السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الأمة تنعى فقيدها الكبير

الأمة تنعى فقيدها الكبير
24 يناير 2015 18:27
حسام محمد (القاهرة) ‏‎نعت المؤسسات الدينية المصرية وعلماء الدين في مصر، رحيل الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود «رحمه الله»، مؤكدين أن الراحل الكريم خط بأحرف من نور تاريخا جديدا للعلاقات العربية العربية وأنه بمآثره الكثيرة، ذكر الناس بالمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حيث كان الراحلان الكبيران بمثابة حائط الصد الكبير لكل المؤامرات التي تعرضت لها الأمة العربية وكذلك الأمة الإسلامية ولهذا فإن رحيل الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله، يمثل خسارة فادحة للأمة في تلك المرحلة الحرجة التي يمر بها المسلمون. ‏‎ونعى الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الراحل الكبير في بيان رسمي قال فيه: بمزيدٍ من الإيمان بقضاءِ الله وقدرِه، وببالغ الحزن، تلقَّى الأزهرُ الشَّريف وإمامه الأكبر، خبرَ وفاة القائد العربي الأصيل، الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، الذي نذر حياته للذود عن حرمات أمته العربية والإسلامية، وأنف أن يقبل فيها الدنية، وأبى أن يتاجر بها في أسواق الاستعمار الجديد، أو يقبل فيها مساومة أو مفاصلة من أعداء يتربصون بها ويكيدون لها. ‏‎وأكد الطيب أنه لا يمكن لعربي أو مسلم أن ينسى المواقف النبيلة للملك عبدالله بن عبدالعزيز «رحمه الله» حيال قضايا الأمتين العربية والإسلامية، والتي كانت تصب كلها في إيجاد مجتمع عربيٍّ إسلاميٍّ متضامن يسوده الحب والتعاون والسماحة، والأزهر الشَّريف إذ ينعى فقيد الأمة - يتقدَّم بخالص العزاء والمواساة لجلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز، خادم الحرمين الشريفين، ولآل سعود جميعاً، وللشعب السعودي الشقيق، ويدعو المولى القدير أن يتغمَّده بواسع مغفرته ورحمته، وأن يُسكنَه فسيح جنته، جزاءَ دوره الناصع في خدمة العُروبة والإسلام، واعتنائه بشؤون المسلمين وتوسعة بيت الله الحرام. ‏‎وأضاف الطيب في تصريحات خاصة لـ «الاتحاد»، أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز بذل جهوداً جبارة لخدمة الإسلام والمسلمين بشكل عام ورعاية حجاج بيت الله الحرام بشكل خاص، فالتوسعات التي قامت بها المملكة في الحرمين الشريفين وتوسعة المسعى وجسر الجمرات إضافة إلى الجهود التي بذلها ويبذلها حكومة وعلماء المملكة بقيادة وتوجيهات الملك عبدالله رحمه الله، في مواجهة أفكار التطرف والإرهاب، تمثل نموذجا يحتذى به في نشر الفكر المعتدل والوعي بمفاهيم ومبادئ الإسلام الصحيح وتحصين الشباب ضد الانغلاق والاهتمام بمشروعات التنمية والتعليم، ولعل ما شهدته المملكة الآن في عهد خادم الحرمين من طفرة حضارية تركز على الاهتمام ببناء الإنسان الصالح جعلت من المملكة واحة للأمن والأمان. ‏‎وأشار الطيب إلى أنه يتذكر للفقيد الكبير أنه سعى لخدمة الآخرين داخلياً وخارجياً والعمل على رفعة الوطن والمواطن السعودي وامتلاك زمام الأمور بصبر وجلد وكانت كلها أمور وسمات حاضرة في فكره ولهذا اتسم عهده رحمه الله بسمات حضارية رائدة جسدت ما اتصف به رعاه الله من صفات متميزة، أبرزها تفانيه في خدمة وطنه ومواطنيه وأمته الإسلامية والمجتمع الإنساني بأجمعه، في كل شأن وفى كل بقعة داخل الوطن وخارجه، إضافة إلى حرصه الدائم على سن الأنظمة وبناء دولة المؤسسات والمعلوماتية في شتى المجالات مع توسع في التطبيقات ومن هذا المنطلق تم إكمال منظومة تداول الحكم بإصدار نظام هيئة البيعة ولائحته التنفيذية وتكوين هيئة البيعة وجرى تحديث نظام القضاء ونظام ديوان المظالم وتخصيص سبعة مليارات ريال لتطوير السلك القضائي والرقي به، كما تم إنشاء عدد من الهيئات والإدارات الحكومية والجمعيات الأهلية