الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

أصوات المهاجرين رهان انتخابي جديد للأحزاب الألمانية

15 سبتمبر 2013 00:06
برلين (أ ف ب)- “يمثل المتحدرون من أصول مهاجرة حوالي عشرة بالمئة من الناخبين المدعوين إلى الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات التشريعية الألمانية، وهي نسبة في تزايد متواصل ما يعدل الرهانات بالنسبة للأحزاب الحريصة على استمالة هذه الفئة من الناخبين”. ووصل عدد هؤلاء الناخبين في آخر انتخابات تشريعية عام 2009 إلى 5,6 ملايين من أصل عدد إجمالي من الناخبين قدره 62,2 مليون، ومن بينهم 426 ألفاً أدلوا بأصواتهم لأول مرة. ولن تعرف هذه الأعداد للعام 2013 إلا بعد عملية الاقتراع في 22 سبتمبر، لكن من المتوقع أن يكون عدد الناخبين من أصول مهاجرة أعلى، على أن يتزايد وزنهم بشكل متواصل على ضوء التعداد السكاني، الذي يشير إلى أن حوالي ثلث الأطفال الألمان ما دون العاشرة من العمر من أصول مهاجرة. وإن لم يكن صوت هذه الشريحة من الناخبين حاسماً حتى الآن إلا أن أوركان كوسمن مسؤول شؤون الاندماج في معهد بيرتيلسمان قال إن “المهاجرين سيتحولون إلى فئة من الناخبين المحتملين ذات أهمية متزايدة بنظر الأحزاب”. وقال كوسمن إن “الأحزاب لم تعتمد حتى الآن استراتيجية خاصة بهذا الصدد، لكنها تسعى من خلال تعديلات موضعية في سياستها لاجتذاب أصوات المهاجرين”. وحزب المستشارة أنجيلا ميركل المحافظ هو الذي تبنى أبرز تحول بهذا الصدد. وأوضح مايكل فريزر النائب في الكتلة النيابية المحافظة المكلف بملف الهجرة لوكالة فرانس برس “قبل عشر سنوات أو 15 سنة، لم يكن الاتحاد المسيحي الديمقراطي يعتبر أن ملف الاندماج حاسماً.. لكنني أعتقد أنه منذ سبع أو ثماني سنوات، منذ أن بات يمسك بزمام الحكم، ازدادت أهمية هذا الموضوع”. وكان الاتحاد المسيحي الديمقراطي أول حزب يعين وزيرة من أصل تركي في حكومة إقليمية، مع تعيين إيجول أوزكان وزيرة للشؤون الاجتماعية في ساكس السفلى (شمال) في أبريل 2010. وفي ديسمبر 2012 رفع الحزب من اثنين إلى أربعة عدد المتحدرين من أصول أجنبية في قيادته المؤلفة من 49 عضواً، وعنونت صحيفة دي فيلت المحافظة في مارس 2013 “مهمة الهجرة في الاتحاد المسيحي الديمقراطي”. وبالتفاته إلى المهاجرين يسعى الحزب أيضاً إلى اجتذاب الشباب والنساء وسكان المدن الذين يشكلون نسبة عالية في هذه الشريحة من المواطنين، وقالت المستشارة في نهاية أغسطس خلال مقابلة حصرية أجرتها معها شبكة (تي آر جي تي- آي يو) الألمانية الموجهة إلى المجموعة التركية “سنبذل المزيد من أجل الاندماج”. ولم يكن ائتلاف الاتحاد المسيحي الديمقراطي/الاتحاد المسيحي الاجتماعي أقنع سوى 10,1% من الناخبين من أصل تركي عام 2009. وفي صفوف اليسار، يبذل الحزب الاجتماعي الديمقراطي الألماني جهوداً مماثلة مع تبدل المشهد الانتخابي. فظل هذا الحزب لفترة طويلة يفيد من أصوات العمال المهاجرين القادمين بشكل أساسي من تركيا، والذين كانوا يمنحونه أصواتهم، نظراً إلى تقربه من النقابات التي كانت تدافع عن مصالحهم في المصانع، وقد صوت 55,5% من الألمان من أصل تركي مع الاجتماعيين الديمقراطيين عام 2009. إلا أن الوضع بات أكثر تعقيداً، ولا سيما بعد فضيحة تيلو سارازين، السياسي الاجتماعي الديمقراطي الذي أصدر كتاباً عام 2012 بعنوان “ألمانيا تسير إلى الهلاك” عرض فيه طرحاً مفاده أن الهجرة ستضعف البلاد. وقالت إيدان أوزوجوز نائبة رئيس الحزب الاجتماعي الديمقراطي “إن قضية سارازين سددت ضربة كبرى إلى الحزب الاجتماعي الديمقراطي .. أعتقد شخصياً أنه كان يجدر إقصاؤه من الحزب لتوجيه إشارة واضحة”. وانتقل جزء من الأصوات إلى الخضر الذين يدافعون منذ تأسيس حزبهم عن مشروع مجتمع متعدد الثقافات، أو إلى حزب (دي لينكي) اليساري الراديكالي، الذي لم يعد يعتبر حزب المتحدرين من ألمانيا الشرقية سابقاً بشكل حصري. ويشن الحزب الاجتماعي الديمقراطي الألماني بالتالي حملة نشطة، فيدافع مثلاً عن الجنسية المزدوجة التي يعتبر الحصول عليها بالغ الصعوبة في ألمانيا. وقالت أوزوجوز “لو كانت لدينا غالبية في مجلس النواب لكان بوسعنا تعديل الحق في الجنسية بشكل فوري، وستكون هذه بالطبع خطوة كبرى”. وقال كوزمين ملخصاً الوضع “حالياً يمكننا أن نلاحظ توجهاً جديداً للحزب الاجتماعي الديمقراطي الألماني والاتحاد المسيحي الديمقراطي. الحزب الاجتماعي الديمقراطي لأن عليه أن يبذل جهوداً لإقناع مجموعة من الناخبين كان يعتقد أنه يضمن تأييدها له، والاتحاد المسيحي الديمقراطي لأنه أدرك أنها مجموعة انتخابية متنامية يترتب عليه أن يقدم لها عرضاً سياسياً على المدى المتوسط”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©