«تويوتا» تسحب عشرة آلاف شاحنة صغيرة بسبب مشكلة في ناقل السرعة

قررت شركة “تويوتا” اليابانية أمس سحب عشرة آلاف شاحنة صغيرة “بيك آب” تاكوما طراز 2010 من سوق أميركا الشمالية منها 1500 في كندا، بسبب خلل في ذراع ناقل السرعة، فيما أبدى رئيس “تويوتا” كيو تويودا استعداده للإدلاء بشهادته أمام الكونجرس الأميركي بشأن استدعاء الشركة نحو 4 ملايين سيارة من الأسواق الأميركية بسبب مشكلات في الدواسات. وأعلن متحدث باسم “تويوتا” مييكو ايواساكي أن إضافة إلى 1500 شاحنة التي ستسحب من كندا أمرت الشركة بسحب 200 أخرى من المكسيك وهاواي وغيرها من الجزر. وكان ناطق باسم المجموعة اليابانية في الولايات المتحدة أعلن سابقاً سحب ثمانية آلاف شاحنة من طراز 2010 رباعية الدفع. وأكد مصدر رسمي النبأ، موضحاً أن ذراع السرعة من إنتاج الشركة الأميركية “دانا”، والأمر يتعلق أيضاً بشركات أخرى مثل الأميركية “فورد” واليابانية “نيسان”. وأوضح المصدر نفسه أن السلطات الأميركية لسلامة الطرق تلقت الجمعة الماضي مذكرة تتعلق “بسحب ثمانية آلاف تاكوما بسبب عيب في ناقل السرعة الذي انتجته دانا كوربوريشن بين ديسمبر ومطلع فبراير”. ووجهت “دانا كوروبوريشن” التي تتخذ من ولاية أوهايو مقراً لها “مذكرة إلى السلطات الأميركية لسلامة الطرق تفيد أنها ستسحب السيارات التي أنتجتها عدة شركات من بينها فورد وتويوتا ونيسان؛ لأنها اكتشفت خللاً في الإنتاج”. وقال المصدر الحكومي الأميركي إن “تويوتا قررت الإعلان من جهتها عن سحب سيارات لأن الشركة المنتجة للسيارة مسؤولة تقنياً عن سحبها”. وتضاف هذه الشاحنات إلى حوالي تسعة ملايين آلية أعلنت “تويوتا” سحبها في العالم منذ الخريف، بينها أكثر من ستة ملايين في الولايات المتحدة بسبب مشاكل في دواسات السرعة او المكابح. من جهة أخرى، رفعت سيدة من نبراسكا (وسط الولايات المتحدة) دعوى في لوس أنجلوس الجمعة الماضي على شركة “تويوتا” اليابانية وحملتها مسؤولة موت زوجها في حادث نجم عن دواسة السرعة في سيارته التي كانت من طراز “بريوس” موديل 2006. وقالت جاكلين دونوج في الدعوى التي رفعت في محكمة فيدرالية إن الحادث وقع على طريق سريع في نبراسكا، بينما كانت دونوج التي تعمل ممرضة عائدة مع زوجها بسيارتهما. وأوضحت دونوج التي كانت تقود السيارة أنها لم تعد قادرة فجأة على التحكم بسرعتها وصدمت سيارة أخرى كانت أمامها، مما أدى إلى مقتل زوجها على الفور وإصابتها بجروح وكسور ورضوض خطيرة. وقد اضطرت لتغيير مكان إقامتها بعد خروجها من المستشفى لتكون قريبة من عائلتها لتتمكن من الاعتناء بها. في الوقت نفسه، أبدى رئيس “تويوتا” أكيو تويودا استعداده للإدلاء بشهادته أمام لجان في الكونجرس الأميركي بشأن عمليات السحب الكبيرة لسيارات “تويوتا”، وذلك في حال طلب منه ذلك بصورة رسمية. ونقلت وكالة أنباء “كيودو” اليابانية عن مسؤولين في الشركة قولهم إن الشركة تعلق آمالاً على مثول تويودا شخصياً في جلسات استماع بالكونجرس، معتبرين أن هذا سيسهم في إعادة