الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«أجنحة الصيد والفروسية» تطير بزوارها إلى عالم التراث

«أجنحة الصيد والفروسية» تطير بزوارها إلى عالم التراث
8 سبتمبر 2012
بأجمل حللها، تزينت فعاليات المعرض الدولي للصيد والفروسية الذي تستضيفه أبوظبي على مدار أربعة أيام تنتهي مساء اليوم، لتبرز الموروثات التراثية المتعلقة بهذه الرياضات العربية الأصيلة التي تمثل جانباً رئيساً من هوية شعب الإمارات وغيره من شعوب العالم العربي، التي ما فتئت تتغنى طوال القرون بعوالم الفروسية والصيد وكل يرتبط بها من أخلاق وسمات سلوكية راقية يكتسبها من اعتاد ممارسة هذا اللون الفريد من الرياضات. المعرض تميز بحضور نسائي استحق التقدير، عبر مجموعة من الأعمال الفنية التراثية المتميزة المرتبطة بشكل متجذر بمفردات التراث من صقور وصحراء ورمال، كما تفننت الأجنحة في عرض معدات الرحلات وأشكال للطيور المستخدمة في التمويه بجانب أكبر كرفان صيد، و«مقعد الصقر»، المحلى بأشكال خشبية على هيئة رأس الصقر، بينما إطاره الخارجي يشبه الريش. من شتى بقاع الأرض، انتشر جمهور الزائرين في أروقة المعرض إلى جانب إخوانهم من أبناء الشعب الإماراتي ليتشاركوا جميعاً في هذا الكرنفال العالمي المهيب الذي يكرس قيمة الاعتزاز بالتراث واتخاذه قاعدة رصينة تنطلق منها حركات التقدم والرقي التي تمر بها الشعوب، وهو يقيناً ما فعله شعب الإمارات، حين اهتم ورعى كافة جوانبه التراثية القديمة ومنها هوايات الصيد والفروسية، وعمل على النهوض بها وتعريفها لشعوب العالم أجمع. التراث والفن لدى دخولك المعرض تستشعر قوة الحضور النسائي من خلال المعرض الذي أقامته الفنانة التشكيلية مريم الصيعري واحتوى مجموعة من الأعمال الفنية التراثية المتميزة المرتبطة بشكل متجذر بمفردات التراث الإماراتي من صقور وصحراء ورمال، بالإضافة إلى ما برعت فيه من رسم لفن البورتريه “رسم الوجوه”، حيث استقطب معرض الصيعري عشرات الزوار الذين عبروا عن إعجابهم بإبداعات الفنانة الشابة وقدرتها على إنجاز هذه الأعمال الفنية المدهشة. ويأتي ضمن أبرز الأعمال التي يضمها معرض الصيعري، حسبما تقول، لوحة زيتية مقتبسة من صورة واقعية، تمثل رؤية المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، في تشجيع عملية نشر تجمعات من المها العربي في مواطنها الأصلية التاريخية وفق توجيهات وتأسيس محميات لها. أحداث متنوعة وبينت الصيعري أن هذه اللوحة استغرق العمل فيها نحو عام كامل وعاصرت فيها أحداث متنوعة ومهمة في حياتها ولذلك تعتبرها من أقرب الأعمال إلى قلبها ومن أفضل ما رسمت من فن البورتريه. إلى جانب، تلك اللوحة يقع مقعد بالغ الفخامة استمد تصميمه من الشكل العام للصقر، ولذلك سمي بـ«مقعد الصقر»، وهو محلى بأشكال خشبية على هيئة رأس الصقر، بينما الإطار الخارجي له على شكل ريشه. وتقول عنه الصيعري، إن الحضارات القديمة تميزت على مر العصور باستخدام الحيوانات والطيور كعناصر فنيه لتصاميمها المعمارية والتصاميم الداخلية وللأبواب والتحف والزخارف كرمز لحضارتهاّ، فظهر رأس الأسد على الأبواب والتنين على كثير من الديكورات الداخلية والنسور وغيرها من الرموز، في حين اعتمدت دولة الإمارات الصقر شعارا لها، يما يحمله من معان القوة، فأصبح طائر الصقر يرمز إلى عراقة وتراث الدولة، لهذا استخدمت عنصر رأس الصقر في تصميم المقعد وغيره من التصميمات الداخلية التي تقوم بها حتى يكون رمز تاريخي خالد يميز دولة الإمارات ويشير إلى حقبة زمنية معينة تظل خالدة على مدار التاريخ. وبالحديث عن التصميمات، أوضحت الصيعري أنها في الأصل خريجة كلية الهندسة من جامعة عجمان وتعمل بتصميم الديكورات الداخلية ويمثل الصقر عنصر رئيس في كافة أعمالها، ومن بينها ذلك الكرسي الذي يباع إلى جانب كرسي آخر من نفس الطراز ومنضدة صغيرة بمبلغ 17 ألف درهم إماراتي، ليصيروا جميعاً قطعة ديكور جميلة تزين