الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

«رياض الأطفال»..الخطوة الأولى على طريق المستقبل

«رياض الأطفال»..الخطوة الأولى على طريق المستقبل
13 سبتمبر 2015 03:54
أحمد السعداوي (أبوظبي) تعتبر مرحلة الروضة، أو ما يعرف بالـ « كي جي»، من أهم الخطوات التعليمية التي يمر بها الأطفال في بداية حياتهم، ومن هنا فإن عدم نجاح البعض في الالتحاق بهذه المرحلة التعليمية، قد يسبب له إحباطا ومشكلة تعليمية تلازم الطفل طوال حياته، وبالتالي تؤثر على قدرته على التحصيل الدراسي، والعجز عن تحقيق كثير من الطموحات والآمال المعتمدة بشكل رئيس على التفوق الدراسي، ومن هنا ينبغي على أولياء الأمور حسن إعداد أبنائهم لهذه المرحلة المهمة، وإمدادهم بالمعلومات والمعارف الأساسية اللازمة لتجنيبهم هذه المشكلة التي قد تواجههم مبكراً في هذه المرحلة تعتبر خطوة الأطفال الأولى على طريق العلم والمستقبل. عملية التقييم من أصحاب هذه التجارب، هبة المنشاوي، أخصائية التحاليل الطبية بإحدى المنشآت الصحية بأبوظبي، والتي قالت: إن ابنتها الوحيدة التي تبلغ من العمر 5 سنوات، بالفعل رسبت في عملية التقييم التي تجريها إحدى المدارس التي تقدمت إليها وكانت تتمنى الالتحاق بها، وذلك بعد ما عجزت عن الإجابة على بعض الأسئلة البسيطة الخاصة بأسماء الألوان والأرقام وعدم دراستها بالحروف اللغوية، وأشارت إلى أنها لم تكن تعرف أنه من الضروري أن تتعرف ابنتها على هذه الأشياء قبل التقدم لأي روضة للبدء في رحلة التعليم، وتعتبر المنشاوي أنها ذلك من أكبر الأخطاء التي ارتكبتها في حياتها كونها تسببت في إخفاق ابنتها في الانضمام إلى الروضة في المرحلة السنية التي تناسبها، كونها كانت تتركها كثيراً تلعب على «الآي باد» ولم تدرك أهمية تعليمها الكلمات والمفردات البسيطة التي تمكنها من التواصل بسهولة مع المشرفين والمدرسين أو مع أقرانها من ذات المرحلة العمرية الذين نجحوا في الالتحاق بالروضة. تجربة صعبة والدة الطفلتين، هبة وهاجر علي، أوردت مشكلة من نوع آخر، وهي أن ابنتيها التحقتا في العام الأول للروضة بإحدى الروضات التي تقوم بالتعليم باللغة الإنجليزية، وفي العام التالي، أرادت التقديم لهما في روضة، اللغة الفرنسية هي الأساسية فيها، وهنا كانت المشكلة الكبرى، حيث تم إخضاعهما لاختبار قدرات، في اللغة الفرنسية لا يُكتفى فقط بمجرد ذكر المفردات البسيطة والألوان وغيرها من الأمور الأساسية التي يدركها كثير من الأطفال، بل إن اختبار تحديد المستوى تضمن محادثة شفاهية مع الأطفال ما أصابها بالمفاجأة هي وكثير من أولياء الأمور الذين كانوا في نفس حالتها، وبالفعل خاضت الصغيرتان هذه التجربة، وفشلتا في التحدث باللغة الفرنسية بالمستوى اللازم للقبول في تلك الروضة، غير أن المسؤولين نصحوها بأن تعاود التجربة بعد أسبوعين مع طفلتيها على أن تقوم خلال هذه الفترة بتكثيف المعلومات والمحادثة باللغة الفرنسية مع الصغيرتين، حتى تتهيآ تماماً إلى الفرصة التالية والاختبار الشفهي اللتان ستخوضانه بعد 15 يوماً، بحسب توجيهات مسؤولي تلك المدرسة، وبعد مرور تلك الفترة ذهبت الطفلتان مع الأم إلى المدرسة، لعمل الاختبار الشفوي،. وكانت المفاجأة انهما لم يتمكنا من اجتيازه، وأخفقت الطفلتان للمرة الثانية في الالتحاق بالمدرسة بسبب بعض الشروط غير المنطقية، مثل ضرورة المعرفة بالمحادثة بالفرنسية ومبرر المدرسة في ذلك، «حتى يستطيع الأطفال التفاعل بسهولة مع السياق التعليمي العام هناك كون كل المواد وطاقم التدريس باللغة