الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تصاعد الاحتجاجات على الغلاء في الضفة الغربية

7 سبتمبر 2012
رام الله، غزة (الاتحاد، وكالات)- تواصلت الاحتجاجات على غلاء المعيشة جراء ارتفاع أسعار المواد الأساسية في مدن الضفة الغربية المحتلة لليوم الرابع على التوالي أمس، فيما رأى محللون سياسيون واقتصاديون فلسطينيون أن رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض يواجه “خريفاً فلسطينياً” يمكن أن يهدد بقاء حكومته بسبب لأزمة الاقتصادية الناجمة عن العجز المالي في ميزانية السلطة الوطنية الفلسطينية. فقد تظاهر مئات الأشخاص وأضرب سائقو حافلات وسيارات الأُجرة عن العمل لمدة 3 ساعات في رام الله والخليل ونابلس وجنين، احتجاجاً على ارتفاع أسعار الوقود وعشرات السلع الأساسية منذ مطلع شهر سبتمبر الحالي، مطالبين باستقالة فياض وتخفيض الأسعار وإلغاء قرار زيادة الضرائب. وقال أحد المتحدثين أمام المتظاهرين في جنين “ها هو تسونامي ارتفاع الأسعار وزيادة البطالة يجتاح أرض فلسطين على يد فئة من أبناء شعبنا وملتنا وحكومتنا”. في غضون ذلك، استقبل فياض وزير الخارجية الإيطالي جيوليو تيرزي في رام الله، حيث أطلعه على الأوضاع في الأرض الفلسطينية المحتلة، خاصة تصاعد الهجمة الاستيطانية الإسرائيلية في المناطق المسماة (ج) والقدس الشرقية بهدف محو الوجود الفلسطيني فيها ومنع إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967. وشدد على ضرورة اتخاذ خطوات عملية ملموسة لإلزام إسرائيل بوقف هجمتها الاستيطانية المتصاعدة، والتقيد بقواعد القانون الدولي، وقرارات الشرعية الدولية، تمهيداً لإنهاء الاحتلال وتمكين الشعب الفلسطيني من تقرير مصيره والعيش بحرية وكرامة في كنف دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس. وقال فياض “إن السلطة الفلسطينية تبذل أقصى ما لديها من قدرة لمعالجة الأوضاع الاقتصادية والمعيشية التي يواجهها شعبنا، والتخفيف من معاناته، لكن استمرار وضع العراقيل الإسرائيلية أمام أمامها في تنمية المناطق المسماة (ج)، وعدم تمكيننا من السيطرة على مواردنا فيها، بالإضافة إلى نظام التحكم والسيطرة المفروض على شعبنا، بما في ذلك الحصار المفروض على قطاع غزة، هو السبب الأساسي في تعطيل قدرة الاقتصاد الفلسطيني على النمو، ومعالجة الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها شعبنا”. ورداً على المطالب باستقالته، قال فياض في حديث إذاعي “لا احتاج إلى نصائح بالرحيل أو عدمه، وأنا أقوم بمهمة وليست وظيفة، وحينما أصل إلى وضع اقتنع فيه بأي غير قادر على التعامل معه لأسباب موضوعية تعلق بكل النظام، وليس بسبب الشكاوى القائمة، فأريد أن اطمئن الذين يرغبون في رحيلي بأني لن اكون عقبة إطلاقاً ولن أبقى يوماً واحداً”. وأضاف “ليست لدى الحكومة القدرة على حل أزمة الوضع القائم بشكل حاسم وليست لدى السلطة عصا سحرية، بل هناك إجراءات لتحسين الأوضاع”. لكن المحللين أكدوا أن فياض لا يستطيع عمل أي شيء لإنها الأزمة المالية الخانقة، بالإضافة إلى لأنها مكبلة باتفاقية باريس الاقتصادية الملحقة باتفاق أوسلو للسلام المرحلي منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية، والتي تسمح بتخفيض سعر الوقود مثلاً، لكن بما لا يزيد على 15% مما هو عليه في إسرائيل. وقال الكاتب والمحلل السياسي خليل شاهين “إن الاحتجاجات لها مبرراتها من حيث المبدأ، فهي ناجمة عن رفع الأسعار والناس لم تعد تحتمل، وليس بإمكان حكومة فياض أو أي حكومة فلسطينية أُخرى حل الإشكالية مهما حاولت لأنها مقيدة باتفاق أوسلو واتفاقية باريس”. وأضاف “الحكومة ليست المسؤولة عن هذه الأزمة، بل السلطة الفلسطينية والقيادة السياسية التي جلبت هذا الاتفاق”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©