المنازل الإماراتية وغيرها من دور السكن التي تحرص على إضفاء عناصر الجمال والعراقة في أركانها. وأشادت الصيعري بمعرض الصيد والفروسية وحرصه على مساعدة أصحاب المواهب على إبراز إبداعاتهم في هذا المحفل العالمي، والتأكيد على دور المرأة في تحقيق النهضة داخل المجتمع الإماراتي وبأنها صنو الرجل وتشاركه النجاحات والإنجازات كافة. مشاركات مميزة من المشاركات المميزة في المعرض لهذا العام وشهدت إقبالاً من كافة الفئات العمرية، الجناح الخاص بمجلة بر، بحر، جو. وهي مجلة تهتم بالرياضات التراثية والصعبة وعلى رأسها رياضة الصيد، وعن هذه التواجد يقول مسؤول الجناح محمد منير إن مشاركة المجلة، في الدورة التاسعة من المعرض الدولي للصيد والفروسية الذي انطلقت فعالياته بمركز أبوظبي الوطني للمعارض تأتي تماشياً مع دور المجلة في نشر ثقافة الرياضات المتعلقة بالصيد والمغامرات في الإمارات والمنطقة، لكونها إحدى المطبوعات المتخصصة في مجال الرياضات الغير تقليدية. ويذكر منير أن جناح المطبوعة، يضم منصة لتوزيع كافة الإصدارات السابقة للمجلة ولتعريف الزائرين بالموضوعات والحوارات التي انفردت بها خلال عام كامل بداية من صدورها في نوفمبر الماضي، ولاقت المجلة إعجاب الزائرين، خاصة وكونها الوحيدة في هذا المجال. وبين أن المشاركة تأتي ضمن الجهود التي تأسست عليها هذه المطبوعة وهي نشر ثقافة الرياضات الغير تقليدية مثل رياضات تسلق الجبال والغوص الحر، والتزلج على المياه، والتجديف وقوفاً، والطيران الشراعي، ورحلات الصيد الخطرة. «أكبر كارافان» أما المشهد الأكثر بروزاً في معرض الصيد والفروسية لهذا العام، تمثل في وجود واحد من أكبر كارافان في العالم المخصصة لرحلات البر والصيد، والذي يبلغ طوله 24 متراً ويتوافر به كافة أساليب الحياة والراحة لعشاق الصحراء، ممكن يذهبون فيس رحلات طويلة إلى أعماق الصحراء العربية لممارسة هواية الصيد في المواسم المختلفة له. يقول حميد المنصوري أحد أعضاء الفريق المشرف على هذا الإنجاز، إن الكرفان تم صنعه من الألمونيوم والعوازل الحرارية والخشب المشغول يدوياً، بالإضافة إلى كافة التقنيات الحديثة، لافتاً إلى أن طول الكرفان 24 متراً وعرضه أربعة أمتار وارتفاعه 4.4 متر، ويضم بداخله مجلساً لاستقبال الضيوف ومهيئ لاستضافة كبار الشخصيات، وهناك غرفة نوم فخمة وواسعة، بالإضافة إلى غرفة خاصة بعامل، ومطبخ وحمام تم تجهيزهم على أرقى مستوى، ما يجعل أي فرد يعيش داخل الكرافان يشعر وكأنه في بيته تماماً، ولذلك فالكرفان يمكن أن يفيد أيضاً ملاك ومربي الإبل ما يجنبهم قساوة الحر والغبار ويمنحهم الشعور بالراحة والرفاهية، حتى في أقسى الظروف الجوية. خاصة أن الكرفان مزود بأربعة أجهزة تكييف، فضلاً عن باقي الأجهزة الكهربية المعتادة، ويستمد طاقته من مولد كهربائي كبير مرتبط بالكرفان، وهناك مولد آخر صغير يتم الاستعانة به خلال فترة الشتاء التي تمتد إلى ستة أشهر، لا تكون هناك حاجة فيها إلى استخدام أجهزة المكيفات. وذكر المنصوري أن فترة بناء الكرفان استغرقت شهرين كاملين، وأكثر الصعوبات التي واجهته هي اختيار وتنسيق الديكور الداخلي وعمل التشطيبات النهائية، غير أن كل هذه العوائق تم التغلب عليها خلال وضع خطط عمل جماعية تم مناقشتها مع أعضاء الفريق، لافتاً إلى أن فترة بناء الكرفان قد تطول أو تقصر بحسب المواصفات التي قد يطلبها العمي، مشيراً إلى أن سعر الكرفان بهذا الطول “24 مترا” تبدأ من 350 ألف درهم، بحسب المواصفات التي يضعها العميل، أما الكرافانات العادية والتي يبدأ طولها من سبعة أمتار فيكون سعرها من المائة ألف درهم فصاعداً، بحسب المواصفات المطلوبة. مركز الصقور ومن داخل مركز الصقور أوضح سعيد مرخان أنه يحرص على زيارة معرض الصيد والفروسية باستمرار، كونه يجمع كل ما يتعلق بهذا التراث الإماراتي الأصيل تحت سقف واحد، ويتيح فرصة الالتقاء بالأشخاص المهتمين بالصقور وتبادل الخبرات