الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

دبي تودع شهداء الواجب.. وعائلاتهم: نالوا أمانيهم

دبي تودع شهداء الواجب.. وعائلاتهم: نالوا أمانيهم
13 سبتمبر 2015 01:25
محمود خليل (دبي) وارت إمارة دبي بعد صلاة العصر، أمس، جثامين أبنائها البارين شهداء الواجب، كل من: الشهيد علي حسين حسن عبدالله طاهر البلوشي، والشهيد عيسى إبراهيم البدواوي، والشهيد سعيد أحمد عبيد المري، الذين استشهدوا أثناء تأديتهم واجبهم الوطني، ضمن قواتنا المسلحة المشاركة في عملية «إعادة الأمل» للتحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية الشقيقة للوقوف إلى جانب الحكومة الشرعية في اليمن الشقيق. وامتزجت مشاعر العز والفخر بمشاعر الألم لدى أسر مفقودي الوطن ورفاق دربهم وهم يودعونهم الوداع الأخير إلى مثواهم، فيما امتزجت دموع الفرح بزفهم عرسان الوطن بالحزن على فراقهم الأبدي، وذلك بعد أن أدى المواطنون الصلاة على جثامينهم الطاهرة في مساجد ضاحي خلفان في البرشاء والقوز بالقوز ومسجد حتا الكبير قبل أن يواروا الثرى وسط دعوات جموع المشيعين لهم بالمغفرة وان يتغمدهم الله بالرحمة الواسعة. وشارك في مراسم تشييع الشهداء الثلاثة في كل من منطقتي البرشاء والسطوة ومدينة حتا جموع غفيرة من المواطنين والمقيمين. وتوافد آلاف المشيعين من المواطنين والمقيمين على مقبرة القوز بدبي لتشييع الشهيدين البطلين علي حسين حسن عبدالله طاهر البلوشي والشهيد سعيد احمد عبيد المري ومواراة جثمانيهما الطاهرين التراب، بحضور عدد كبير من رفاق دربهما. وفي مدينة حتا، حملت الأعداد الغفيرة التي صلت على الشهيد عيسى إبراهيم البدواوي في مسجد حتا الكبير جثمانه الطاهر على اكفها بعد انتهاء صلاة الجنازة وسارت فيه في موكب مهيب سيراً على الأقدام باتجاه مدافن حتا التي لا تبعد سوى ألف متر عن مسجد حتا الكبير ووارت جثمانه الطاهر هناك. وتوافدت جموع المواطنين إلى سرادق العزاء في منطقتي البرشاء 2 والسطوة ومدينة حتا للوقوف إلى جانب اسر الشهداء فور الإعلان عن استشهادهم. وبروح معنوية عالية، وشعور عال بالفخر والاعتزاز، عمد أصدقاؤهم المقربون من التحدث عن سيرتهم الحسنة وطيب أخلاقهم وما كانوا يحظون به من مكانة سواء لدى أسرهم وعوائلهم أم لدى أصدقائهم والجيران وأكدت عائلات وأصدقاء الشهداء الثلاثة لـ«الاتحاد» أن الشهداء في أحاديثهم الأخيرة معهم أعربوا عن أمنياتهم بأن ينالوا الشهادة في سبيل معركة الحق التي تخوضها الإمارات إلى جانب الأشقاء في اليمن بمواجهة جماعات أرادت الخراب لليمن وللمنطقة. وشددوا على أن شهداء الوطن كانوا يعون بفطرتهم أن خوضهم الحرب إلى جانب أشقائهم من قوات التحالف وقوات الحكومة الشرعية اليمنية هي وقفة العز والفخر إلى جانب الحق التي إرادتها القيادة الرشيدة للوطن دفاعاً عن الكرامة العربية ولصون الأمن العربي ودول مجلس التعاون الخليجي والذود عن الوطن، مشيرين إلى أن الشهداء بذلوا أروحهم رخيصة فداء للوطن والأمة. وبدا القاسم المشترك خلال أحاديث عائلات الشهداء الثلاثة التي أدلوا بها لـ«الاتحاد» تأكيدهم أن يهبوا أبنائهم وفلذات أكبادهم المتواجدين معهم فداء للوطن وللقيادة الرشيدة وقالوا إنهم رهن إشارة القيادة الحكيمة ينتظرون الأوامر للالتحاق بإخوانهم في اليمن فيما اكدوا أن لديهم أبناء في جبهات القتال في اليمن سيواصلون الطريق الذي سبقهم إليه الشهداء بنيل عز الشهادة حتى تحقيق النصر إعلاءً لكلمة الوطن وتحقيق آمال وطموحات الأشقاء في اليمن بتخليصهم من قوات جماعات الحوثي والمخلوع صالح. فخر في حتا وفي مدينة حتا، بدأ والد الشهيد عيسى إبراهيم البدواوي حديثه مع «الاتحاد» بالتعبير عن مشاعر الفخر والعزة والكرامة التي يشعر بها جراء ما قدمه ابنه البكر وأكبر إخوانه من تضحيات جسام لأجل عزة الوطن وازدهاره، وقال إنه أوصى ابنه في آخر مكالمة بينهما قبل استشهاده بيومين بالمواظبة على الصلاة بعد أن شعر من كلام ابنه أنه عازم على التضحية بروحه الطاهرة كرمى للوطن وللقيادة الحكيمة في معركة الحق والعزة والكرامة العربية ولصون أمن الخليج. وقال، كلنا جنود للوطن ونفديه بأرواحنا