، وأنه اقترب منه أكثر أثناء مشاركته معه في «ليالي الحلمية» ووقف ممدوح بجواره وشجعه وعلمه الحرفية أمام الكاميرا. حزن الأصدقاء وكتب صلاح عبدالله على حسابه الخاص على موقع التواصل «فيس بوك»: «مش عارف ببكي على رحيلك ولا ببكي على ذكرياتنا أيام المسرح الجامعي، ثم البلياردو بعدها بسنين، ثم مسلسل «الشراقى» وأنت نجم العمل، ثم الصدف الجميلة التي جمعتنا من غير ميعاد، كنت دائماً نفس الشخص، نفس الضحكة، نفس التواضع، نفس المحبة والإخلاص والنقاء والصفاء، الصدمة قاسية ولكنها سنة الحياة، مع السلامة يا أبو أجمل ابتسامة». وكتبت شهيرة: «وداعاً يا صاحب أجمل أخلاق، ويا ابو قلب جميل، يافنان يا رائع، تزاملنا في المسرح، وكانت بيننا عشرة حلوة»، وكتب جمال سليمان: وداعاً ايها الفنان الجميل المرهف، خبر رحيلك كان صادماً، أسكنك الله فسيح جناته»، وكتب ياسر علي ماهر: رحمة الله على الفنان الكبير الذي حاول قدر استطاعته أن يقدم فناً بمعنى الكلمة، يحترم عقولنا ويرقى بأحاسيسنا، وكتبت إيمان خيري: كنت شقيقته في «الكومي» وجلسنا فترة طويلة في تصوير المسلسل، وتعلمت منه الكثير، كان مثالاً للانسان والفنان المحترم والخلوق والمجتهد والمتواضع والملتزم»، وكتب عصام شكري: وداعا رامي قشوع السينما المصرية، كان فناناً كبيراً مثقفاً راقياً ومحترماً، وإنساناً نبيلاً ذكياً ومهذباً، وكتب أحمد وفيق: «وداعاً استاذي الطيب، أبوقلب حنين، الكلام لن يوفيك حقك». موهبة عريضة ونعاه العديد من النقاد، حيث قال محمود عبدالشكور: كنت وما زلت أراه ممثلاً مدهشاً لم يقدم كل ما عنده، ولم تخدم الظروف جيله الذي نضج مع ظهور سينما المقاولات العمومية، ولكنه كشف عن قدراته فيما تيسر له من أدوار لا تنسى، وهو كان نجم طفولتنا عندما شاهدته لأول مرة في حلقات خيالية للأطفال بعنوان «وليد ورندا في الفضاء»، ثم تابعت بشغف رحلته كممثل له حضور واضح، وكان يملك موهبة عريضة وشاملة يمكن أن تراها في أدواره الكوميدية كما في فيلمي «بطل من ورق» و«سمع هس»، أو في أدواره الجادة كما في «سوبر ماركت» و«مشوار عمر»، أو في «كتيبة الإعدام» أو في فيلم من أفضل أدواره هو «الراية حمرا»، وبالطبع في أدواره في مسلسلات لا تنسى، كنت أراه نموذجا يمثل جيلاً بأكمله، لم أقابله مرة واحدة، ولكنى أحببته كثيراً، كان بالنسبة لي أكثر من ممثل، كان جزءاً من ذاكرتي وزمني وبهجتي. وقال محمد عاطف: الصدق والإتقان قواسم مشتركة جمعت بين جميع أدواره الجميلة والمتنوعة، سواء البسيط جداً والكوميدي منها، أو المركب والمعقد، سينما ودراما تلفزيونية ومسرح، ولن ينساه الفن المصري كواحد من أهم أبناء جيله، مثلما لن تُنسى أعماله الجميلة التي لا يمل الجمهور المصري والعربي من تكرار الاستمتاع بها مراراً بنفس شغف المشاهدة الأولى، وكتب طارق الشناوي على صفحته: ممدوح عبدالعليم الفنان الخلوق ابن جيلي وداعاً. صاحب مبدأ ورؤية كما نعاه العديد من المؤلفين والمخرجين، ومنهم هاني لاشين: كان شديد الشبه بأخلاق العارف بالله «ذو النُّون المصري» الشخصية التي لعبها معي في مسلسل يحمل نفس الاسم، كان زاهداً متصوفاً، رقيق المشاعر، محباً للناس والحياة والفن الراقي، ومخلصاً عفيف اللسان نبيلاً في تعاملاته فارساً في سلوكه، وقال