والتجارب معهم. وذكر مرخان أنه اشترى أحد الصقور بمبلغ 120 ألف درهم وسيستخدمه في طلعات الصيد مع أصدقائه، لافتاً إلى أنه يمتلك ثلاثة صقور أخرى اشترى واحداً منها من معرض الصيد والفروسية العام الماضي. ومن السعودية حل ضيفاً على المعرض عبدالله الثعلبي، وأشاد بالجو الاحتفالي الجميل الذي يتسم به المعرض وحفاوة المعاملة التي يجدها من إخوانه الإماراتيين، وهو شيء ليس بجديد عليهم، حسبما قال وأوضح الثعلبي: إن تنظيم المعرض كان مبهراً ويشجع الكثيرين من خارج الدولة على زيارته، وهو ما يراه ملحوظاً في وجود جنسيات عديدة تتجول داخل أروقة المعرض. ومن قطر قال فهد محمد أن معرض الصيد والصقور صار مقصداً سنوياً له ولكثير من محبي الرياضات المرتبطة بثقافتنا وتراثنا العربي، خاصة أنه يتم تقديم هذا التراث في شكل جذاب وأجواء مريحة تزيد من الحميمية بين الأجيال الجديدة والأشكال المختلفة للتراث. وأوضح محمد أن المعرض يتطور باستمرار ويحقق نجاحات متتالية بفضل رعاية أصحاب السمو شيوخ دولة الإمارات الذين استطاعوا أن يجعلوا من دولتهم منارة جميلة، يسعى الجميع للاهتداء بنورها وأسلوبها الراقي في الربط بين الماضي والحاضر والمستقبل، من خلال الاحتفاء بكل ما يتعلق بالتراث وفي ذات الوقت، التصميم على تحقيق قفزات حضارية متقدمة تدهش كل من يتابعها. «صنع في الإمارات» أبوظبي (وام) - «صنع في الإمارات للهدايا التذكارية» الذي تأسس عام 2007 في إمارة أبوظبي من قبل الفنانة عزة القبيسي مشروع مجتمعي غير ربحي 100 في المئة، يهدف إلى دعم كل ما هو إماراتي من حرف يدوية وأعمال غنية ويسعى إلى فتح حوار وتبادل ثقافي بين الحرف اليدوية حول العالم. ويهدف هذا المشروع الثقافي إلى دعم الحرف اليدوية المحلية وتطويرها ونشر الوعي حول التراث المحلي وأهمية المحافظة عليه وعمل مسابقات ودورات حرفية متخصصة على مدار العام. أما منتوجاته فتباينت في أحجامها واستخداماتها ابتداء من الأشياء الصغيرة كتلك التي نستخدمها حمالة للمفاتيح وانتهاء ببعض قطع الزينة الكبيرة الحجم التي تصلح برقيها وروعة إتقانها لأن نضعها في زاوية من زوايا المنزل. وقالت عزة القبيسي مؤسسة المشروع إنها كفنانة إماراتية وجدت مكانتها في المجتمع بعد جهود مستمرة لتغيير الصورة المتكونة حول الصناعات الحرفية والفن في دولة الإمارات قامت بإطلاق مشروع صنع في الإمارات ليكون منصة لدعم عرض الأعمال والإيداعات المحلية كأحد مرتكزات التنمية المستدامة. وأضافت، أن العديد منا لا يدركون أن المنافسة الحقيقية تكمن في مقدرتنا على إبراز حرفنا في المجتمع المحلي نظرا لكوننا نعيش في مجتمع متعدد الثقافات والجنسيات، فضلا عن أن الموروث الثقافي حول العالم بدأ بالتلاشي بسبب العولمة، ولكن يمكننا أن نحدث الفرق بدعمنا للمبادرات الاجتماعية في هذا المجال. أدوات الصيد أبوظبي (الاتحاد) - في زاوية أخرى في معرض صيد والفروسية جناح جمل ومميز حمل اسم «الصحراء للصيد» ويعرض معدات ورحلات للصيد وأشكال للطيور المستخدمة في التمويه خلال عمليات الصيد وملابس الصيد وغيرها من الأدوات التي يحتاجها عشاق هواية الصيد، وتجمع عليها بعض من زوار المعرض ليطالعوها بغرض الشراء أو للتعرف على مدى جودة الخامات المصنوعة منها تلك الأدوات. وعن أسعار تلك الأدوات، يقول فراس محمد المسؤول عن هذا الجناح، إنها تتنوع وتتباين بحسم نوعية الخامات المستخدمة، وعلي سبيل المثال يبدأ سعر القفاز من 50 درهماً، وحزام الرصاص 75 درهماً، والقبعات حوالي 200 درهم، أما ملابس الصيادين فتبدأ من 350 درهماً، فيما يبلغ سعر أشكال ومجسمات الطيور 100 درهم، أما غطاء البارود فيبلغ 200 درهم. ويوضح محمد أن الخامات المستخدمة لصناعة تلك المنتجات هي جلد الحيوانات وأقمشة من الصوف والأقطان، غير أنها تتسم بالقوة قياساً إلى غيرها من أنواع الأقمشة المباعة في الأسواق.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©