وجميع أبنائي أقدمهم فداء للوطن، وهم رهن إشارة قيادتنا الحكيمة التي لم تبخل يوماً على الإماراتيين بأي شيء، وتبذل جهودها الجبارة، وتصل الليل بالنهار لأجل إسعاد المواطن وإشعاره بقيمته وأهميته بين شعوب العالم. وتابع، ان وطناً بهذه المواصفات وقيادة لا تألو جهداً لإبقاء رايتنا خفاقة عالية في سماء الأمم، تستحق منا كل أنواع وعناوين التضحيات والفداء. ولفت إلى أن لديه ابناً آخر يقاتل إلى جانب إخوانه بواسل القوات المسلحة في اليمن، وقال إنه هو بقية أولاده فداء للوطن. وقال أحمد سعيد البدواوي، عم الشهيد، إنه ورغم الألم والحزن فإنه يشعر الفخر والعز، مبيناً أن الشهيد سبقهم بافتداء الوطن بروحه الطاهرة، وبين أن لديه أبناء وهم أبناء عمومة الشهيد يقاتلون في الجبهة، مؤكداً أنهم مع شقيق الشهيد وبقية البواسل سيثأرون لدماء جميع شهداء الإمارات. أما جد الشهيد البالغ من العمر 95 عاماً، فأكد أن جميع أولاه وأحفاده جاهزون للتوجه إلى جبهة القتال في اليمن، معرباً عن مشاعر الفخر والعز التي يشعر بها جراء استشهاد حفيده، فيما قال علي البدواوي، عم الشهيد، إن آل البدواوي جميعهم باتوا يشعرون بالفخار والعز لاستشهاد ابنهم، مبيناً أن آل البدواوي سبق لهم تقديم شهيد عام 1971 في الجزر، وأن العائلة جاهزة بجميع أبنائها لصناعة ملحمة وطنية بالتوجه إلى جبهات القتال من أجل الوطن والقيادة الرشيدة للدولة.. وقال إن الوطن يستحق كل شيء. وقال أبو فيصل البدواوي، إن ابن عمه كان مثالاً للشاب الوطني الطموح الموالي لوطنه وقيادته معززاً ومسلحاً بمشاعر الفداء والتضحية كرمى الوطن. والد الشهيد علي البلوشي: لديَّ 6 آخرون جاهزون لمعركة الحق أكد والد الشهيد علي حسين حسن عبدالله طاهر البلوشي أن ابنه الشهيد أحب وطنه بتفانٍ ووفاء لوطنه وقيادته التي تستحق كل الوفاء، مبيناً أن ما قدمه ولده هو واجب مستحق على الجميع لرفع كلمة وراية الوطن عالياً، مشيراً إلى أن لديه 6 أبناء آخرين، من بينهم اثنان في اليمن الآن، والبقية جاهزون للمشاركة في معركة الحق باليمن حتى نهاية المشوار بإعلان النصر المبين على جماعة الحوثي وقوات المخلوع صالح. وأكد أن دماء ابنه لن تذهب سدى، فالإمارات تزخر بالرجال الأوفياء الذين يحملون أرواحهم على أكفهم في سبيل الوطن ورفعته. وقال إن أبناء الشهيد الثلاثة سيتبعون خطى والدهم بالدفاع عن تراب الوطن، مشدداً على أن الإمارات تستحق كل التضحيات، وأن الأرواح رخيصة لأجل عزتها وفخرها. من جهته، شدد محمد أحمد المحمود السفير السابق، ومن أبناء عمومة الشهيد، على أن الشهيد علي البلوشي سطر إلى جانب بقية شهداء الوطن الغالين بدمائهم حقبة مزهرة من تاريخ الإمارات دفاعاً عن الحق وعن الوطن وعن عوائلهم أهلهم. وقال: «لا يسعنا إلا أن نتقدم بالشكر الجزيل لقيادتنا الرشيدة على هذه الوقفة والتلاحم الذي لمسناه خلال هذه المحنة التي تحولت إلى أفراح الفخر والعزة في مجالس الشهداء، لا سيما أن الجميع يزهو بنفسه فخراً وعزة بدماء الشهداء لما قدموا من تضحيات جسيمة بالدفاع عن الأمة وعن الوطن وعن الحق». وقال حسن حسين البلوشي الشقيق الأكبر للشهيد: «إن أخاه قضى حياته في صفوف الأبطال منذ أن كان يحقق البطولات في ألعاب القوى كلاعب في فريق الوصل وواصل بطولاته حينما التحق بالقوات المسلحة ولبى الواجب الوطني والتحق بالقوات المشاركة في عملية إعادة الأمل باليمن الشقيق»، مبيناً أنّ الشهيد كان يتسم بالمرح ومحبوب من العائلة والجيران والأصدقاء. وقال قاسم المرشدي البلوشي، رجل أعمال ومن أبناء عمومة الشهيد: إن كامل أسرة الشهيد رهن إشارة القيادة الرشيدة للالتحاق ببواسل القوات المسلحة في اليمن، مشيراً إلى أن ما يقدمه بواسل القوات المسلحة من أعمال بطولية سيخلدها التاريخ، ورفعت رؤوس أهل الإمارات عالياً. وأكد أنه يزهو بالفخر والعزة التي صنعتها تضحيات ابن عمه وبقية شهداء الإمارات. وأوضح جاسم البلوشي، شقيق الشهيد، أنه جاهز في أي لحظة لتلقي الأوامر بالتوجه إلى اليمن للمشاركة في معركة الحق إلى جانب بواسل القوات المسلحة حتى النصر المبين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©