الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

أصواتهن في الذاكرة

24 يناير 2015 00:24
عندما يطالعك شيء كفيلم وثائقي عن رائدات الغناء في العراق والخليج العربي، لا يمكنك إلا أن تتذكر هؤلاء النساء اللاتي على الرغم من رحيلهن، فإن أصواتهن ما تزال تتردد في الذاكرة الشعبية في منطقة الخليج إلى اليوم. في البداية كنت تسمع أصواتهن في «البشتخته». وبالطبع فحينها لم يكن هناك تلفزيون تظهر على شاشته صورهن، لكن تسنى لنا فيما بعد أن نسمع ونرى بعضهن تقفن على المسرح أو في الاستوديو للغناء بالصوت والصورة. والصورة كانت مختلفة، فأن تكون المرأة الخليجية مطربة في ثلاثينيات وأربعينيات وحتى خمسينيات وستينيات القرن العشرين كان خياراً صعباً، كانت هناك مهنة تناسب المرأة ومهنة لا تناسبها كالغناء. وبينما كانت مساحة الحرية مكفولة للرجل لكي يمارس الغناء، بل ويصقل مهاراته ويطورها ويشتهر خارج حدود بلاده فيعرف «ضاحي بن وليد» و»محمد زويد» و»عبد الله فضالة» و«حارب حسن» و«سالم راشد الصوري» كانت «عودة المهنا» ذات الصوت الرخيم العالي و»عائشة المرطة» ببحة صوتها المتميزة و «موزة سعيد» و«موزة خميس» تسمعننا الخماري الكويتي والطرب العماني الأصيل و«منسية منسية» و«رمال الراشدية». في ذلك الزمان لم يكن هناك استثمار بشري في مجال الفن أو غيره، وعلى الرغم من ذلك فقد استثمرت هذه الأصوات ذاتيا، وتركت الأغنية الخليجية النسائية بصمة وكانت بحق «أغنية تضرب عنان السماء» لو جاز لنا أن نستعير عبارة الكاتبة الأمريكية «مايا أنجلو». استثمرت هؤلاء المطربات مواهبهن في زمن كان فيه صوت المرأة عورة. زمن تميز أيضاً بمحدودية التقدير بالنسبة لقيمة الفن والغناء على وجه الخصوص. وفي هذا الزمان وهذه المرحلة أيضاً كانت هناك مؤسسة شعبية تخرج أصواتاً عراقية نسائية، فمن منا لا تمر عليه اليوم كلمات أغنية تهز المشاعر مثل أغنية زهور حسين«غريبة من بعد عينج يا يمه» أو كلمات مقام صديقه الملاية «ربيتك صغيرون حسن ليش انكرتني» و«خدري الشاي خدريه» لنجاة سالم. وخذ أغاني خلفتها مطربات مثل «عفيفة إسكندر» و«وحيدة خليل» وغيرهن، يعاد إحياؤها وتتردد بين الناس إلى اللحظة. اللحظة التي تفتقد فيها الساحة الخليجية الصوت الغنائي النسائي، ولا صوت يشدك، ويؤثر فيك مثلما يقال كما يفعل الفن الأصيل الذي «يحفظ للتاريخ لونه ورائحته».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©