موزة خميس (دبي) - استشعرت هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة مسؤوليتها في الحفاظ على النباتات والحيوانات، التي تعرض بعضها إلى خطر الانقراض، باعتبار أن حماية البيئة البرية مسؤولية مشتركة تقع على عاتق الجميع، وتنبع من مدى الحس الوطني والوعي البيئي، ويعمل القائمون في الحديقة النباتية لمتحف التاريخ الطبيعي والنباتي، التابع لهيئة البيئة والمحميات الطبيعية، من خلال خطة للحفاظ على أهم أنواع النباتات المحلية وبقائها واستزراعها، خاصة الأنواع التي تصلح لتجميل المدن وتوفر المياه ولا تحتاج إلى الكثير من الأسمدة.
عوامل التصحر
جاء في مقدمة جدول أعمال الخطة، إنشاء بنك لبذور النباتات المختلفة وحفظها، بعد أن رصدت هيئة البيئة اختفاء بعض أنواع النباتات المحلية الرئيسة من مواقعها الطبيعية، نتيجة لعوامل التصحر والتمدد العمراني والأنشطة الحضرية، من ردم وجرف الأراضي وقطع الأخشاب والرعي الجائر، والتلوث والظروف البيئية القاسية ونقص مصادر المياه العذبة، إلى جانب ظهور الحاجة إلى توفير كميات كبيرة من الأشجار والنباتات المحلية، لاستزراعها في مشاريع التأهيل البيئية، لعدد من مناطق ومحميات إمارة الشارقة.
وذكرت سيف السويدي مدير عام الهيئة، أن الحديقة النباتية في منتزه الصحراء بالشارقة، تضم أكثر من 120 نوعا من النباتات المحلية، التي يقوم المشرفون على الحديقة بعملية حصرها وجمع العديد من بذورها، وعلى وجه الخصوص الأنواع الرئيسة منها، ومن ثم تصنيفها وفقا للتصنيف العلمي للنباتات، وإجراء دراسات مخبرية عليها ومعالجتها بالطرائق العلمية، لمعرفة خصائصها وتحديد الطرق المناسبة لاستخدامها، ومن ثم يجري حفظها وتخزينها.
مواسم الأزهار
وقالت: تتم عملية جمع بذور النباتات بشكل متواصل على مدار العام، وبحسب اختلاف مواسم الأزهار والأثمار للنباتات، وعلى سبيل المثال تزهر شجرة السدر في أكتوبر ونوفمبر وتظهر الثمار من ديسمبر إلى فبراير، وبناء عليه يكون الوقت المناسب لجمع بذور السدر في مارس وأبريل، حسب درجة جفاف الثمرة وتساقط البذور منها، وقد جرى جمع بذور أشهر الأشجار المحلية، مثل بذور أشجار الغاف، والسدر، والقرط، والسمر، والآراك، والثمام، والآرطي، أما عملية جمع بذور النباتات فتتم على أسس علمية، حيث تعتبر البذور من أهم المصادر الوراثية، والتي يجب جمعها وحفظها لاستخدامها وقت الحاجة إليها، مع الأخذ بعين الاعتبار وجود أولويات خاصة للأنواع النباتية التي تجمع البذور منها.
ويجب أن تجمع بذور النباتات المهددة بالانقراض أولاً، وهي النباتات التي تظهر تناقصاً حاداً في أعداد أفرادها أو جماعاتها، يليها النباتات الفريدة من حيث التطور والتصنيف، ثم النباتات التي يراد إعادة استزراعها في المواقع الطبيعية المتدهورة ثم النباتات، ذات الأهمية الزراعية أو الطبية أو الرعوية، وتتضمن العملية وضع جدول زمني لأنواع النباتات المختلفة ومواسم أزهارها وأثمارها، والطرق المناسبة لجمع البذور حيث أنها تختلف من نبات لآخر.
سلامة البذرة
يتطلب حفظ البذور والإبقاء على صلاحيتها أطول زمن ممكن، حفظها في مكان بارد جداً وتوفير درجات حرارة تحت الصفر، مما يساعد على سلامة البذرة ويحميها من هجوم الحشرات والفطريات، حيث يتم وضع البذور في أكياس بلاستيكية محكمة الغلق في بيت التجميد، مع كتابة تفاصيل النبات عليه اسمه وتاريخ الحفظ، ويواجه العاملون في جمع البذور بعض الصعوبات، بالرغم من انه يتم جمع بذور معظم النباتات في الفترة الممتدة بين مارس ويونيو، حيث الطقس معتدل ولطيف، إلا أن بعض النباتات كالغاف، والسمر، والقرط، والآراك، والقرم، تجمع بذورها من يونيو إلى سبتمبر وفي أجواء حارة ودرجات حرارة مرتفعة، بالإضافة إلى أن بعض النباتات قد تفرز مادة بيضاء تؤذي الجلد والعينين، لِذا يجب توخي الحذر عند جمع بذورها.
عدد اليوم