الثقة في سيارات “تويوتا” وسط تزايد الانتقادات للشركة في الولايات المتحدة. ويعتزم مجلس النواب الأميركي عقد جلسات استماع لشهود على صلة بالموضوع يومي 24 و25 من الشهر الجاري، ومن المقرر أن يعقد مجلس الشيوخ الأميركي جلسة استماع في 2 مارس المقبل. وأضاف المسؤولون أن الشركة تعكف على عقد سلسلة من الاجتماعات بين تويودا ومسؤولين من وزارة النقل الأميركية، حيث يعتزم تويودا السفر إلى الولايات المتحدة مطلع الشهر المقبل. وتصاعدت الدعوات لمثول تويودا أمام جلسات الاستماع في الكونجرس، حيث قال عضو مجلس النواب الجمهوري داريل عيسى، العضو البارز في لجنة المراقبة والإصلاح الحكومي بمجلس النواب، إنه يدعم إصدار “طلب استدعاء” لتويودا. لكن إلى الآن تمت دعوة يوشيمي إنابا، رئيس ومدير التشغيل في شركة “تويوتا موتور نورث أميركا”، الشركة المسؤولة عن مبيعات “تويوتا” ووحدات التصنيع والهندسة في أميركا الشمالية، للمثول أمام اللجنة. وقال المسؤولون بالشركة إن تويودا نفسه لم يتسلم طلبات رسمية من الكونجرس بالإدلاء بشهادته أمام الكونجرس. وكان تويودا، حفيد مؤسس “تويوتا”، قد قال في مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي “ينبغي أن نعترف بالأخطاء عندما نرتكبها”، وذلك مع ارتفاع عدد السيارات التي استعادتها الشركة في أنحاء العالم- بسبب مشكلة تكمن في عدم ارتداد دواسة الوقود- إلى حوالي 8 ملايين سيارة. وتزامن ذلك مع إصدار الحكومة اليابانية أمراً للشركة بإجراء تحقيق في التقارير التي أفادت بوجود حالات تعطل مفاجئ لمكابح السيارات الأخيرة من سيارتها الهجين “بريوس”. وأوضح تويودا أن الشركة لا تزال تدرس كيفية التعامل مع الشكاوى الخاصة بالمكابح في أفضل سياراتها مبيعاً. وقال في المؤتمر الصحفي الذي عقد في ناجويا باليابان وتم بثه على الهواء “أعتذر بشدة عن التسبب في مشكلة وقلق للكثيرين من عملائنا بسبب عمليات استعادة العديد من الطرازات في العديد من المناطق”. وأضاف “صدقوني، سيارات تويوتا آمنة”. من جانبه، طالب الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس الأول شركات صناعة السيارات بالتحرك السريع لمواجهة أي عيوب فنية في السيارات يمكن أن تمثل خطورة على سلامة الركاب. وقال أوباما في مقابلة مع وكالة أنباء “بلومبرج” ومجلة “بيزنس ويك” إنه لم يتضح بعد ما إذا كانت “تويوتا موتور كورب” اليابانية تحركت بالقوة الكافية لتهدئة مخاوف المستهلكين بعد اكتشاف عيوب في ملايين السيارات. وأضاف أوباما في المقابلة أن كل شركة سيارات ملزمة بالتحرك السريع الحاسم عندما يتعلق الأمر باكتشاف عيوب فنية يمكن أن تهدد سلامة الركاب “ونحن لم نعرف بعد ما إذا كان هذا حدث مع تويوتا”. وأشار أوباما إلى أن السلطات الأميركية تجري تحقيقات لمعرفة ما إذا كانت الشركة اليابانية، وهي أكبر منتج سيارات في العالم قد تصرفت بالسرعة المطلوبة لمواجهة العيوب الفنية في سياراتها. وتواجه “تويوتا” أزمة ثقة حادة في الأسواق الزميركية بسبب هذه المشكلة.،