الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

بطانة الرحم المهاجرة تهدد الخصوبة

15 ديسمبر 2006 01:19
صلاح الحفناوي: هي ككل النساء تحلم بالولد، وهي ككل امرأة عربية تحاصرها التساؤلات المحرجة والمؤلمة حولها ، بمجرد أن يمضي شهر أو شهران على ليلة الزفاف دون أن تحمل في أحشائها ثمرة اللقاءات الزوجية، تحاصرها اتهامات تبدأ صامتة بأنها كالأرض البور التي لا ينمو فيها زرع ولا يرجى منها حصاد·· هي ككل النساء بدأت رحلة فحص وتشخيص طويلة انتهت بتحديد المشكلة: تأخر حملها ناتج عن إصابتها بمرض البطانة الرحمية المهاجرة·· يومها سمعت لأول مرة تعبير ''اندوميتريوزيس'' الاسم العلمي لمشكلتها الصحية وعرفت لأول مرة ان حملها مؤجل لحين التعامل مع المشكلة· البطانة الرحمية المهاجرة·· واحدة من أكثر المشاكل النسائية انتشارا، حيث تشير الإحصاءات إلى أن حوالي 15 بالمائة من النساء يعانين منها، وأنها يمكن أن تصيب كل الأعمار، ولكنها تنتشر أكثر بين النساء في المرحلة السنية بين عشرين وأربعين عاما·· هي مشكلة صحية نسائية ترتبط بآلام لا تحتمل ونزيف داخلي يرهق الصحة ويجهد الجسم·· ومع ذلك وقبل كل ذلك ترتبط بتأخر الحمل والإنجاب أو بحالات من العقم المؤقت التي تضاعف كل سيدة تعاني منها· ما هي البطانة الرحمية المهاجرة·· ما سبب الإصابة بها، ما هي مضاعفاتها، وما هو الجديد في علاجها، وهل تؤدي الإصابة بها إلى العقم·· تساؤلات عديدة نطرحها في هذه المحاورة على الأستاذ الدكتور إسلام صدقي استشاري أمراض النساء والتوليد والعقم في مركز الهنداوي الطبي بأبوظبي· يقول الدكتور إسلام صدقي: البطانة الرحمية المهاجرة هي حالة مرضية تنتقل فيها بعض خلايا بطانة الرحم إلى أماكن أخرى في الجسم خارج الرحم، مثل المبيضين وخلف الرحم وعلى الأنابيب أو في الغشاء المبطن لتجويف الحوض والبطن·· وتشير الأبحاث إلى أن هذا المرض يوجد بنسبة 52 بالمائة لدى النساء في سن المراهقة اللواتي يعانين من آلام مزمنة أسفل البطن أو الحوض، وكذلك يوجد بنسبة 40 إلى 50 بالمائة لدى السيدات اللواتي يخضعن لعمليات مساعدة الإخصاب·· وأثبتت الدراسات كذلك أن 10 بالمائة من النساء المصابات بمرض البطانة الرحمية المهاجرة لديهم واحدة من قريبات الدرجة الأولى تعاني من هذا المرض وهذا يشير إلى جانب وراثي محتمل في الإصابة· وتزداد احتمالات الإصابة بالبطانة الرحمية المهاجرة بين النساء اللاتي يعانين من الدورة الشهرية الغزيرة والتي تزيد مدتها على ثمانية أيام في المتوسط أو الدورة الشهرية المتكررة خلال فترات تقل على 27 يوما·· وهو نادر الحدوث في سن مبكرة قبل البلوغ أو في سن متأخرة بعد انقطاع الطمث· ومن أعراض المرض آلام في الحوض، وجود كتل دموية (أكياس دموية) في الحوض، وقد يؤدي ذلك إلى الإحساس بالضغط على أعضاء أخرى أو نزيف داخلي أو انسداد في الأنابيب ومشاكل في الإخصاب ونزيف مهبلي غير مبرر· وحتى الآن لا يوجد سبب واحد يفسر الإصابة بهذا المرض ويفسر أعراضه ولكن اجمع العلماء