الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الصبوح» و «الغبوق» يبرزان علاقة البدو بحليب النوق

«الصبوح» و «الغبوق» يبرزان علاقة البدو بحليب النوق
14 ديسمبر 2010 20:04
ارتبط أهل الإمارات مع حليب «النوق» بعلاقة وثيقة، حيث لا تكاد مائدة من موائد العديد من السكان تخلو من الحليب لا في الماضي ولا في الحاضر، واهتمت القيادة الرشيدة بدعم هذا المجال. في هذا السياق، يقول سهيل اليبهوني إن هناك علاقة قديمة تربط الإنسان بالإبل، وتضرب بجذورها في أعماق التاريخ، حيث استطاع تدجينها وتسخيرها له، مشيراً إلى أنها احتلت مكانة مرموقة في الإمارات، ولا يزال لها من ذلك حظ وفير عند كثير من الناس في العصر الحاضر. اهتمام رسمي قال اليبهوني إن هناك بعض أصناف الإبل التي يتميز كل نوع منها عن غيره، فبعضها «سبوق» والبعض الآخر توصف بأنها «حلوب»، مشيراً إلى أن الإمارات تحتضن سلالات أصلية تتوافر فيها الميزات المطلوبة. وأضاف أنه بعد التطور الذي شهدته الإمارات، وبسبب الانشغال بالحياة العصرية ومتطلباتها، غفل الأهالي عن إبلهم، وبفضل فكر وحكمة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، كان تنظيم السباقات التي ضمنت استمرار ارتباط واهتمام الأهالي بالتراث. وزاد «اهتمام الشيخ زايد رحمه الله وصل إلى حد أن يصرف لكل «مطية» تسبق في أحد الأشواط مبلغاً شهرياً ثابتاً كنوع من الدعم لصاحبها وزيادة الاهتمام بها وبسلالاتها». وأكد اليبهوني أن حليب النوق يحتوي على عناصر غذائية مهمة، مشيراً إلى أن البدو كانوا يستخدمونه في وجباتهم، حيث يتم تناوله ضمن وجبتين في اليوم ويطلق عليها «الصبوح، والغبوق»، وحينما يجلب الرجل لأبنائه أو ضيوفه حليب النوق خلال فترة الصباح يقول له «اصطبح»، أما خلال وقت المساء يقول له «اغتبق»، بمعنى تفضل أو اشرب، وكانت تلك العلاقة الحميمة مع الحليب لها طابع خاص فدخلت ضمن عاداتهم وتقاليدهم. من جهته، قال خلفان الشامسي إن الإمارات تزخر بثروات حيوانية كبيرة، خاصة من الإبل العربية التي تتميز عن الإبل الأخرى بميزات كثيرة في منظرها وشكلها الجميل وقدرتها على العدو بسرعة كبيرة ولمسافات طويلة وتحمل الحرارة والرطوبة والبرد. فوائد بالجملة من أشهر أنواع الإبل المحلية بالإمارات «مصيحان ظبيان وصوغان والورى»، وبفضل التهجين ظهرت من هذه السلالات سلالات أخرى أكثر أصالة، ولكل نوع من هذه الأنواع ميزات ينفرد بها عن غيره، فمصيحان يتميز بلونه الأحمر والأصفر الداكن المائل للسواد، ويتمتع بالنفس الطويل وقوة الاندفاع في السباقات، والانطلاق من بداية السباق، وكذلك «المسك» فهو خليط أو هجين بين «مصيحان وظبيان». واستخدمه العرب في معالجة الكثير من الأمراض، مثل أوجاع البطن، خاصة المعدة، والأمعاء، وأمراض الكبد وتليفه مثل اليرقان، وأمراض الربو، وضيق التنفس، إضافة إلى قدرته على تقوية عضلة القلب، كما استخدمته بعض القبائل لمعالجة الضعف الجنسي، حيث كان يتناوله الشخص مرات عدة قبل الزواج، وقد ثبتت فائدته في المساعدة على نمو عظام الأطفال، ففي حالة شرب كميات كبيرة من الحليب في الصغر فإنه يمنح القامة الطول والقوة. ويضم حليب الإبل فوائد في علاج مرض السكري، حيث يحتوي على بروتينات لها مفعول الأنسولين، كما أن تركيب الأحماض الأمينية تشبه في تركيبها هرمون الأنسولين. ويحتوى حليب الإبل على نسبة من السكر مسؤولة عن إعطاء المذاق الحلو له، ومن معجزات هذا السكر أنه يمتص في الأمعاء الدقيقة للإنسان، ويتحول بفضل إنزيم اللاكتيز إلى سكر الجلوكوز الذي يمنع تزايد وتراكم الجلوكوز بجسم الإنسان، لذا فهو يحمي الأطفال والكبار من الإصابة بهذا المرض. الحليب الأغنى بالماء أثبتت دراسات علمية أن نسبة الماء في ألبان الإبل تبلغ 89.6%، وهي أعلى نسبة ماء في الألبان على الإطلاق، ويرجع ذلك إلى هرمون البرولاكتين الذي يقوم بتنشيط كل من الأمعاء والكلى في الإبل لتقوم بعملية امتصاص مزدوجة، حيث يتوجه الماء الممتص إلى ضرع الناقة لتزيد كمية الماء في اللبن، وهذه العملية تتم في النوق خلال أوقات الحر الشديد التي يحتاج فيها مولودها، وكذلك الإنسان الملازم لها في الصحراء، إلى كميات متزايدة من المياه ليطفئ الظمأ.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©