التي تعني بشؤون المواطنين ومصالحهم. ‏‎من جانبها، وجهت وزارة الأوقاف المصرية دعاتها وأئمتها لأداء صلاة الغائب على المغفور له بائن الله تعالى الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حيث أدى ملايين المصريين صلاة الغائب على الفقيد الكبير ونعى الدكتور مختار جمعة وزير الأوقاف المصري الفقيد الكبير، قائلا: «إنه ينعى بخالص الحزن والأسى الملك عبدالله بن عبدالعزيز ،رحمه الله، باعتباره رجلا من خيرة قيادات الأمة وحكمائها، متقدما بخالص العزاء للشعب السعودي كله، بل وللشعب المصري الذي أحب هذا الرجل ويقدر له مواقفه الكريمة، وللأمة العربية كلها، ونتمنى للملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود، كل السداد والتوفيق، وأن يكونا خير خلف لخير سلف بإذن الله تعالى». ‏‎ونعت المشيخة العامة للطرق الصوفية في بيان لها منذ قليل وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود قالت فيه بمزيد من الأسي والحزن، ننعى قائدا حكيما للعرب وداعما أساسيا لمصر ومحبا لها ومدافعا عنها وسيفا ضد من يحاول زعزعة استقرارها. ‏‎وقال الدكتور عبدالهادي القصبي رئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية، إن الأمة الإسلامية والعربية تنعى فقدان الملك عبدالله بن عبدالعزيز والذي كان لا يألو جهدا على مساعدة مصر في أشد الأزمات وكان دائما حريصا على أن تنهض مصر وتصير قلب الأمة العربية ونبضها ولن تغني الكلمات أو العزاء عن فقدان قائد وحكيم ومدافع عن الأمة الإسلامية ضد شرور الداخل والخارج. ‏‎وأوضح القصبي أن المغفور له بإذن الله تعالى كان حائط صد ضد كل من تسول له نفسه من الدول الغربية وغيرها لزعزعة استقرار مصر وكان حريصا على إفشال المخططات التي كانت تهدف الى هدم مصر، ولن ينسى الشعب المصري والعربي جهوده المخلصة في توحيد الأمة العربية والإسلامية وتوحيد صفها وكلمتها. ‏‎وتقدم القصبي ببرقية عزاء الى القادة والمسؤولين بالمملكة العربية السعودية كما تقدم بخالص العزاء الى الشعب السعودي والى الأمة العربية والإسلامية كما تقدم بالعزاء الى الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية في وفاة المغفور له الملك عبدالله بن عبدالعزيز. ‏‎من جانبها، نعت الهيئة العالمية لضمان جودة الدعوة وتقييم الأداء ITQAN ببالغ الحزن والأسى حكيم العرب وقائد الجزيرة الذي عرف بنظرته الثاقبة ورؤيته العميقة، وبذل الخير للناس». ‏‎وقال الدكتور عثمان عبدالرحيم الأمين العام الهيئة العالمية لضمان جودة الدعوة وتقييم الأداء: «إن الأمة الإسلامية إذ تشعر بغصة هذا المصاب الأليم ومرارته في النفوس، تحتسب ذلك عند الله تعالى، وتدعو الله تعالى أن يتغمد الفقيد العظيم برحمته ويشمله بعفوه وأن يبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله.. وعظَّم الله أجر أهله وذويه ومحبيه في كل مكان، وألهمهم جميل الصبر والسلوان، فأجر الله وثوابه خير عوض في كل مفقود، أما الراحل العظيم فإن جوار الله تعالى خير له من جوار الدنيا». ‏‎والهيئة العالمية لضمان جودة الدعوة وتقييم الأداء إذ تقدم التعازي لأسرة الفقيد الغالي وإلى الأمة العربية والإسلامية، لتذكر مبادراته العالمية في التواصل مع الحضارات والثقافات الأخرى ومواقفه التاريخية في خدمة الإسلام والمسلمين، ومواقفه الإنسانية والإغاثية النبيلة التي يشهد بها القاصي والداني... وفي هذا المقام نضرع إلى الله العلي القدير أن يجزيه خير الجزاء على ما قدم، ويسكنه الفردوس الأعلى، مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا، وإنا لله وإنا إليه راجعون.. وندعو الله أن يوفق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمير مقرن بن عبدالعزيز، وقادة المملكة للخير والرشاد. ‏‎أما الدكتور علي جمعة مفتى الديار المصرية الأسبق، فقال إن من المآثر التي يعرفها القاصي والداني