الفرنسية». وهنا قررت الأم أن تقدم لهما في إحدى المدارس الإنجليزية حتى لا تتسبب في ضياع السنة الدراسية عليهما، وبالفعل هما تسيران الآن في مراحلهما التعليمية بانتظام، رغم أن ذلك لم يكن الرغبة الأصلية للأسرة، التي خططت لإلحاقهما بنمط تعليمي رأت أنه الأنسب لهما. العملية التربوية من واقع خبرته الطويلة في الحقل التعليمي، يقول إبراهيم أبوجاس، رئيس قسم اللغة العربية بمدرسة المستقبل النموذجية بأبوظبي: إن المدارس الحكومية بصفة عامة مفتوحة أمام الجميع في مرحلة الروضة وغيرها من المراحل، وليس هناك اختبارات بالمعنى المعروف لكلمة اختبار، وإنما هناك فقط عملية تقييم لمستوى الطلاب، ولا تؤثر نتيجته أبداً على مدى قبول أو رفض الأطفال الراغبين في الالتحاق بالروضة، وإنما عملية التقييم تجرى فقط من أجل وضع الخطط التعليمية المناسبة لمستويات الأطفال المتقدمين حتى تمضي العملية التربوية بنجاح. ويلفت إلى أنه بطبيعة الحال، عندما يتقدم من الأطفال عدد أكبر من المطلوب إلى إحدى رياض الأطفال بأي مدرسة، فإنه يتم اختيار الأكثر قدرة على التحصيل، والتوافق مع مجريات العملية التعليمية، ولكن يبقى المعيار الرئيس هو العدد المتاح في المدرسة والتوزيع الجغرافي. التقييم هدفه وضع الخطط التعليمية المناسبة لمستويات الأطفال إبراهيم أبوجاس المعارف الأساسية باللغتين العربية والإنجليزية ضرورية للأبناء آمنة عبداللطيف ابنتي فشلت في دخول إحدى المدارس بسبب صعوبة الاختبار هبة المنشاوي نصائح لأولياء الأمور يوجه إبراهيم أبوجاس مجموعة من النصائح إلى أولياء الأمور، ينبغي مراعاتها قبيل التقدم إلى أي من رياض الأطفال، أهمها تزويد الطفل بمفردات واضحة ومفهومة ومسميات الأشياء وغيرها من التوجيهات السلوكية العامة وعدم التركيز على الأمور الأكاديمية التي سيتعلمها الطفل لاحقاً بالمدرسة، وهذه المفردات الأساسية يجب أن تكون باللغتين العربية والإنجليزية. وعلى الطفل أن يعرف اسمه ثلاثياً ومكان السكن ووظيفة الوالدين ورقم هاتف ولي أمره حتى لو واجه بعض الصعوبة في الحفظ ولكنه أمر بالغ الأهمية للطفل في هذه المرحلة، مشيراً إلى أن بعض طلاب الصفين الرابع والخامس لا يعرفون في أي منطقة يسكنون ولا يعرف رقم هاتف والده، وهو ما يجب تداركه بالنسبة لكل ولي أمر. وينبغي تدريب الطفل على التعبير عن احتياجاته الشخصية، مثل تناول الطعام والشراب، وتنمية مداركه في الحفاظ على شخصه وجسمه، خاصة في التعامل مع الغرباء وغيرها من القيم الأساسية التي تكفل للطفل حمايته في هذه المرحلة المهمة من حياته، وكل هذه الأمور وتكوين شخصية الطفل تبدأ من الأسرة قبل المدرسة التي تتابع وتكمل فقط، ومن خلالها يتحصل عل المعرفة والعلوم فقط، لأن أساس التربية هو البيت وعلى الوالدين غرس أسس التربية السليمة حتى تمضي عملية التعليم بنجاح. أسباب الإخفاق يقول الدكتور ماهر محمد مدير مدرسة المشاعل الوطنية الخاصة في أبوظبي، إن القبول متاح دائماً أمام جميع الأطفال لمرحلتي « الكي جي 1» و« الكي جي 2» كون رياض الأطفال هي بداية السلم التعليمي، وليس مطلوباً من الأطفال أن تكون لديهم أساسيات المعارف والعلوم، كون هذا دور الطاقم التعليمي، إلا أن بعض الأطفال قد يخفقون في الالتحاق بالمدرسة لعدة أسباب منها، وجود بعض المشاكل السلوكية لدى الطفل، مثل النقص في تعلم مفردات الأشياء الأساسية الموجودة في البيئة المحيطة، أو التعبير عن حاجاته الذاتية، أو لعدم وجود أماكن تكفي عدد المتقدمين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©