مجدي أبوعميرة: التقينا كثيراً طوال الأيام القليلة الماضية للاستقرار على تفاصيل الجزء السادس من «ليالي الحلمية» وكان متحمساً للغاية، ونقل هذا الحماس الى بعض زملائه المرشحين للمشاركة في الجزء الجديد، وهو قدم معي في «الضوء الشارد» شخصية «رفيع بك» الصعيدية، وأعاد هيبتها بما تحمله من فروسية ونبل، بعد أن كانت مثاراً للسخرية والنكات في الأفلام السينمائية، وكان قمة في الالتزام والأخلاق العظيمة، وقال هشام أبوسعدة: من النادر أن نجد ممثلاً يحمل كل المواصفات التي تكتب في كتاب فن الممثل، فقد كان صاحب مبدأ ورؤية، وأسلوب أداء خاص به، ميزه كثيراً عن أقرانه، وحمل في كل أعماله هموم وقضايا مجتمعه، وكان حريصاً أن يكون واحداً من المثقفين، وكانت له وجهة نظر في الفن والسياسة والمجتمع بشكل عام، كما تميز بخلقه الرفيع وتواضعه الجم، الذي جعل كل زملائه من كافة الأجيال يحترمونه ويحبونه، وكتب عمر عبدالعزيز على صفحته قائلاً: عرفتك فناناً جميلاً وإنساناً اجمل، وكنت نموذجاً للاحترام والاحتراف، سافرت معك كثيراً وكنت مثالاً مشرفاً للفنان المصري في تواضعك واهتمامك بجمهورك، كنت مثقفاً بمعنى الكلمة، وكنت جميلاً في تعاملك مع زملائك، أما حسني صالح فكتب: عاش محترماً ومات بهدوء، عهدت منه حسن الخلق والالتزام وحب الناس والنقاء. تشييع جثمان الموهوب الخلوق شيع ظهر أمس «الأربعاء» من مسجد مصطفي محمود جثمان الفنان ممدوح عبدالعليم الذي توفي مساء أول أمس عن عمر 60 عاماً إثر إصابته بأزمة قلبية أثناء ممارسته الرياضة في نادي الجزيرة في حي الزمالك بالقاهرة، علماً بأنه كان يستعد للمشاركة في بطولة الجزء السادس من «ليالي الحلمية» المقرر عرضه في شهر رمضان المقبل، والذي قدم من خلاله واحداً من أهم أدواره الفنية وهو «علي البدري». وكان ممدوح فناناً موهوباً بالفطرة ومشحوناً بالدأب والبحث الدائم عن تفاصيل دقيقة للشخصيات التي يجسدها، سواء أكانت اجتماعية أو تاريخية أو دينية أو صعيدية أو رومانسية أو كوميدية، كما كان مدركاً للمسؤولية الملقاة على عاتقه، والتي جعلت علاقته بالجمهور قائمة على ثقتهم في اختياراته وأنه لن يخذلهم في أي منها، وهو كان يرى أن الصدق أقرب طريق لقلوب المشاهدين من منطلق أن الفن رسالة مهمة، إلى جانب كونه ترفيهاً وتجارة وصناعة، ويعد مثالاً للفنان الحقيقي الخلوق الملتزم المهموم بقضايا مجتمعه ووطنه، وكان يؤكد دائماً على أن الصدق الموجود بداخله هو الثروة والكنز الحقيقي الذي يملكه، وأن كل ما يهمه هو الإنسان في أي عمل فني، وأن يعبر بصدق عن أي شيء يشعر به الناس. وأكد مراراً طوال الفترة الماضية أنه يجب أن يتلقى التحية على قلة أعماله في الآونة الأخيرة، وأنه لو وجد فكرة محترمة فسيتواجد يومياً، وأن المهم لديه تقديم عمل جيد، خصوصاً وأنه مسؤول عن اسمه، ومن حقه بعد أكثر من 40 عاماً في الفن أن يخاف على اسمه، لأن الجمهور لن يرحمه لو شاهده في أعمال دون المستوى، أو غير التي اعتاد رؤيته فيها. وقد حصل عبدالعليم على العديد من الجوائز وشهادات التكريم من مهرجانات محلية وعربية، وهو متزوج من الإعلامية شافكي المنيري وله منها ابنة وحيدة «هنا» عمرها 18 عاماً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©