عن الملك عبدالله بن عبدالعزيز شجاعته في التصدي لكل ما يواجه الإسلام والمسلمون من تحديات حيث قام الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله، بترسيخ مفهوم الحوار الحضاري وتعزيز الحوار بين أتباع الأديان السماوية، ومنذ إطلاق مبادرته العالمية للحوار أصبحت شخصية الملك تفرض نفسها بقوة في داخل العالم الإسلامي وخارجه كزعيم مسلم يسعى لإقرار التعايش الإنساني وبذل كافة الجهود لتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام والمسلمين لدى الغرب، وحقق رحمه الله إنجازات عملاقة لخدمة الإسلام والمسلمين وعمل على التأكيد على ثوابت هذه الأمة والارتقاء بكل ما من شأنه أن ينهض بها ويجعلها على طريق التقدم والرخاء وتأكيد كلمة الحق والدين والذود عن الشريعة الإسلامية ضد كل من يحاول طمس معالمها والإساءة إليها وصد الاتهامات الكاذبة والباطلة التي لا تنتسب بأي حال من الأحوال للإسلام والمسلمين. ‏‎وقال الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف المصري الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء إن الراحل الكبير كان يمثل حاكما من الطراز الخاص نجح في بناء حالة من الود والاحترام بينه وبين الشعوب العربية كلها وليس الشعب السعودي فحسب ولهذا جاءت وفاته لتمثل خسارة كبيرة ومصابا جللا لكل مواطن عربي ومسلم، فالخسارة كبيرة للغاية فالراحل الكبير طيب الله ثراه، كان يتسم بالحكمة الكبيرة التي مكنته من التواصل مع إخوته من حكام دول الخليج وكذلك الحكام العرب والمسلمين، بما يؤكد مهد الطريق للوحدة العربية المنشودة ولا ننسى في هذا الإطار جهوده هو وأخيه رئيس دولة الإمارات في التقريب بين مصر وقطر للتصدي للمخططات التي كانت تسعى لاستغلال التشتت العربي لتصب الزيت على النار ولكن حكمته رحمه الله وحكمة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، نجحت في وقف التدهور الحاصل في العلاقات القطرية المصرية. ‏‎وأضاف زقزوق أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله، كان له منظور ثابت يستوجب أن نتوقف عنده فهذا المنظور مرهون برؤية ثاقبة تنبع من الثقافة الأصيلة التي ينتمي لها طيب الله ثراه، وهي ثقافة العروبة والإسلام، الذي يتسم بالوسطية والاعتدال وعدم التحزب أو التعصب أو الانحياز، ومن ثم فإن الملك عبدالله بن عبدالعزيز سلك مسالك الإسلام في كل سياساته. ‏‎من جانبه، قال الدكتور محيي الدين عفيفي أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، إننا لا نملك إلا القول إنا لله وإنا إليه راجعون، فقط خسرت الأمة واحدا من أبرز رجالاتها حيث كان طيب الله ثراه، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، قدم للعالم مشروعاً حضارياً ونظرية تنطلق من ثوابت الإسلام ورؤية إسلامية للتعايش الإنساني، ولعل تبني خادم الحرمين لهذا المشروع الإنساني الذي يطرح بديلا إسلاميا، يؤكد أن الإسلام دين التعايش السلمي ودين ينبذ الصراع الإنساني ويؤمن بالتعددية في مواجهة افتراءات واتهامات وجهت للإسلام بغير سند. ‏‎ويؤكد د عفيفي علي، أن إيمان الراحل الكبير بأهمية التعايش السلمي بين أتباع الديانات المختلفة وألا يكون الدين سببا في الخلاف والصراع الإنساني يجسد هذه المبادرة الجديدة التي ينبعث نجاحها والإيمان بها من إيمان خادم الحرمين بأهمية تحقيق العدل كأساس لنشر السلام والاستقرار الدولي، وقد شهدنا عددا من المبادرات التي تقدم بها في هذا الصدد على صُعُد سياسية كثيرة . ‏‎وقال الدكتور أحمد عجيبة الأمين العام للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إن المصاب كبير ولكن نتقبله راضون بقضاء الله وقدره وندعو الله أن يثيب الفقيد الكبير عن جهوده في خدمة الأمة وبلا شك فإن الشعوب العربية تبكى الراحل قبل أن يبكيه الحكام.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©