على احتمال وجود أكثر من سبب، ومنها ارتجاع بعض أجزاء البطانة الرحمية إلى داخل البطن عن طريق قناة فالوب بدلا من خروجها من المخرج الطبيعي عبر فتحة المهبل، تغير الخلايا في الغشاء البريتوني وتحولها إلى خلايا شبيهة بخلايا بطانة الرحم، انتشار خلايا البطانة الرحمية عن طريق الأوعية الدموية أو انتشارها عن طريق الغدد الليمفاوية، مشاكل في المناعة، والعوامل الوراثية· يضيف الدكتور إسلام صدقي: لقد ثبت علميا أن البطانة المهاجرة تنمو وتتغذى على الهرمونات التي تفرز من المبايض كالاستروجين· وتظهر البطانة الرحمية المهاجرة في أشكال عديدة·· فهي قد تظهر على شكل كيس على المبيض مليء بالدم الفاسد داكن اللون، أو وجود أكياس صغيرة متعددة، أو على شكل التصاقات في الحوض بين المبايض والأعضاء المجاورة مثل قناة فالوب أو جدار الحوض الجانبي أو الأمعاء، أو ظهور مواضع انكماش في الغشاء البريتوني وتظهر باللون الأبيض أو الأصفر أو الأحمر· وتصيب البطانة الرحمية المهاجرة الأمعاء ببعض المشاكل مثل التهابات الزائدة الدودية· وقد اجمع الأطباء على تقسيم هذا المرض إلى أربع مراحل: ؟ وجود كميات قليلة جدا من البطانة المهاجرة (أقل من 2 سم)· ؟ انتشار المرض بحجم من 2 إلى 5 سنتيمترات ويكون الانتشار على المبايض· ؟انتشار المرض في جميع أعضاء الحوض لكن دون أن ينتشر في تجويف الحوض خلف الرحم· ؟ امتلاء تجويف الحوض تماما بالبطانة المهاجرة مع التصاقات شديدة· وأكدت الأبحاث انه لا توجد علاقة مباشرة بين شدة الألم وتفاقم المرض· التشخيص والعلاج ويتم تشخيص الإصابة بالبطانة الرحمية المهاجرة من خلال الأعراض التي تشكو منها المريضة والفحص السريري والفحص بالموجات فوق الصوتية وفي بعض الحالات إجراء فحص تنظيري بمنظار البطن لأخذ عينة للتشخيص النسيجي· يضيف الدكتور إسلام صدقي أن علاج هذه الحالة ينقسم إلى علاج دوائي وعلاج جراحي·· ويتكون العلاج الدوائي من أنواع مختلفة من العقاقير، تبدأ من العلاج الهرموني البسيط كاستخدام حبوب منع الحمل أو البريجستيرون أو عقار الدانازول وهو هرمون مرادف لهرمون الذكورة أو حقنة هرمون قوية مثل ''زلوديكس''· وهناك العلاج الجراحي والذي يشمل المنظار البطني ويفيد في التشخيص وفي العلاج لاستئصال الأكياس والكتل الدموية والالتصاقات أو معالجة المناطق المصابة بالكي أو باستخدام أشعة الليرز· وفي بعض الحالات قد يتطلب العلاج تدخلا جراحيا تقليديا عبر فتح البطن ويتم ذلك في الحالات المتقدمة مثل المرحلة الرابعة من مراحل انتشار البطانة الرحمية المهاجرة والتي قد تتطلب استئصال الرحم والمبيضين· وبالطبع فإن تحديد البرنامج العلاجي يعتمد بشكل أساسي على التقييم الدقيق للحالة في ضوء نتائج الفحوص التشخيصية من ناحية وعلى الظروف الخاصة للسيدة أو الفتاة المصابة من حيث المرحلة العمرية التي تعمر بها وهل هي متزوجة وهل أنجبت وغيرها من الاعتبارات الخاصة التي تؤثر في اتخاذ قرار العلاج·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©