واشنطن تربط نجاح قمة دمشق بانتخاب رئيس لبنان

شككت الولايات المتحدة بنجاح القمة العربية المقبلة في دمشق نهاية مارس المقبل مع استمرار الأزمة السياسية في لبنان، في وقت أعلن الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى إرجاء عودته الى بيروت لاستكمال جهوده مع طرفي الازمة اللبنانية· وقال مساعد وزيرة الخارجية الاميركية ديفيد وولش إن إمكانية نجاح قمة دمشق في ظل الظروف الراهنة في لبنان تثير التساؤلات خاصة وأن سوريا تستضيف القمة وأن لديها مسؤولية مهمة إزاء الوضع في لبنان· وربط المسؤول الأميركي بين قمة دمشق العربية وبين استحقاق انتخاب رئيس للبنان وإفساح المجال لتشكيل الحكومة·وأكد وولش الموقف الأميركي بضرورة الانتهاء من انتخاب الرئيس لتحريك العملية السياسية قدماً في لبنان· وقال إن عدم وجود علاقات دبلوماسية بين سوريا ولبنان هو وضع شاذ لأن لبنان وسوريا هما الدولتان الوحيدتان اللتان لا يوجد بينهما علاقات دبلوماسية· وشدد وولش على اولوية انتخاب رئيس فورا ودون إبطاء من منطلق المفهوم الاميركي لحل الازمة بأن يتم انتخاب الرئيس اللبناني أولاً، ثم تشكل الحكومة بعد ذلك ويتولى البرلمان مع الحكومة الجديدة والقيادات المسؤولة في لبنان، التعامل مع القضايا الأخرى بالنسبة لقانون الانتخابات والاصلاحات الأخرى التي يحتاجها لبنان· وفي تطور لافت أرجأ الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى زيارته التي كانت مقررة أمس الى بيروت لإجراء مزيد من الاتصالات العربية لحل الازمة اللبنانية بعد أن استجدت عراقيل اضافية كما أفاد مصدر من وفد الجامعة العربية · وقال المصدر ''موسى سيأتي (السبت) أو(الاحد) لبضع ساعات ليرعى الاجتماع الثالث للحوار بين ممثلي الاكثرية والمعارضة'' مؤكدا أن المبادرة العربية ''مستمرة رغم الفجوات''· وكان موسى اعلن انه سيجمع ممثلي الاكثرية والمعارضة في بيروت في 24 فبراير الجاري اي قبل يومين من الموعد الخامس عشر المحدد لانتخابات الرئاسة· واوضح أن هدفه ''البناء على ما تم التوافق عليه'' في جولتين سابقتين ضمتا الى جانبه رئيس الجمهورية السابق أمين الجميل والنائب سعد الحريري عن الاكثرية والنائب ميشال عون عن المعارضة· وغادر وفد الجامعة العربية الذي يترأسه هشام يوسف مدير مكتب موسى بيروت أمس عائدا الى القاهرة بعد أن أجرى اتصالات على مدى يومين مع مندوبين عن الطرفين تمهيدا لوصول موسى· واعتبر مصدر لبناني معني بالمفاوضات بان موسى ''سيعود وهو يعرف ان لا نتيجة لمساعيه ولن ينتخب رئيس للجمهورية الثلاثاء''· وقال المصدر ''يعود موسى فقط لابقاء المبادرة العربية حية''· من ناحيته عزا مصدر وفد الجامعة العربية العقبات المستجدة الى ''طرح المعارضة أن لا يكون للوزراء المحسوبين على رئيس الجمهورية حق التصويت في القضايا المهمة التي تطرأ على مجلس الوزراء''· وقال ''تحفظت الاكثرية على هذا الطرح وهو ما ابلغه الرئيس الجميل ليوسف عندما نقل إليه هذا الاقتراح''· بالمقابل نفى مصدر مقرب من رئيس مجلس النواب نبيه بري، أحد قادة المعارضة، أن تكون المعارضة قد تقدمت بهذا الطرح ووصفه بانه ''غير صحيح ومحض اختلاق''· وقال المصدر لوكالة ''فرانس برس'' طالبا عدم الكشف عن هويته ''هذا الطرح غير دستوري ويعني انتقاصا من صلاحية الوزراء''· واضاف ''من ضمن التفاهم السياسي بين بري وعمرو موسى أن يسعى رئيس الجمهورية، كونه توافقيا، الى تعزيز المصالحة الوطنية وبالتالي أن يسعى قدر الامكان للخروج دائما بقرارات توافقية وفي حال تعذر ذلك يكون لكتلة الرئيس حق التصويت''· وكان الجميل قد اعلن مساء الخميس في حديث تلفزيوني انه تبلغ من يوسف ''خيارات وشروطا جديدة للمعارضة''· وقال الجميل ''وضعونا أمام خيارين: اما الثلث المعطل واما حكومة بثلاث عشرات على أن يمتنع وزراء رئيس الجمهورية عن التصويت او المشاركة في النقاش في اي ملف اساسي يطرح على التصويت مما يحولهم شهود زور''· واضاف ''حيال هذه الطروحات قدمنا ملاحظاتنا واعتبرنا مشروع الحكومة العشرية المثلثة (30 عضوا) مشروع تعطيل كامل للمؤسسات''· ونقلت صحيفة ''الاخبار'' المعارضة امس عن عون قوله ''اذا كانت المثالثة في الحكومة مع بعض الضمانات تؤمن المشاركة فنحن معها''· واوضح عون للصحيفة '' أن أول الضمانات واقواها التزام رئيس الجمهورية باعتماد التوافق في كل البنود المنصوص عليها في المادة 65 من الدستور التي تتطلب نصاب ثلثي مجلس الوزراء لاقرارها اضافة الى التوازن في توزيع الحقائب السيادية والخدماتية''· الى ذلك دعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل سوريا أمس إلى لعب ''دور بناء'' لحل الأزمة السياسية التي تركت مقعد الرئاسة اللبنانية شاغرا منذ ثلاثة أشهر تقريبا· وقالت ميركل قبيل محادثات مع رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة في برلين ''يجب انتخاب رئيس جديد سريعا''· وقالت إن انتخاب رئيس جديد أمر ضروري لبدء المحادثات حول ''تشكيل الحكومة بناء على قواعد ومبادئ ديمقراطية''· ودعت ميركل سوريا للعب ''دور بناء'' في المساعدة على حل الأزمة اللبنانية ''وهو شيء لم يتم بشكل مرض حتى الآن''· ومن جانبه، قال السنيورة الذي زار لندن وباريس قبل سفره إلى برلين إن حل قضية الانتخابات وتشكيل الحكومة أمر ضروري حتى تعود مسألة تسيير شؤون البلاد إلى الوضع الطبيعي· ودعت ميركيل الفرقاء اللبنانيين على انتخاب رئيس لبلادهم والحيلولة دون وقوع البلاد في دوامة العنف· واكدت أن المانيا تدعم لبنان بكل قوة على الصعيدين السياسي والاقتصادي· وأشاد السنيورة بدور المانيا وبجهودها لمساعدة لبنان ودعمه سياسيا وقتصاديا ومعنويا· واوضح السنيورة أن جميع الأطراف في لبنان متفقة على شخصية الرئيس الجديد وهو قائد الجيش العماد ميشيل سليمان لكن ''هناك مشاكل تقنية وسياسية تحول دون اجتماع البرلمان اللبناني بسبب بعض التأثيرات الخارجية''·